درس اليمن القاسي لواشنطن و"تل أبيب" محور اهتمام الصحف الإيرانية

اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الخميس (26 كانون الأول/ديسمبر 2024)، بالتطورات السورية وكيفية سعي كلّ الأطراف الفاعلة التركية والصهيونية والأميركية للإفادة من الأوضاع الداخلية السورية، وكيف أن هذه الأوضاع تحمل في داخلها شعلة الانفجار. كما اهتمت الصحف أيضًا بالنقلة النوعية في اليمن من جهة أنواع الأهداف الموجهة إلى القوات الأميركية و"إسرائيل"، وكتبت بعض الصحف ردًا على تركيا أن عليها ترقب ذلّها أمام الصهاينة والهيمنة الغربية مع مرور الوقت وزوال الأقنعة.

درس اليمن القاسي لواشنطن و"تل أبيب"

بداية كتبت صحيفة رسالت: "العمليات العسكرية في اليمن، على مستوى العمليات التي أدت إلى دحر الهجمات الأميركية والبريطانية والعمليات الصاروخية المستمرة في قلب "تل أبيب"، حملت عدّة رسائل إستراتيجية للأعداء وتثبت أن اليمن استطاع أن يفرض معادلاته الردعية على العدو. اليمن، والذي انضم بعد حزب الله كونه الجبهة الثانية لمحور المقاومة، إلى معركة "طوفان الأقصى" في العام الماضي لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزّة، لم يترك موقفه الداعم لغزّة، فضلاً عن الحصار البحري المفروض على "إسرائيل"، فقد واصل هجماته الصاروخية والطائرات من دون طيار ضدّ هذا النظام، وقد بلغت هذه الهجمات ذروتها في الأيام القليلة الماضية. وبلغت الهجمات الصاروخية اليمنية على فلسطين المحتلة، وخاصة "تل أبيب"، 5 هجمات خلال الأسبوع الماضي؛ لدرجة أن الأوساط "الإسرائيلية" تقول إن الهجمات اليمنية على "تل أبيب" وهروب ملايين ""الإسرائيليين"" إلى الملاجئ أصبحت حدثًا منتظمًا ومتكرّرًا".

تابعت الصحيفة: "لكن في تطوّر جديد يظهر حجم التحدّي الذي تواجهه القوات الأميركية في منطقتنا، قبل أيام، بعد إسقاط مقاتلة أميركية فوق مياه البحر الأحمر، يواجه الأميركيون وضعًا مقلقًا، ومخزيًا بالطبع، بينما حاولت واشنطن تسويغ إسقاط مقاتلتها، ولم تعده مرتبطًا بالقوّة العسكرية لليمن. ... واليمن أثبت أنه لم يعد في مرحلة الدفاع؛ بل أصبح قوة قادرة على إجبار العدوّ على التراجع وتثبيت قوة الردع لديه. وبحسب الصحيفة :"تشير العمليات الصاروخية والطائرات من دون طيار التي ينفذها اليمن، بشكل متزامن، ضدّ القوات الأميركية والبريطانية إلى تقدم كبير في الإستراتيجيات والتكتيكات العسكرية اليمنية". كما تمثّل العملية العسكرية اليمنية ضدّ السفينة الأميركية تغييرًا جوهريًا في مفهوم الحرب البحرية على المستوى الجيوسياسي. وتؤكد هذه العمليات قدرة اليمن على التعامل مع حاملات الطائرات الأميركية وإقحام الأميركيين في تحدي إستراتيجي؛ خاصة بعد خروج ثلاث حاملات طائرات أميركية من منطقة عمليات اليمن. كما يقدم هذا التوجّه الذي أحدثه اليمن إشارات واضحة على نهاية عصر حاملات الطائرات الأميركية، وربما نهاية هيمنة هذا البلد على مياه المنطقة".

