الخليج والعالم
المنتدى العسكري التقني الدولي الروسي "الجيش-2024".. منصّة لعرض المنجزات
أصبح المنتدى العسكري التقني الدولي "الجيش-2024" تقليدًا سنويًا تنظمه وزارة الدفاع الروسية منصةً رئيسة لعرض المنجزات المتقدمة في مجال الصناعة الدفاعية والتقنيات العسكرية. ويجذب هذا المنتدى تقليديًا اهتمام المتخصصين والخبراء العسكريين الروس والأجانب؛ بالإضافة إلى ممثلي الإدارات العسكرية والأجهزة الأمنية والشركات المعنية في مجالات التصنيع الدفاعي من مختلف أنحاء العالم.
تتيح منصة منتدى "الجيش-2024" تبادل الخبرات وتعزيز التعاون الدولي للاطلاع على آخر التطورات في مجال التقنيات والأسلحة والمعدات العسكرية، في حين أن الهدف الرئيس من هذا الحدث هو تعزيز القدرات الدفاعية لروسيا وحلفائها، وإيجاد السبل لزيادة كفاءة تنفيذ العمليات العسكرية باستخدام التقنيات الحديثة.
لذلك؛ كان ظاهرًا بقوة إيلاء اهتمام خاص للأمن السيبراني والتركيز على استخدام المسيرات المختلفة الأغراض وتطويع الذكاء الصناعي خدمةً لأهداف المعارك بحسب متطلبات الحروب الحديثة. كذلك ناقش الخبراء إمكان استخدام تقنيات هذا الذكاء لإتمام التحكّم بالأنظمة القتالية، ولتحليل البيانات في الوقت الفعلي؛ ما يمكّن من زيادة كفاءة العمليات العسكرية على نحو كبير.
لقد جمع منتدى "الجيش-2024" على أرضه ممثلين من أكثر من 80 دولة، بما في ذلك شركاء روسيا الرئيسيين في مجموعة "بريكس" و"منظمة شنغهاي للتعاون"، وكذلك من دول إفريقيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط. وقد كان حضور الصين والهند والجمهورية الإسلامية الايرانية ملموسًا عبر مساحات واسعة لعرض منتجاتها وتقنياتها العسكرية. وعلى الرغم من ضغوط العقوبات ومحاولات العزل، تؤكد مشاركة هذه المجموعة الواسعة من الدول أن روسيا تظل لاعبًا رئيسًا على الساحة الدولية. من هنا؛ تبرز أهمية العلاقات الدفاعية لروسيا مع شركائها وحلفائها التي سلط المنتدى عليها الضوء.
يقدم المنتدى فرصًا واقعية لعرض عمل بعض الأسلحة والتكتيكات القتالية الحديثة وتقديم أحدث الأسلحة والمعدات العسكرية، ومنها بعض الابتكارات التي لمّا تدخل الخدمة الفعلية بعد، من بينها نماذج واعدة من المركبات المدرعة وأحدث أنظمة الدفاع الجوي والطائرات المسيّرة من دون طيار وأنظمة الروبوتات. وفضلاً عن العروض التوضيحية وعقد ندوات لمناقشة المشكلات والتحديات الحالية في مجال الأمن، والبحث في مقترحات لإيجاد حلول لتحديات الحروب والمواجهات المستقبلة، فقد أظهر المنتدى عمليًا بفعالياته القدرات العالية لصناعة الدفاع الروسية واستعدادها لمواجهة التحديات المستقبلية.
على صعيد آخر، كانت الطاولة المستديرة الدولية من أبرز الفعاليات الحوارية المهمة على هامش أعمال المنتدى. فقد نوقشت قضايا نموذج النظام العالمي الجديد للأكثرية العالمية، والتي شارك فيها خبراء من: روسيا، إيران، الهند، لبنان، النمسا، سوريا، فنلندا، تشيكيا، أرمينيا ودول أخرى. وقد تناولت مقترحات الخبراء النواحي الجيوسياسية والفلسفية لبلورة نموذج دولي جديد تؤيده غالبية شعوب العالم الرافضة لهيمنة القطب الواحد، والقائمة على احترام التنوع الفكري والحضاري.
هذا، ويؤكد نجاح المنتدى في ظل الظروف الراهنة أهمية إعادة التوازن الأمني في العالم. فهو لا يسمح بتبادل الخبرات فقط، بل أيضًا بإقامة اتصالات أمنية وسياسية استراتيجية الطابع، فضلاً عن الحيّز التجاري، واستعداد روسيا التي تطور قدراتها الدفاعية، بنشاط لمشاركة إنجازاتها مع الدول الصديقة حتى تلك التي تشهد صراعًا مع الولايات المتحدة والغرب الجماعي. ذلك إضافة إلى التأكيد، بصرف النظر عن الوضع الدولي الصعب والمتفجر، على انفتاح روسيا للحوار واستعدادها لتعزيز العلاقات مع المجتمع الدولي على أساس الاحترام والمصالح المتبادلة التي لا تضر بمصالح الآخرين.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024