الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: فشل الجيش الصهيوني وأحداث استراتيجية أخرى أجبرت الكيان على الرضوخ
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 26 تشرين ثاني/نوفمبر 2024 في افتتاحياتها ومقالاتها الرئيسية بالأوضاع المستجدة على الجبهة اللبنانية بعد اقتراب الإعلان عن وقف العدوان الصهيوني على لبنان، مضافًا إلى تحليل الأوضاع الداخلية الصهيونية.
مشاكل الصهاينة الجديدة
كتبت صحيفة وطن إمروز: " 14 شهرًا مضت على طوفان الأقصى و"إسرائيل" تخوض حربًا واسعة النطاق على جبهتين: الجنوب (قطاع غزّة) والشمال (جنوب لبنان)؛ وأدت الحرب حتّى الآن إلى استشهاد 50 ألف شهيد في هذه المناطق، لكن الكيان الصهيوني لم يتمكّن من تحقيق الأهداف الرئيسية التي أعلنتها قيادته، والآن، ومع إطالة أمد الحرب، تواجه "إسرائيل" مشاكل جديدة.
على الساحة الدولية، من هذه المشاكل صدور مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت وزير الأمن (الحرب) السابق لهذا النظام من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ودعم العديد من الدول - حتّى الدول الأوروبية -، وهذا الحكم يعد أكبر فضيحة عالمية لقادة النظام الصهيوني، ومستوى جرائمهم ضدّ الإنسانية غير المسبوق حتّى في تاريخ هذا النظام.
لقد كان الرأي العام العالمي، وحتّى في الدول الغربية، يتفاعل مع الجريمة التي يرتكبها الصهاينة في قطاع غزّة منذ أشهر، لكن حجم العار قد تزايد لدرجة أنه حتّى حكومات الاتحاد الأوروبي لم تعد قادرة على الدفاع عن هذه الجريمة وغض النظر عنها.
وعلى الصعيد الداخلي، لم تتمكّن "إسرائيل" من تحقيق الأهداف التي أعلنتها قبل بدء الحرب. وأهم ما أعلنه قادة هذا النظام مرات عديدة، بل وشنّوا الحرب البرية إلى قطاع غزّة لتحقيقه، هو إطلاق سراح الأسرى "الإسرائيليين" الذين أسرتهم حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي 2023 وبعد أشهر قليلة من بدء هذه الحرب، لم يتم إطلاق سراح هؤلاء الأسرى، بل لم تتمكّن أجهزة المخابرات والأمن التابعة للنظام من العثور على أي أثر لمكان وجود السجناء الـ 101 المتبقين في أيدي حماس... وفي الوقت نفسه ما زلنا نشهد مظاهرات حاشدة ومعارضة واسعة لحكومة نتنياهو في الأراضي المحتلة بدعم من أهالي الأسرى الصهاينة.
الوضع الميداني ليس في صالح الصهاينة. لقد دخل الجيش "الإسرائيلي" جنوب لبنان بهدف رئيسي واحد، وهو إعادة الأمن إلى المناطق الشمالية من الأراضي المحتلة، التي اضطرّ سكانها المغتصبون إلى مغادرة المنطقة بسبب الهجمات المستمرة التي يشنها حزب الله. لكن الدخول إلى جنوب لبنان لم يعد الأمن إلى شمال فلسطين المحتلة، بل تواجه "إسرائيل" الآن مشكلة أكبر أيضًا، وهي انعدام الأمن في المدن الكبرى مثل حيفا و"تل أبيب"".
عصابة ترامب
كتبت صحيفة قدس: "منذ فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية بفارق مثير للاهتمام، ظلت المحادثات حول خططه ودوافعه ساخنة في مختلف المجالات.
إن النهج الذي يتبعه هو وحكومته المنتخبة في مواجهة مختلف القضايا الوطنية والعالمية هو موضوع يمكن وضعه تحت المجهر من جوانب مختلفة.
يعتقد كثيرون أنّ للإجابة عن سؤال ما الذي يدور في ذهن ترامب وما هي خططه، ينبغي النظر إلى تركيبة مرشحيه في حكومته؛ حكومة مليئة بالشخصيات المثيرة للجدل... اختيارات ترامب الغريبة، هي السبب وراء سجالات جدية بين أحزاب المعارضة وقسم كبير من الجسم الإعلامي مع الرئيس الأميركي، لكن لماذا لا يزال ترامب يختارهم ويقف خلفهم؟
[...] إن أسباب اختيار ترامب لهذه الحكومة واضحة تمامًا، بل ومعقولة من وجهة نظر الكثيرين. لقد عرف ترامب دائمًا بروح التمرد وعدم الخضوع للعادات والأعراف السياسية والاجتماعية المشتركة، والآن، في ولايته الثانية والأخيرة كرئيس، لا يرى أي سبب لتغيير الإجراء الذي يدين له بفوزه في الانتخابات.
