نصر من الله

آراء وتحليلات

بين عبد الناصر والسيد نصر الله أكثر من وجه شبه وأمل بنصر قريب
17/12/2024

بين عبد الناصر والسيد نصر الله أكثر من وجه شبه وأمل بنصر قريب

في السابع والعشرين من شهر أيلول/ سبتمبر استشهد القائد الأسمى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بعدما قصف العدو "الإسرائيلي" مقره. لقد شكل هذا الحدث مقدمة لشن "إسرائيل" حملة برية ضد الحزب بغية تحقيق هدفها بالقضاء عليه وفرض تسوية على لبنان شبيهة بتلك التي حاولت فرضها قبل 42 عامًا عبر اتفاقية 17 أيار التي أُلغيت في آذار 1984. 

ولقد بدا جلياً أن أحد الأهداف الإستراتيجية لـ"إسرائيل" بعد عملية "طوفان الأقصى" كان توجيه ضربة إلى حزب الله، تحدث تحولاً إستراتيجياً في مجمل توازنات المنطقة. وبعد أكثر من عام على اندلاع عملية "طوفان الأقصى" صدرت معلومات مؤكدة من الجانب "الإسرائيلي" تفيد بأن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو كان قد تلقى مسبقًا معلومات، تفيد بنية حركة حماس شن عملية عسكرية واسعة النطاق في جنوب فلسطين المحتلة. 

هنا، فلنعد إلى تاريخ استشهاد السيد نصر الله، والذي أعلن رسميًا في الثامن والعشرين من أيلول 2024، والذي صادف الذكرى الخامسة والأربعين لوفاة جمال عبد الناصر. وعند المراجعة المتمعنة للأحداث نجد أن هذا ليس وجه الشبه الوحيد بين الزعيمين اللذين شكلا رمز النضال ضد "إسرائيل" على مدى أكثر من جيلين امتدا من العام 1948 وحتى يومنا هذا. 

لقد شكل الوجه الأول للشبه بين الزعيمين تحقيق الراحل عبد الناصر انتصاراً كبيرا على قوى الاستعمار و"إسرائيل" في العام 1956، وتحقيق السيد نصر الله انتصاراً عظيماً على "إسرائيل" وداعميها الغربيين في العام 2006. نصر عبد الناصر جعله يخرج كزعيم للأمة العربية، ليصبح أسيرًا لهذه الصورة، فيما شكل نصر العام 2006 مقدمة لتحول السيد نصر الله إلى زعيم لقوى محور المقاومة في العالمين العربي والإسلامي ليصبح بعدها أسيرًا لهذه الصورة. 

بنتيجة ما حصل في العام 1956، فإن خصوم عبد الناصر وجهوا له ضربة في سورية تمثلت بالانفصال في العام 1961، ليليها اضطراره لخوض حرب اليمن بغية الرد على محاصرته من الجنوب، بينما سعى أعداء المقاومة وعلى رأسها السيد حسن نصر الله إلى تفجير سورية حتى يحاصروا المقاومة من جهة الشرق ويكسروا ظهرها. وإن كانت حرب اليمن قد كشفت ظهر عبد الناصر، فإن حرب سورية، والتي كان خوضها ضرورياً، أيضاً ساهمت في كشف ظهر المقاومة بشكل كبير، وهذا يفسر لماذا مرت معظم اغتيالات قيادات حزب الله عبر سورية. 

أما وجه الشبه الأخير بين الزعيمين، فقد كان اضطرارهما لخوض معارك من دون أن يكون خوضها من ضمن حساباتهما. لقد كان على عبد الناصر في العام 1967 أن يهب لنجدة "البعث" في سورية الذي كان قد دخل في تصعيد مع العدو "الإسرائيلي" وفرض معركة من خارج الجدول الذي كان قد حدده عبد الناصر، وهو الأمر نفسه الذي حصل مع السيد نصر الله الذي وقف الى جانب غزة في معركة إسناد لم يختر هو توقيتها ولم يحسب هو ظروفها. 

وإن كان دخول عبد الناصر حرب العام 1967 قد أدى إلى النكسة التي قدر لنا أن نعاني من آثارها لخمسة عقود، فإن سقوط النظام السوري الداعم للمقاومة بعد أكثر من سنة على عملية "طوفان الأقصى" يعتبر نكسة بحد ذاته. لكن كما رفض عبد الناصر الاستسلام وخاض حرب الاستنزاف وأسس لحرب التحرير في العام 1973، فإن حزب الله بقيادة الشيخ نعيم قاسم اختار المضي في الطريق التي خطها السيد نصر الله في التمسك بنهج المقاومة، وهو ما سيؤسس لنصر وتحرير جديد في المستقبل.

