الخليج والعالم
تحرك الجماعات الإرهابية في سورية محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 بالتطورات الحاصلة في سورية بعد تحرك الجماعات الإرهابية، واعتبرت أنه يجب قطع الرأس الإرهابي مطلقًا، وشدّدت على القوّة في المفاوضات التي يجب أن تتبعها إيران، كما كتبت حول النهاية المذلّة لـ"إسرائيل" في عدوانها.
يجب ضرب رأس الأفعى الإرهابية
بداية، كتبت صحيفة وطن أمروز: "الخبر كان مفاجئًا. بدأ الإرهابيون المعروفون باسم تحرير الشام عملية في غرب حلب من إدلب، وبحسب بعض وسائل الإعلام العربية والمقربين من الإرهابيين، فقد سيطروا على عدة بلدات وقرى في غرب محافظة حلب. وبموجب اتفاق أستانا لعام 2020، الذي وقعته تركيا وروسيا والحكومة السورية، كان ينبغي إعلان هذه المناطق منطقة لوقف إطلاق النار، لكن الإرهابيين بدعم غربي وإقليمي بدأوا عملية للاستيلاء على هذه المناطق.
أما المجموعات الفعّالة في هذا التحرّك فهي:
1. جبهة فتح الشام، جماعة هي نفسها جبهة النصرة السابقة التي يتزعمها محمد الجولاني وهو إرهابي دولي من الدرجة الأولى، يتواجد في مدينة إدلب السورية، ويسيطر على المدينة مع تواجد عناصر من التنظيم، وقد تم تجهيز هذه الجماعة الإرهابية التكفيرية بدعم من بعض الدول الإقليمية (السعودية وتركيا) وبعض الدول من خارج المنطقة (أميركا). وبعد إدراج هذه الجماعة على القائمة السوداء للإرهاب للأمم المتحدة ودول العالم، غيرت اسمها إلى جيش الفتح.
2. حركة نور الدين زنكي: هي إحدى الجماعات الإرهابية في سورية والتي تشكلت نهاية عام 2011؛ وينحدر إرهابيو هذه المجموعة من جنسيات مختلفة، رغم أن معظمهم من الشيشان، وهي المجموعة الإرهابية الأكثر عنفًا في سورية.
3. الجيش السوري الحر: هذه هي مجموعة المشاة التركية في سورية، والتي تدعمها أنقرة منذ سنوات عبر تقديم الأسلحة والذخيرة والمال والتدريب، واستخدمتها في عملية السيطرة على شرق الفرات قبل 3 سنوات.
4. ومن الجماعات الإرهابية الأخرى المتواجدة في غرفة العمليات هذه في الهجوم على غرب حلب: هيئة تحرير الشام، القوّة المشتركة، الجبهة الشامية، جيش العزة، صقر الشمال، أنصار الشام ومجلس الثوري لأهل الشام وأحرار الشام".
وكشفت بعض التقارير "الإسرائيلية" أنّ ""تل أبيب" مرتبطة بقوات تابعة لتنظيم القاعدة، وتحديدًا جبهة النصرة، التي كانت فرع القاعدة في سورية لسنوات عديدة. وحتّى بالنسبة لهذا الأمر، لدى "إسرائيل" مخيم حدودي لعائلات المقاتلين الإرهابيين السوريين. كما التقط البعض صورًا لاجتماعات عسكريين "إسرائيليين" وقادة من جبهة النصرة عند معبر القنيطرة، وهو خط وقف إطلاق النار الذي يفصل الأراضي الخاضعة للسيطرة السورية عن الأراضي التي تحتلها "إسرائيل" في هضبة الجولان.
[...] وقبل سنوات قليلة، أصبحت مسألة إرسال الشاحنات المحملة بالأسلحة إلى الإرهابيين من الحدود التركية مشكلة بالنسبة لحكومة أردوغان. وبعد هذه الحادثة، قال ياسين أقطاي، عضو حزب العدالة والتنمية، إنّ أنقرة مسؤولة بشكل مباشر عن توفير الأسلحة والغذاء والملابس والتدريب للقوات المسلحة السورية.
[...] هذا الهجوم له بعض العواقب الخطيرة؛ أولًا، سيتم تدمير اتفاقية أستانا التي طالما أصرّت عليها تركيا، وثانيًا، إيران والحكومة السورية ومحور المقاومة أدركوا أنه لا ينبغي أن يكون هناك اتفاق مع القوى الإرهابية، وهذه المرة يجب على إدلب أن تتحرر تمامًا من وجود الإرهابيين وما إلى ذلك، ولا ينبغي أن يكون للإرهابيين مكان في سورية".