استغلال أوضاع سورية الراهنة

بدورها، كتبت صحيفة جام جم: "تحاول الولايات المتحدة والنظام الصهيوني تعزيز موطئ قدمهما في سورية منذ مدة طويلة، لكن إحدى أهم العقبات أمامهما كانت حكومة بشار الأسد ومحور المقاومة. والآن، وبعد سقوط حكومة الأسد، يطرح السؤال، من أول من يسعى لاستغلال الوضع الحالي في سورية؟". وبسبب بعض العوامل، تمكّن الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، من الإطاحة بالحكومة المركزية في هذا البلد من خلال تشكيل ائتلاف من قوى المعارضة للحكومة المركزية السورية. وفي تراجع عن سياسته السابقة، حاول الجولاني تعزيز سلطته بالتعهد بحل الفصائل المسلحة القائمة ودمج المقاتلين في "جيش وطني"، يجري تشكيله حديثًا وتشرف عليه وزارة دفاع موحدة. 

ووفقًا للصحيفة، هناك مخاوف بشأن جوهر هذا التشكيل الموجود ... حاليًّا نرى أن أكراد شمال شرق سورية يريدون أن يصبحوا مستقلين مثل إقليم كردستان العراق. هذه القضية تتعارض تمامًا وسياسات الحكومة التركية ... وبما أنهم مدعومون من الولايات المتحدة، فلا تستطيع تركيا قمعهم. وفي هذه الأثناء، سيتولى الجيش الجديد مهمّة قمع الأكراد، وبهذه الطريقة يتقدّم الوضع لصالح تركيا. كما رأت الصحيفة أن وراء التبادلات الدبلوماسية تحركات خطيرة على الساحة، أبرزها التوّتر بين الأكراد وتركيا. وتشير الأخبار إلى أن هذا الأمر لم يهدأ، بل إن خطر اشتعاله سيزداد. وفي الوقت نفسه، تسعى تركيا إلى تحقيق مكاسب تجارية من خلال السيطرة على سوريا؛ لأنه يمكن أن يمنع نفوذ الأكراد مع سورية، ويحد منهم بهذا الشكل. 

من ناحية أخرى، رأت الصحيفة أن الوضع لمصلحة "إسرائيل". ففي حين أن الحكومة المركزية لمًا تشكّل بعد في سورية، استولت قوات النظام الصهيوني على مرتفعات الجولان وتقدمت إلى محيط العاصمة السورية، ودمرت "إسرائيل" القوّة العسكرية والأسلحة لهذا البلد من خلال قصف البنية التحتية والجيش قطاعات سورية.... وتشير الأدلة إلى أن النظام الصهيوني ليس لديه أي نية للانسحاب من هذه المنطقة، وكانت هذه المنطقة إحدى أهم محاور قوى الحزب والمقاومة، وبذلك أزالت مخاوف الصهاينة".

على تركيا أخذ النصيحة على محمل الجد

هذا؛ وكتبت صحيفة كيهان: "خلال الأيام الماضية، نصح بعض المسؤولين الأتراك الجمهورية الإسلامية الإيرانية - بحسب رأيهم - بالحذر من إغضاب الصهاينة بأفعالهم الجريئة. إن المسؤولين في الحكومة التركية يعلمون ويرون بوضوح أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقفت بقوة نموذجية ضدّ النظام الصهيوني الهمجي القاتل للأطفال، وغيّرت معادلات المنطقة والعالم لمصلحة الإسلام وسقوط الصهاينة، وجوابنا للحكومة التركية وبعض الحكومات الأخرى في المنطقة هو ألا يقارنوا إيران القوية بهم، وألا يتوقعوا أبدًا أن تتنازل إيران الإسلامية أمام النظام "الإسرائيلي" المزيّف والمجرم. وكما قال آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي مرارًا وتكرارًا، في أنه على الدول إما أن تختار المقاومة أو التنازل في مواجهة العدوان الجبان للصهاينة وأنصار الهيمنة الغربية. فالأخير مذل ومكلف، بينما الأول ففيه الكرامة وأقل تكلفة من التسوية. وهذان التياران استمرا دائمًا هما تياران متوازيان منذ قيام النظام "الإسرائيلي" السيء".

سورياالجمهورية الاسلامية في إيرانالكيان الصهيونيتركيااليمن

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم