الخليج والعالم
ضابط سابق في "سي آي أي": تكتيكات نتنياهو الحربية لا تجلب النصر في "النزاع"
كتب الضابط السابق في "سي آي آي" (CIA) دوغلاس لندن (Douglas London) مقالة نُشرت في مجلة (بوليتيكو) Politico قال فيها، إن "الأصوات التي تدعو إلى قيام واشنطن بعمل عسكري هجومي ضدّ إيران سواء بشكل أحادي أو بالتنسيق مع "الإسرائيليين" تدلّ على أنهم ربما لا يستفيدون من دروس الماضي"، مشيرًا إلى تفجيرات ثكنات "المارينز" في بيروت خلال حقبة الثمانينات، وتفجيرات أبراج الخبر في السعودية عام 1996 وغيرها من الأحداث".
وأضاف الكاتب القول: الجدير بالذكر هو أن "لدى الولايات المتحدة منشآتٍ وأشخاصاً ومصالح في لبنان والعراق وسورية وغيرها من الأماكن في الشرق الأوسط مثل السفارات والقواعد العسكرية وعدد كبير من المؤسسات التجارية والمنظمات والمواطنين، وذلك خلافًا لـ "إسرائيل"". كما أردف بأن "لدى إيران وحزب الله عدداً أكبر بكثير من الأهداف الأميركية مقارنة بـ "الإسرائيلية" التي يمكن أن يختارا منها في أماكن مختلفة في الشرق الأوسط وخارجها، والتي يملكان فيها قدرات ونقاط قوة، بينما لدى الأميركيين فيها دفاعات محدودة".
وفيما أشار الكاتب إلى مزاعم "المسؤولين "الإسرائيليين" التي وصفوا بها إجراءاتهم الأخيرة التصعيدية غير المسبوقة بأنها رد فعل وتنبع من "الدفاع عن النفس" وإعادة الردع"، لفت إلى "أنهم (في الوقت ذاته) اعترفوا بأنهم كانوا يلاحقون الأمين العام لحزب الله (الشهيد) السيد حسن نصر الله منذ فترة قبل أن يغتالوه". كما أشار إلى أن "الاستهداف (الذي جرى) عبر تفجير أجهزة البايجر وأجهزة اللاسلكي جرى التخطيط له منذ سنوات"، لافتًا إلى ما نقلته الصحافة عن مسؤولين "إسرائيليين" بأن "إسرائيل" قررت تفجير أجهزة البايجر خشية من احتمال أن يكتشف حزب الله الخطة.
وشدد الكاتب على أن "حرب "إسرائيل" الشاملة لن تقضي على إيران و"وكلائها" أو تردعهم"، وفق تعبيره، منبهًا من أن "تكتيكات "إسرائيل" تؤثر في أميركا"، ومتحدثًا عن "ضغوط إضافية على دول عربية إقليمية للابتعاد عن "إسرائيل" وربما عن الولايات المتحدة نفسها أيضًا، وذلك على ضوء العدد الهائل من "الضحايا" اللبنانيين والفلسطينيين والتدمير المادي".
وتابع القول: "نظرًا إلى المشاهد التي ظهرت خلال العام المنصرم وعلى مدى الأسابيع الأخيرة، لا يمكن لهذه الدول أن توسّع "اتفاقيات أبراهام" التي جرى التفاوض عليها خلال إدارة ترامب". كذلك قال إنه "لا يمكن أن تكون هذه الدول ضمن أي تحالف مع "إسرائيل" وأن فرص الاعتراف السعودي بـ "إسرائيل" تتضاءل مع كلّ معركة جديدة ومشاهد دمار الأبنية وقيام فرق الإنقاذ بسحب الجثث من النساء والأطفال"، ونبّه من أن "تضاؤل فرص الاعتراف السعودي بـ "إسرائيل" يعني تضاؤل فرص التوصل إلى تسوية أوسع في المنطقة".
وأردف الكاتب أن "أهمية الاعتراف السعودي تستند إلى موقع الرياض المركزي في العالم العربي ويعود إلى دورها كخادم الحرمين الشريفين، ومواردها النفطية وثرواتها الهائلة التي تمنحها القوّة والنفوذ"، على حد قوله، ولفت إلى أن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيرغب في إبرام صفقة مع "إسرائيل"، إلاّ أن القيام بذلك قد يؤدي إلى رد فعل عنيف من شارعه".
كذلك أشار الكاتب إلى أن "الحرب الإقليمية تحمل معها تداعيات أيضًا على الولايات المتحدة في مجال آخر وهو التنافس الإستراتيجي العالمي"، منبهًا من أن "الحرب قد تجر إيران والولايات المتحدة في إطار المواجهة، ما سيمهد لمواجهة بين القوى الكبرى عبر "الوكلاء" بتدخل مباشر أو سري من قبل روسيا والصين على حد سواء"، وفق تعبيره.
كذلك نبّه من أن "عجز الولايات المتحدة عن التأثير في "إسرائيل" بدأ من الآن يقوض "مصداقية" أميركا وجدواها لدى دول عربية أخرى، والذي يذهب أبعد بكثير من النزاع ويشمل قضايا مختلفة أخرى مثل التنافس الإستراتيجي والطاقة والاقتصاد والمناخ"، وفق تعبيره.
وبينما قال إن "واشنطن لا يمكن أن تتخلى عن الدفاع عن "إسرائيل" إلا أنها مضطرة إلى استعادة النفوذ الأميركي من خلال وقف المذابح والتصعيد والاستفادة أكثر من "العصا إلى جانب الجذرة"، على الرغم من أن ذلك يتطلب قرارات سياسية صعبة"، على حد قوله.
ورأى أن "سفك الدماء دائمًا ما يكون له من التداعيات المؤسفة وينتج ضغائن تستمر على مدى أجيال". ونبّه من أن "مثل هذه المذابح وعندما ترتكب بشكل مفرط، لا تحقق النتائج (المرجوّة)".
ولفت الكاتب إلى أنّه "وطوال عمله في الـ "CIA" شاهد ودعم وشارك في الحروب الأميركية في أفغانستان والعراق وسورية والصومال وليبيا والبلقان، ناهيك عن ضربات أميركية ضدّ إيران في أواخر الثمانينيات"، ونوه إلى أن أميركا خسرت في أغلب الحروب (..) وذلك رغم امتلاكها قدرات عسكرية متفوقة".
كذلك تابع الكاتب، أن على "الإسرائيليين" والأميركيين أن "يقرروا ما هو الأمن بالنسبة لهم، وما هي الحلول التي يمكن تحقيقها على الأمد الطويل بأثمان معقولة"، وأضاف "الأدوات العسكرية والاستخبارات هي مكونات أساسية، إلا أنها تتطلب التنفيذ المتوازن الذي يأخذ في الحسبان تداعيات الدرجة الثانية"، ونبّه من أن "قتل العدوّ والانتصار في المعارك ليس كافيًا من أجل الانتصار في الحرب أقله اليوم"، وفق تعبيره.
ورأى أنه "في ما لو امتنع نتنياهو عن تغيير تكتيكاته وعجزت واشنطن عن النأي بنفسها عن هذه التكتيكات، فإن الأثمان لن يتحملها "الإسرائيليون" فقط وإنما الأميركيون أيضًا".
الولايات المتحدة الأميركيةالكيان الصهيوني
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
13/11/2024