التفاوض بأيدٍ مليئة
بدورها، كتبت صحيفة جام جم: "منذ أمس، انطلقت الجولة الجديدة من المفاوضات بين إيران وأوروبا بعد عامين من التوقف بالطبع، بخلفية متوترة وانعدام الثقة، والسبب الرئيسي لذلك هو الإجراءات الأخيرة التي اتّخذها الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات جديدة على إيران، وكذلك نشر القرار ضدّ البرنامج النووي لبلادنا.
وفي الوقت نفسه الذي جرت فيه المفاوضات، ردّت إيران على هذه العقوبات بإطلاق آلاف من أجهزة الطرد المركزي، وفي الوقت نفسه، حذّر وزير خارجية بلادنا بوضوح من الإجراء المحتمل للغرب لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.
[...] وفي إشارة إلى الاجتماع بين المفاوضين الإيرانيين والأوروبيين في جنيف، الذي عقد أمس، أكد رئيس السلك الدبلوماسي الإيراني أنّه اجتماع لتبادل الأفكار لمعرفة ما إذا كان هناك بالفعل طريق للخروج من الوضع الحالي، وذكر أنّه ليس متفائلًا بشأن هذا اللقاء لأنه ليس متأكدًا مما إذا كانت إيران تتحدث مع الطرف المناسب أم لا.
كلام عراقتشي هذا يشير إلى أنّ إيران تعرف أن الدول الأوروبية لن يكون لها وزن كبير في العالم المتعدد الأقطاب المستقبلي وستعمل في النهاية كتوابع لأميركا وأضاف أنه يبدو أن الدول الأوروبية، وخاصة بريطانيا وألمانيا وفرنسا، اختارت سياسة المواجهة".
وتابعت الصحيفة: "في العام الماضي وظهور عدوان النظام الصهيوني الواضح على محور المقاومة، وكذلك اغتيال إسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية، فضلًا عن التهديد بمهاجمة المواقع النووية الإيرانية ردًا على عملية الوعد الصادق 2، أصبحت أصوات بعض الخبراء أعلى وحتّى وقت قريب، وبصوت عالٍ تعبّر عن وجهة نظر بشأن إمكانية تغيير العقيدة النووية الإيرانية في حالة وجود تهديد وجودي ضدّ بلادنا.
[...] كما أكد قائد الثورة على وضع إجراءات الردع اللازمة. ومؤخرًا، ردًا على أحد الطلاب الذي طالب بتغيير العقيدة النووية وإصدار فتوى ثانوية بشأن الأسلحة النووية، قال قائد الثورة: سنقوم بالتأكيد بكلّ ما هو ضروري لمواجهة العدو، وحتّى الآن السلطات مشغولة بفعل ما ينبغي فعله".
نهاية صمود الصهاينة في الحرب
هذا، وكتبت صحيفة رسالت: "عندما بدأت حرب غزّة من قبل الصهاينة، سعى بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني أولًا إلى تدمير حماس، واحتلال قطاع غزّة بالكامل، وإطلاق سراح الأسرى في فترة زمنية محدودة (شهرين)، إلا أنّ المقاومة المشتركة والذكية لحماس والجهاد الإسلامي لم تترك مجالًا لتحقيق الأهداف الصهيونية.
[...] والآن، مضى نحو 15 شهرًا على الحرب، ووصلت نسبة تحمل سكان الأراضي المحتلة إلى أدنى مستوى ممكن. وبالإضافة إلى ذلك، فإن نقص المعدات والقوات العسكرية والمرافق الدفاعية في الأراضي المحتلة ليس بالأمر الذي يمكن إبعاده عن وسائل الإعلام في المنطقة والعالم.
إن فشل نظام الاحتلال في الوصول إلى الأهداف الميدانية المحدّدة في غزّة ولبنان، دفع هذا النظام إلى التوجّه إلى هذه المناطق من خلال تكثيف هجماته المجنونة. وكانت نتيجة هذا النهج النقص الشديد في المرافق العسكرية واللوجستية في الأراضي المحتلة.
إن مرور الزمن لم يصبح حافزًا وعاملًا مسرعًا في تحقيق الأهداف الأولية للصهاينة في حرب غزّة ولبنان، بل أصبح أيضًا عاملًا معاكسًا ولم يترك مجالًا لـ"تل أبيب" لتتنفس".
سورياالولايات المتحدة الأميركيةالكيان الصهيونيالإرهاب
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
07/12/2024