الخليج والعالم
العراق: "طوفان الأقصى" قلبت الموازين وأفشلت مشاريع التطبيع
أكّدت قوى وشخصيات سياسية عراقية أن معركة "طوفان الأقصى"، والتي نعيش مرور عام كامل على اندلاعها، قلبت موازين القوى في المنطقة لمصلحة محور المقاومة، فأفشلت مشاريع التطبيع التي كان الكيان الصهيوني الغاصب يعول عليها كثيرًا، لأجل إخضاع شعوب المنطقة ودولها كلها لأجنداته ومشاريعه الإجرامية.
وفي رسالة وجهها إلى الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أنه: "مع مرور عام على اندلاع أحداث 7 أكتوبر 2023 واستمرار العدوان الصهيوني على غزّة، وامتداده إلى لبنان الشقيق وتهديد المنطقة بأسرها، يذكّر العراق بموقفه المبكّر الذي حذّر فيه من مغبّة سعي الكيان الغاصب إلى توسعة الحرب والصراع، ونتائج تركه يتمادى في ارتكاب الجرائم وسط عجز المجتمع الدوليّ عن القيام بدوره".
كما أشار السوداني في رسالته إلى: "أن المرحلة الراهنة تتطلّب مضاعفة جهودنا، وأن يكون على رأس أولوياتنا إيقاف استهداف المدنيين، وإنقاذ المنطقة من شرور حرب لا تُبقي ولا تذر، ولن يكون فيها رابح سوى منطق القتل والتخريب والدمار"، مجددًا التأكيد على: "أن العراق سيواصل جهوده ومساعيه مع الدول الصديقة والشقيقة، والعمل المشترك من أجل التهدئة وعدم اتساع الصراع الذي يؤثر في أمن المنطقة والعالم".
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الأسبق وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي موقف العراق الثابت والمبدئي إلى جانب الشعبين الفلسطيني واللبناني. وبحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي؛ أكد خلال استقباله السفير الإيراني في العراق محمد كاظم آل صادق: "موقف العراق الثابت والمبدئي إلى جانب الشعبين الفلسطيني واللبناني، ومن عدالة القضايا التي يدافعون فيها عن أراضيهم ضد العدوان الصهيوني المجرم"، داعيًا إلى: "مواصلة الجهود، في جميع المحافل الدولية، لدعم المساعي الأممية لإيقاف الحرب وضمان عدم توسعها".
في شأن متصل؛ رأى المالكي: "أن مواقف بعض الدول في المنطقة كانت متخاذلة، وشجعت الصهاينة على ارتكاب جرائمهم في فلسطين ولبنان، مشيرًا إلى: "أن المقاومة الفلسطينية أرعبت الاحتلال في قطاع غزة.. والكيان الصهيوني بعنجهيته لم يتمكّن لغاية الآن من القضاء على حماس في ظل شريعة الغاب السائدة اليوم في العالم، وعدم وجود دور لمجلس الأمن والأمم المتحدة حيال ما يجري".
إلى ذلك، قال رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الشيخ همام حمودي، في بيان له، بالذكرى السنوية الأولى لانطلاق معركة "طوفان الاقصى": "نقف إجلالًا وإكبارًا لغزة المقاومة الصامدة، برجالها ونسائها وشهدائها وجرحاها ومهجريها الذين أعادوا لفلسطين وجودها بقوة إيمانهم وبأسهم وثباتهم وتلاحمهم وانتصاراتهم، وأسقطوا خرافة الجبروت الصهيوني بمخازي الهزيمة والعزلة وذعر الزوال الوشيك".
وأكد الشيخ حمودي أن معركة "طوفان الأقصى" قلبت موازين القوى في المنطقة، وأفشلت مشاريع التطبيع، وأحرقت ورقة الرهان الطائفي بوحدة محور المقاومة وتآلف ساحاته، وعرّت أمام العالم الوجه الإجرامي القبيح لـ"إسرائيل"، فجاء هدير الشعوب الحرة من كل العواصم وجامعاتها مستنكرًا جرائم الإبادة والتدمير، رافضًا لوجود هذا الكيان المتوحش". وأشار إلى: "أن الطوفان الذي أعاد الحياة لقضية فلسطين، في السابع من أكتوبر بعد أن كاد النسيان يطويها، أثبت أن العالم يتحكم بمقدراته القتلة، أميركا والغرب المنافق، بدعمهم السياسي والمادي لنظام بنيامين نتنياهو الإرهابي، وتسويغ جرائم الإبادة والتهجير التي يرتكبها، والكيل بمكيالين بمواقفه بين ما يجري في أوكرانيا وغزة ولبنان".
ونوّه رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أنه: "بعد عام كامل على طوفان الأقصى لم يتحقق أي من أهداف نتنياهو، بالرغم من المجازر كلها والقوة التدميرية المفرطة، بل الحقيقة التي فرضت نفسها هي أن إرادة الشعوب الحرة المقاومة المؤمنة بحقها الإنساني هي أقوى من طغيان المستكبرين واستبداد المتغطرسين، وأن النصر حليفها مهما بلغ جبروت أعدائها".
في السياق نفسه، أكد رئيس تيار الحكمة الوطني السيد عمار الحكيم أنه: "تمرّ علينا الذكرى السنوية الأولى لملحمة طوفان الأقصى لترسم عامًا كاملًا من التضحيات الجسام في سبيل القضية العادلة والمشروع الحق لشعب عربي مسلم تعرض للتهجير والتمييز والإبادة الجماعية، قبال مشروع "إسرائيلي" يسعى لجعل القضية الفلسطينية قضية شعب بلا أرض ولا هوية وبنحو تعسفي.. فكان طوفان الأقصى فاصلًا بين حقبتين، الأولى، سياسة الأمر الواقع على شعب فلسطين الحر بالحديد والنار، وصفحة أخرى أكدت أن الميدان أثبت مستوى الجهوزية العالية للذود عن الحق المستلب، وتعريف المجتمع الدولي أكثر من ذي قبل بأحقية شعب فلسطين بأرض الأجداد والآباء التي لا يمكن أن يتنازل عنها مهما اشتدت الظروف واشترست المحن".
وأضاف الحكيم قائلًا، "بهذه المناسبة؛ نشدد على تضامننا ودعمنا للشعبين الفلسطيني واللبناني، ونؤكد دعم العراق للشعبين الشقيقين، مرجعيًا وحكوميًا وشعبيًا، وسعيه لإنهاء الحرب ووقف إطلاق النار، وتحشيد الرأي العام تجاه قضايا الأمة".
جدير بالذكر أنه على مدى عام كامل من الجرائم والمجازر المروعة ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، فشل الكيان الصهيوني الغاصب، بالرغم من الدعم الدولي الواسع له، في تحقيق أي من الأهداف التي حددها في بداية عدوانه قبل عام، بل على العكس من ذلك تمامًا، لقد مني بخسائر وانكسارات كبيرة جراء الضربات القاصمة التي وجهت له في عمقه من فلسطين ولبنان واليمن والعراق.