آراء وتحليلات
كثافة صواريخ حزب الله رسالة للعدو: لا نزال هنا
فجر الخامس والعشرين من آب، قبيل أقل من نصف ساعة على بدء رد حزب الله على استشهاد القائد الجهادي الشهيد فؤاد شكر، شن جيش العدو "الإسرائيلي" عشرات الغارات استهدفت مناطق حرجية عند الحدود، ومناطق في منطقة إقليم التفاح، وقالت بياناته إنه نفذ "ضربة استباقية" لمنع "تهديد" وشيك لحزب الله.
لم تمنع تلك الغارات رد حزب الله الذي نفذ وفق المخطط له، كما أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في كلمة له عصر ذاك اليوم، وقال إن المقاومة أطلقت 340 صاروخًا وعشرات المسيرات.
يومها، روج "الإسرائيليون" لـ"ضربتهم الاستباقية" على أنها إنجاز أمني كبير، وقد حقق نجاحات كبيرة، وهو ما أوحى به أول المصرحين يومها، "بنيامين نتنياهو" الذي قال إن "الجيش الإسرائيلي" ذكر أن آلاف الصواريخ قصيرة المدى كانت تهدف إلى إلحاق الأذى بمواطنينا وقواتنا في الجليل"، وادعى أن جيشه اعترض كامل المسيرات التي أطلقت من لبنان وكانت موجهة نحو منشأة إستراتيجية في الكيان "الإسرائيلي".
لحقته بيانات عدة للناطقين باسم الجيش، لم تخرج عن سياق رواية نتنياهو، حيث أكدت تدمير آلاف منصات الصواريخ، كانت موجهة نحو "إسرائيل"، كما قال الناطق باللغة العربية "أفيخاي أدرعي".
من المفترض، أن تترك ضربة من هذا النوع أثرًا كبيرًا، إذا ما سلمنا بالرواية "الإسرائيلية"، ليس على أداء حزب الله في جبهة الإسناد اللبنانية ككل، إنما على قدراته الصاروخية الهجومية، وتقلل من حجم إطلاق الصواريخ بل والأماكن التي يمكن أن تطولها وحتى التي تنطلق منها.
لكن بعد 11 يومًا على "الضربة الاستباقية" المزعومة أو الفاشلة، كما يصف عسكريون، يتضح أن نيران حزب الله في تصاعد، وأن كثافة إطلاق الصواريخ ردًا على الاعتداءات "الإسرائيلية" لم تنخفض، بل هي في تزايد، كما حصل بالأمس يوم الأربعاء 4-9-2024، حيث أقر جيش الاحتلال بإحصاء ما يزيد عن 115 صاروخًا من نوع "كاتيوشا" أطلقت نحو مستعمرات شمال فلسطين المحتلة. وهو ما علق عليه المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" العبرية - آفي أشكينازي بالقول: "عند الساعة 12 ظهراً يوم أمس، أوصل حزب الله تذكيراً ورسالة إلى الحكومة "الإسرائيلية"، العدو اللدود "لإسرائيل" لا يزال هنا. لقد أطلق حزب الله بالأمس أكثر من 100 صاروخ وقذيفة هاون على منطقة الجليل التي أصبحت منذ فترة طويلة ساحة نيران لحزب الله".
كما يتضح أن استهدافات حزب الله الصاروخية، غير محصورة في قطاع محدد بل تمتد من القطاع الشرقي حتى آخر نقطة في القطاع الغربي، وتطول مناطق عدة من بينها مناطق في عمق الجولان السوري المحتل.
ويتضح أيضًا، أنه من بعد تلك الغارات الواسعة، يواصل حزب الله توسيع دائرة نيرانه، كرد على خرق جيش العدو الضوابط الموضوعة، ليطول بصواريخ مستوطنات جديدة، على سبيل المثال رد الحزب على الاعتداءات التي طاولت مناطق عدة جنوبًا بينها في بلدة قبريحا، بضرب مستعمرة "نؤوت مردخاي".
يبدو واضحًا أن تأثير ما أقدم عليه جيش العدو "الإسرائيلي" بتوجيه من الطاقم السياسي لم يلق تأثيرًا على واقع جبهة الجنوب التي ارتفعت وتيرة النيران فيها، وما زال حزب الله يفرض قواعده، كما أنها لم تعط للمستوطنين أدنى أمل بالعودة إلى مستوطناتهم، وقد أشار بعضهم، إضافة للإعلام العبري والعديد من المعلقين والمحللين، إلى أن نيران حزب الله ما زالت تطول كامل المنطقة، وأن حزب الله لم يرتدع، بل زاد من إصراره على فرض ضوابطه.
واقعًا، يتضح أن السردية "الإسرائيلية" في تقديم مشهد فجر الأحد 25 آب، لم تخرج عن إطار الادعاء والاستعراض الذي سرعان ما انتهت مفاعليه مع أول صلية أطلقت من لبنان، كما فسر تقديم المشهد بهذه الصورة يومها على أنه خطوة تراجعية عن تصعيد، كان رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو يراهن عليه.
يبقى القول: إن حزب الله ما زال يدير معركة الإسناد بدقة عالية، ويحافظ على قدرته النارية، بل وحماية مقدراته عبر عمليات إخفاء واضحة، أشار إلى جزء منها السيد حسن نصر الله في خطاب يوم الأحد 25-8-2024.
حزب اللهالصواريخالجيش الاسرائيليفؤاد شكر
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
29/10/2024