سورياالسيد حسن نصر االلهجمال عبد الناصرالمقاومةالجيش الاسرائيلي

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة
كاتب أمريكي: الحديث عن نصر تركي في سورية ليس في محلّه
كاتب أمريكي: الحديث عن نصر تركي في سورية ليس في محلّه
الإدارة السورية الجديدة أمام مشكلة نيل الثقة
الإدارة السورية الجديدة أمام مشكلة نيل الثقة
العدو يُخطّط لإبقاء احتلاله في سورية
العدو يُخطّط لإبقاء احتلاله في سورية
وعودٌ للحكومة بانسحاب كامل للعدو خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.. وميقاتي إلى سورية قريبًا
وعودٌ للحكومة بانسحاب كامل للعدو خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.. وميقاتي إلى سورية قريبًا
رئيسا الجمهورية والحكومة في العراق: منطقتنا شهدت منذ أكثر من سنة تطورات مفصلية  
رئيسا الجمهورية والحكومة في العراق: منطقتنا شهدت منذ أكثر من سنة تطورات مفصلية  
حماس تحيي ذكرى 100 يوم على استشهاد السيد نصر الله: لبنان ما يزال من أشدّ الداعمين للقضية الفلسطينية
حماس تحيي ذكرى 100 يوم على استشهاد السيد نصر الله: لبنان ما يزال من أشدّ الداعمين للقضية الفلسطينية
يقينًا كلّه خير.. والسنون الخمس تشهد!
يقينًا كلّه خير.. والسنون الخمس تشهد!
٢٠٢٤ .. حكاية كلّ السنين الآتية
٢٠٢٤ .. حكاية كلّ السنين الآتية
بالصور: إطلاق اسم الشهيد السيد حسن نصر الله على جسر الفضيلية في العراق
بالصور: إطلاق اسم الشهيد السيد حسن نصر الله على جسر الفضيلية في العراق
هنا الضاحية.. بعد حرب!
هنا الضاحية.. بعد حرب!
طوفان الأقصى وشواهد التحرير
طوفان الأقصى وشواهد التحرير
ثورة يوليو... عندما يثور المقاومون
ثورة يوليو... عندما يثور المقاومون
ليس تقليبًا في الماضي.. ولكن
ليس تقليبًا في الماضي.. ولكن
المرابطون يحييون ذكرى دحر الصهاينة عن بيروت وتأكيد على دعم القضية الفلسطينية
المرابطون يحييون ذكرى دحر الصهاينة عن بيروت وتأكيد على دعم القضية الفلسطينية
ثمن الكرامة: الدرس المصري من حقبة عبد الناصر
ثمن الكرامة: الدرس المصري من حقبة عبد الناصر
جولة في البياضة وشمع وطيرحرفا.. تمسك بخيار المقاومة والعودة لا بد منها
جولة في البياضة وشمع وطيرحرفا.. تمسك بخيار المقاومة والعودة لا بد منها
ماذا ينتظر لبنان في ظل التجاذبات العربية والإقليمية والدولية في سورية؟
ماذا ينتظر لبنان في ظل التجاذبات العربية والإقليمية والدولية في سورية؟
المقاومة في زمن التوحّش
المقاومة في زمن التوحّش
مقارعة العدو في مجال الذكاء الاصطناعي التحدي المقبل للمقاومة
مقارعة العدو في مجال الذكاء الاصطناعي التحدي المقبل للمقاومة
هكذا تتحقق تحديات العهد الرئاسي الجديد!
هكذا تتحقق تحديات العهد الرئاسي الجديد!
أراد أن يحرق بها القلوب فإذا بها تكشف زيف جبروته.. عن الصورة نتحدث!
أراد أن يحرق بها القلوب فإذا بها تكشف زيف جبروته.. عن الصورة نتحدث!
العدوان المنسق على اليمن.. كيف ارتد عكسياً على ثلاثي الشر
العدوان المنسق على اليمن.. كيف ارتد عكسياً على ثلاثي الشر
ما التحديات التي تنتظر لبنان بعد انتخاب رئيس الجمهورية؟
ما التحديات التي تنتظر لبنان بعد انتخاب رئيس الجمهورية؟
الصهاينة يواجهون نسخة جديدة من المقاومة في غزة
الصهاينة يواجهون نسخة جديدة من المقاومة في غزة