هو يعتقد اعتقادًا راسخًا أن خلفية الأشخاص الذين يمكن أن يساعدوه في تحقيق أهدافه بأي طريقة ليست مهمّة على الإطلاق.
في اختياراته، لا يهتم ترامب بما لدى الشخص، سواء كان متهمًا بجريمة أو في أي منصب لعب دورًا من قبل، بالنسبة له من المهم فقط أن يكون الشخص المعني وقدراته متوافقين معه.
[...] إن حقيقة أن ترامب سوف يهدم ويعيد بناء أساس السيادة والحكم الأميركي، وما هو المسار الذي ستتّخذه هذه الدولة مع قيادة ترامب، وما هو تأثير كلّ هذا على هذا البلد والمجتمع الدولي، لا تزال أسئلة دون إجابة. ويقول الخبراء إن هناك العديد من النقاط السوداء تحول دون التنبؤ الدقيق بالمستقبل، وعلى الرغم من كلّ هذا، يصر ترامب وحكومته المثيرة للجدل على أنه من أجل إدارة البلاد، يجب عليهم أن يسيروا بطريقة جديدة بأي طريقة ممكنة".
أحداث إستراتيجية ضدّ النظام الصهيوني
كتبت صحيفة كيهان: "شهدنا خلال فترة قصيرة ثلاثة أحداث دولية مهمّة ومؤثرة:
1. مشروع قرار بشأن وقف الحرب والانسحاب الكامل لجنود النظام الغاصب من غزّة
2. إصدار مذكرة اعتقال بحق قادة النظام الغاصب من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي
3. انتهاء الخطة الأميركية ضدّ لبنان.
وفي الحالات الثلاث التي حدثت في أقل من أسبوع، تمّ إضعاف موقف الكيان الصهيوني وإظهار فشله.
هذه الأحداث الثلاثة تشير في الواقع إلى عملية محدّدة وموضوعية بين جبهة المقاومة وجبهة الاستكبار، وهي عملية ينبغي أن تكون الأساس لأي تحليل حول الوضع الحالي وأفق الحرب.
[...] لم يحظَ مشروع القرار المتعلّق بوقف إطلاق النار وسحب جنود النظام الغاصب ومعداته العسكرية من غزّة بموافقة مجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي لأن المندوب الأميركي صوت ضدّه، إلا أن التصويت بالإجماع كان نعم، بواقع 14 عضوا، منهم أربعة أعضاء دائمين، والحقيقة أنه في هذا المشهد صوت النواب الأوروبيين والآسيويين والأفارقة بالإجماع على ضرورة إخراج الجيش "الإسرائيلي" من غزّة، وبتصويتها السلبي وقفت أميركا أمام العالم.
[...] إصدار مذكرة اعتقال بحق قادة النظام الصهيوني من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وإعلان دعم 124 دولة عضو في هذه المحكمة – ما يسمّى بالموقعين على النظام الأساسي للمحكمة – الخميس الماضي وإعلان جاهزية المحكمة لاعتقال نتنياهو وغالانت، رغم أنه لا يتناسب مع مستوى جريمة النظام الغاصب، لكنّه في الوقت نفسه يعتبر ضربة قانونية مهمّة من الأكثر مؤسسة قانونية دولية قوية.
[...] حدث مهم آخر في هذا التوقيت كان فشل الجهود الأميركية والنظام في فرض خطة عالية التأثير على لبنان والمقاومة الأسبوع الماضي. بعد شهر من إعلان النظام الغاصب أنه سيحتل الحدود حتّى نهر الليطاني في لبنان خلال ثلاثة أسابيع، أدرك صعوبة العمل على الأرض ولذلك اتجه نحو خطة سياسية بحيث تقوم "إسرائيل" وأميركا بشكل بـ "نزع سلاح حزب الله"، و"الطرد من أقرب جبهة له مع إسرائيل"، و"إصدار تفويض دائم لعمليات الاستخبارات والقتال "الإسرائيلية" في لبنان" و"قيادة اللجنة المشتركة للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا" وهو ما رفضه لبنان ومقاومته.
الأميركيون، الذين تحدثوا بصوت عالٍ عن خطة وقف الحرب على لبنان، لم يظنوا أن حزب الله سيقف عند موقفه، لكن رغم تعرض حزب الله لأشد الضغوط، إلا أنهم أكدوا ضرورة تغيير البنود المذكورة، وأخيرًا غادر الممثل الخاص للرئيس الأميركي بيروت بعد فشله في فرض ما سبق".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف