آراء وتحليلات
العدوان المنسق على اليمن.. كيف ارتد عكسياً على ثلاثي الشر
قالت "هيئة البث الإسرائيلية"، الجمعة، إنه للمرة الأولى يتم تنفيذ هجوم مشترك في اليمن بين الاحتلال "الإسرائيلي" و"التحالف الدولي الأمريكي البريطاني"، وهو ما يعني عُدوانًا ثلاثيًّا على اليمن لنُصرته غزة فلسطين، وفي تصريح تلا العدوان مباشرة قال وزير حرب العدو "يسرائيل كاتس" في بيان: “لقد سمع آلاف الحوثيين الذين شاركوا في مسيرة كراهية ضد "إسرائيل" قوة طائرات سلاح الجو الإسرائيلي”. في إشارة واضحة إلى تعمد القصف بمحيط ساحة ميدان السبعين كرسالة تخويف.
القصف العدواني الثلاثي لم يقتصر على محيط السبعين، فقد استهدفت أكثر من عشرين طائرة بخسمين قنبلة كما نقل ذلك الإعلام العبري، توزعت على محطة كهرباء حزيز، وموانئ الحديدة ورأس عيسى ومحطة كهرباء الحديدة أيضًا، فيما تعرضت منطقة جربان وحرف سفيان لعدد من الغارات العدوانية.
مع انكشاف الأهداف التي ركز عليها العدوان "الإسرائيلي" يمكن الجزم بأن الكيان لم يحقق شيئاً في هذه العملية، وهذا ما أكده الإعلام العبري بعد عودة الطائرات الحربية الصهونية من مهمتها على مسافة 2000 كم، ولخصت ذلك صحيفة "معاريف"، بالقول: "لا يوجد الكثير في الهجوم على اليمن، واستهداف نفس الأهداف السابقة، الهجوم أحدث ضجيجاً ودخاناً أسود، وعادت الطائرات إلى مواقعها".
هذا الضجيج والدخان هما الهدف الرئيس من الهجمة العدوانية، لأن الحقيقة أنها ليست أهدافاً يمكن لها أن توقف الضربات اليمنية، ولا تعيقها، ولا تؤثر فيها، أولاً لأنها مجرد أعيان مدنية، وثانيًا لأنها كما قالت "معاريف": "نفس الاهداف السابقة"، فمحطة حزيز قصفت من قبل مرتين، كذلك الحال بالنسبة لمحطة الحديدة وموانئها.
لكن كيف نقول إنها ارتدت عليهم؟ بالنظر إلى أنها كانت رسالة تخويف كما سماها كاتس، إلى الجماهير المحتشدة في السبعين، والذين يطلقون الكراهية ضد "إسرائيل"، فالنتيجة كانت عكسية، وما رأيناه من مشاهد ميدان السبعين رداً على العدوان، كان كفيلاً بأن يصفع نتنياهو ، فهتافات الجماهير الغفيرة "يا صهيوني نتحدّاك". بهذه العبارات في أثناء الغارات الصهيونية المُعادية بالتزامن مع التوافد الجماهيري لمليونية “جهاد في سبيل الله ونصرة لغزة.. سنُواجه كل الطواغيت”.كانت إعلانًا بفشل العدوان، وزادتها فشلاً عبارات، وهتافات الحشود المليونية: "ما نبالي ما نبالي ما نبالي.. واجعلوها حرب كبرى عالمية".
هذا من جهة، لكن هناك زاوية أخرى يجب النظر إليها، وهي أن المظاهرات المليونية الداعمة لفلسطين في اليمن، تثير حالة من القلق والغيظ لدى قادة الكيان المجرم، لا سيما أنها تتزايد زخمًا، مع الاستمرار بشكل أسبوعي متكرر دون كلل ولا ملل، والعدو يعرف ويدرك أهمية الحضور الجماهيري في الساحات، والتكامل والتناغم بين الشعب وقيادته وقواته المسلحة، في صورة ليست موجودة في أي بلد آخر، لا سيما أن ذلك التكامل موجه إلى نحر العدو الصهيوني ومن خلفه واشنطن دون سواهما.
النقطة الثالثة، ولا تقل أهمية، هي إبراز تلك الحشود للعالم، في حين أن وسائل ووكالات الإعلام الدولية تكاد تتجاهل تلك المسيرات، إلا أن الغارات العدوانية في محيطها، تساهم من حيث لا يدرك العدو، في نشر وإبراز ذلك الحدث الأسبوعي المهم، لمن لا يصل إليهم ربما من أبناء هذا العالم، فبالتأكيد قد شاهد العالم تلك الحشود وهي تصرخ في وجه أمريكا وإسرائيل، وتساند غزة، ولم تهتز لهم شعرة في أثناء الغارات، وستثير تلك الصورة الكثير من التساؤلات لدى قطاعات واسعة في كل أنحاء العالم، عن اليمن وشعبها وعن سر هذا الإصرار، وستلفت العالم إلى تلك المظلومية في غزة. ولهذا نجزم أن العدوان الأخير المنسق بين ثلاثي الشر، أمريكا و"إسرائيل" وبريطانيا، قد ارتد عليه عكسيًا.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
18/02/2025
اليمن يضع خطته لمواجهة ترامب
18/02/2025
مخطط أميركي مكشوف للصدام بين الجيش والمقاومة
17/02/2025
هذه هي فصول المخطط الأمريكي لخراب لبنان
التغطية الإخبارية
فلسطين المحتلة| اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال في حيّ كفار سابا بمدينة قلقيلية وسط حصار أحد المنازل
فلسطين المحتلة| قوات الاحتلال تواصل هدم منازل المواطنين في مخيم طولكرم
لبنان| وزارة الأشغال بدأت أعمال صيانة الطرق للحد من حوادث السير
فلسطين المحتلة| مكتب إعلام الأسرى: قوات الاحتلال تقتحم منزل الأسير حمزة كالوتي في بلدة بيت حنينا بالقدس وتهدّد عائلته
لبنان| حركة أمل تدعو جماهيرها في كلّ الأقاليم إلى أوسع مشاركة في التشييع الكبير الأحد المقبل
مقالات مرتبطة

اليمانيات يتحدّين الحصار الاقتصادي: الزراعة المنزلية لمواجهة فاعلة

اليمن يضع خطته لمواجهة ترامب

"على الوعد مع غزّة ضدّ التهجير وكلّ المؤامرات".. طوفان مليوني متجدد بالعاصمة صنعاء نصرة لفلسطين

رغم حصار التحالف على اليمن.. حكومة التغيير والبناء تصرف مرتبات موظفي الدولة

المكتب السياسي لحركة أنصار الله: الانتهاكات في جنين تشكل استمرارًا لجريمة الإبادة الجماعية في غزة

"والا" | التهديد الجديد-القديم: "الحوثيون" قد يعودون لمهاجمة "إسرائيل"

لواء في الاحتياط "الإسرائيلي" يعترف: "إسرائيل" فشلت فشلًا ذريعًا في حرب غزة

خوفًا من هجوم مفاجئ.. العدو ينشر ناقلات جند مدرعة في "شومرون"

تناقض الموقف.. الجيش "الإسرائيلي": يمكن لسكان الشمال العودة.. ورئيس المطلة: لا مكان للعودة
