آراء وتحليلات
من يعيد عقارب الساعة للـ1982 ويضع لبنان تحت المظلة الصهيوأميركية؟
في السابع والعشرين من ايلول/ سبتمبر 2024؛ شنت الطائرات الحربية "الإسرائيلية" غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت معلنة الهدف اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وفي اليوم التالي، أعلن الحزب عن استشهاد سماحة السيد لتليه دعوات انطلقت من جوقة من السياسيين المعارضين للحزب، وحتى ممن كانوا على علاقة معه، لانتخاب رئيس للجمهورية، في ما بدا وكأنه محاولة لاستغلال الضربات التي تلقاها الحزب منذ تفجير أجهزة استقبال الرسائل "البيجر" مرورًا بتفجير الـــ"ووكي توكي" ثم اغتيال كبار القادة العسكريين وصولًا إلى اغتيال السيد نصر الله.
وما هي إلّا أيام قليلة، وصدرت تقارير تقول بإفادة الولايات المتحدة من الضربة الكبيرة التي تلقاها حزب الله من "إسرائيل" في الدفع باتجاه انتخاب رئيس جديد للبنان مقرّب منها ووضع لبنان بالكامل تحت نفوذها، في شيء شبيه بما حصل في العام 1982 حين وجّهت ضربة لفصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية ليلة انتخاب بشير الجميل المقرّب من "إسرائيل" والولايات المتحدة، ثم أخيه أمين رئيسًا للجمهورية، ووقع يومها لبنان اتفاقية سلام مع "إسرائيل" وفقا للشروط "الإسرائيلية".
ووفقًا لموقع إخباري أميركي؛ "تحظى إحدى الشخصيات بدعم الولايات المتحدة وفرنسا، على أن تكون القوات المسلحة اللبنانية لاعبًا رئيسًا في أي تسوية بعد الحرب في لبنان، خصوصًا أنه مع استشهاد السيد نصر الله صدقت الولايات المتحدة بضعف حزب الله؛ ما يجعل واشنطن تحقق أهدافها في لبنان."
المشكلة هي أنّ العديد من اللبنانيين استعجلوا الإفصاح عن نواياهم، ظنًا منهم بحسم الأمر؛ فبدأت شخصيات عدة تتحدث بلغة الشماتة بالحزب وبلغة المنتصر تمامًا كما حدث في العام 1982. لكنّ حقيقة الأمر توحي بغير ذلك. فعلى الرغم من الضربات التي تلقاها الحزب؛ هو لم يهزم وما يزال يقاتل في الميدان؛ محققًا انتصارات كبيرة ضد العدو الصهيوني. وبحال هزيمة حزب الله؛ فإنّ تبعات هذه الهزيمة لن تتوقف عند حدود لبنان؛ بل كل لبنان سيوضع تحت الهيمنة الأميركية- "الإسرائيلية" ما سيهدّد الأمن القومي السوري، ويضرب حليفًا لإيران يشكّل حلقة الوصل بينها وبين فصائل المقاومة في فلسطين والعراق واليمن، ويمهد لعزل ايران مقدمةً لتوجيه ضربة قاصمة لها.
هذا سيمهّد لوضع منطقة "الشرق الأوسط" كلها تحت الهيمنة الأميركية و"الإسرائيلية" ما يخوّلهما توجيه ضربة لروسيا من الجنوب، في الوقت الذي تشنّ فيه واشنطن حربًا بالوكالة في أوكرانيا ضد روسيا.
في هذا السياق؛ نطرح السؤال الآتي: هل ستسمح روسيا للولايات المتحدة السيطرة على منطقة "الشرق الأوسط" لتهاجمها من الجنوب أم أنّها ستساعد إيران في مواجهة محاولات عزلها؟
هذا ينقلنا الى سؤالٍ ثانٍ؛ وهو: هل ستسمح إيران بضرب حليفها حزب الله أم أنّها ستتدخّل بكل قوتها لدعمه؟ هو السؤال نفسه الذي يطرح بالنسبة إلى سورية.
أما السؤال الثالث؛ فهو: هل هُزم حزب الله أم أنّه باقٍ في الميدان، ولن يسمح بتمرير المخططات التي تستهدف وضع لبنان تحت المظلة الأميركية- "الإسرائيلية"؟
هذا ينقلنا إلى السؤال الأخير: هل سيُنتخب رئيس للجمهورية يخدم غرض الأميركيين في لبنان؟
يقيني أنّ روسيا لن تترك إيران وحيدة، وإيران وسورية لن تتركا حزب الله يُهزم، وحزب الله لن يسمح بمجيء رئيس ينقل لبنان بالكامل إلى المظلة الأميركية.. فلا تستعجلوا الفرح والنشوة، فالحزب لم ولن يُهزم، وحتمًا سيخرج منتصرًا..
الولايات المتحدة الأميركيةرئاسة الجمهورية اللبنانيةالمقاومةالجيش الاسرائيلي
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
19/11/2024