الخليج والعالم
فلسطين حاضرة في مسيرة الأربعين
لعلّ واحدة من الظواهر الملفتة في زيارة الأربعين، خلال الاعوام القلائل الماضية، هي حضور القضية الفلسطينية على نطاق واسع، من خلال عقد المؤتمرات، وإقامة المهرجانات، وتنظيم المعارض، فضلًا عن فعاليات ونشاطات شعبية متنوعة، تتمثل بالمواكب والهيئات الحسينية التي تحمل اسماء ذات دلالات سياسية وعقائدية ترتبط بفلسطين والقدس والمسجد الأقصى، ورفع العلم الفلسطيني من قبل الزائرين، وجعل العلميْن "الاسرائيلي" والاميركي وصور قادة الكيان الصهيوني تحت الاقدام.
وفي هذا العام، وعلى وقع معركة "طوفان الأقصى" ومعطياتها وتداعياتها وانعكاساتها، بدا واضحًا أن القضية الفلسطينية، بإطارها العام والواسع، سجلت حضورا اكبر في مسيرة الاربعين، لتطلق هذه المناسبة العظيمة، والمسيرة العالمية، رسالة بالغة الاهمية، مفادها ان معركة "طوفان الاقصى" الحالية هي استمرار لمعركة "الطف" قبل مايقارب الاربعة عشر قرنا من الزمان.
فتحت شعار "من معركة الطف إلى طوفان الأقصى: انتصار الإرادة على الطغيان"، احتضنت مدينة كربلاء المقدسة على هامش زيارة الاربعين، مؤتمر نداء الاقصىى الدولي الثالث، برعاية العتبة الحسينية المقدسة، وبمشاركة عشرات العلماء والباحثين والاكاديميين والسياسيين القادمين من حوالي خمسة وستين دولة عربية واجنبية.
وشهد المؤتمر الذي استمر أربعة أيام، اعتبارًا من الثاني عشر وحتى السادس عشر من شهر آب/ أغسطس الجاري، كلمات وبحوث ومداخلات، تمحورت جميعها حول اهمية ووجوب نصرة القضية الفلسطينية، والوقوف مع الشعب الفلسطيني المظلوم، وتحشيد كل الجهود والطاقات والامكانيات لمواجهة الكيان الصهيوني الغاصب، ومن يقف ورائه ويدعمه ويسانده لمواصلة جرائمه.
ولم يقتصر الأمر على مؤتمر نداء الاقصى الدولي الثالث، بل إن هناك فعاليات مماثلة او مشابهة، ذات طابع جماهيري او نخبوي، شهدتها مسيرة الأربعين. ومن بين تلك الفعاليات، ما تمّ في إطار موكب "نداء الاقصى" الحسيني، الذي انشأ قبل عدة اعوام على طريق "ياحسين" الرابط بين مدينتي النجف الاشرف وكربلاء المقدسة.
وكما هو الحال في الاعوام السابقة، فقد شارك في مراسم افتتاح الموكب، علماء دين وساسة وقيادات من محور المقاومة، وتم التأكيد على أن الطريق الوحيد لنصرة ابناء الشعب الفلسطيني، يكمن في الوحدة الإسلامية، والجهاد صفًا واحدًا في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وكذلك التأكيد على أهمية تقوية محور المقاومة في كل المواقع والميادين، ورفع مستوى التنسيق والتعاون، واستثمار كل ما هو متاح لإلحاق الهزيمة الكاملة بالكيان الغاصب.
وشهد الموكب، عقد ندوات وحلقات نقاشية، واقامة معارض تشكيلية، وعروض للكتب والاصدارات المختلفة، التي تناولت جميعها موضوعة القضية الفلسطينية بكل ابعادها وجوانبها. وقد كان للشهيدين، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، والقيادي في حزب الله اللبناني فؤاد شكر، حضور معنوي واعتباري كبير، فضلًا عن الكثير من القادة الشهداء، أمثال الشهيد أبو مهدي المهندس، والشهيد قاسم سليماني.
الى جانب ذلك، فإن مظلومية الشعب الفلسطيني لم تكن بعيدة عمّا طرحه وتحدث به خطباء المنابر والمبلغين الفاعلين على امتداد مسيرة الاربعين في كل المدن والمناطق، بدءا من منطقة رأس البيشة في اقصى محافظة البصرة وحتى مرقد الإمام الحسين ومرقد أخيه العباس عليهم السلام في قلب كربلاء المقدسة.