نقاط على الحروف
في تعريف "الخيبة" على "العربية"..
أمّا وقد تجاوزت قناة "العربية" التّطبيع معنويًا بعدما تمنطقت بالمفردات الصهيونية وبالأدبيات المعادية وبالسلوك الإعلامي "العبري" قبل الحرب وفي أثنائها وبعدها، أصبح من اللّافت للنّظر أن نرى في بثّها طرحًا لقضية "التطبيع" من أي زاوية كانت.
يقول الخبر، أنّ الداعية السعودي الشيخ علي بدحدح تلقّى دعوة للظهور على إحدى القنوات "الإسرائيلية" ورفضه كونه سلوكًا تطبيعيًّا. وتناهى مع الخبر إلى سمع "العربية" أنّ الداعية الدكتور محسن العواجي قد استنكر موقف بدحدح، معتبرًا أنّ تلبية الدعوة تلك لا تُعدّ تطبيعًا، فما كان منها إلّا المسارعة لاستضافة الداعية العواجي على اعتبار أنّه "فرصة ذهبية" للتبليغ عن صحّة الظهور على القنوات "الإسرائيلية".. وهنا بدأ تعريف الخيبة.
في اللحظات الأولى للقاء، يؤكّد العواجي أنّ مجرّد الظهور على قناة "إسرائيلية" ليس تطبيعًا ولا هو مقدّمة للتطبيع، ويعلّل ذلك بثقتنا بالله وبأنفسنا وبمقدرتنا على التعبير عن ديننا وقضايانا. إلى هنا، وجه المذيع مستريح تمامًا، ويبدو فخورًا بالداعية وبالمادة التي يقدّمها. لكن ذلك لم يطل، فحديث العواجي تحوّل إلى تقريع مهذّب للقناة التي تفوّقت على زميلاتها العبريّات بالتصهين وباللاموضوعية في مقاربة صراعنا مع العدوّ. هنا، يحاول المذيع إخفاء تشنّجه وخيبة قناته بالهروب إلى الأمام ومحاولة التذاكي بأخذ "سكوب" من الداعية، ولو جملة واحدة تقول بمقبولية الظهور على القناة "الإسرائيلية"، ليجري ربّما اقتطاعها لاحقًا واستخدامها في إطار تشريع التطبيع لدى عامة الجمهور، ولكنّه زاد طينه بلّة، فالعواجي وبذكاء شديد، كرّر ما قاله حول أهمية الحديث عن شرعية المقاومة وجرائم العدوّ الصهيوني وحقّنا بتحرير كامل الأراضي المحتلّة، وأكّد، بسخرية ذكية، أن الظهور على قناة "إسرائيلية" قد يكون أكثر جدوى وإنصافًا لقضايانا منه على قناة "العربية" التي تموضعت بالكامل في معسكر العدوّ خلال العدوان على غزّة.
خابت العربية على الهواء مباشرة. وجاءت خيبتها هذه من حيث توقعت العكس تمامًا، إذ ظنّت أنّ المحتوى الإعلامي المتوقّع من استضافة الدكتور العراجي يخدم أهدافها تمامًا ويتماهى مع توجهاتها التطبيعية ومسارها المتصهين أكثر من الإعلام الصهيوني نفسه. بكلام مختصر، في لحظة إعلامية بارزة، أرادت "العربية" عرض مادة تشجّع على الظهور على القنوات "العبرية" فقُرّعت بتهذيب شديد، وتحوّلت إلى مادة سخرية سوداء مهذّبة جعلت وجه مذيعها مكفهرًا، وإن لم يكن ذلك كافيًا لصحوة ضمير مهنيّ مفقود وتفعيل أخلاق إنسانية يجري استئصالها من نفس المرء كشرط للتوظيف في قنوات التصهين العربي، إلّا أنّه كان فرصة لتعرية العربية وتظهير بعثرة حروفها حتى صارت بامتياز "العبرية".
التضليل الإعلاميالعدوان الإسرائيلي على لبنان 2024
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
31/03/2025
مشهد العيد: رسالة مقاوِمة
28/03/2025
بصوتِ القدس: "وفّيت يا سيّد حسن"
21/03/2025
وجه التطبيع الأوحد.. الذل والخسارة
19/03/2025
هنا غزّة...
التغطية الإخبارية
برنامج الأغذية العالمي: المخابز الـ 25 التي ندعمها في غزة أغلقت أبوابها
غارة جوية صهيونية تستهدف منزلًا في منطقة معن شرقي مدينة خانيونس
"فايننشال تايمز": ألمانيا تسعى إلى ترحيل مواطنين من الاتحاد الأوروبي بسبب احتجاجات مؤيّدة للفلسطينيين
"رويترز": انقطاع الكهرباء عن أنحاء سورية كلها جراء أعطال عديدة
إعلام العدو: سامي ترجمان مرشح لرئاسة الشاباك
مقالات مرتبطة

قناة الحدث.. التضليل العدواني في خبرين

إشكالية المصطلح في حرب الدعاية على المقاومة

مدرسة الإعلام في الإسلام والقرآن على ضوء فكر الامام الخامنئي

الــ MTV قناة تمتهن لغة الشوارع..!

صيدنايا تحت المجهر واجتياح سوريا خارج الصورة؟!

بعد محاولة ترهيبهم بالأمس.. أطفال لبنان للعدو: باقون على العهد

صمود يرعب العدو.. أبناء الضاحية: باقون ولن نتراجع

فيديو| هدف غارات العدو على الضاحية ترويع أطفال المدارس!

لأول مرة منذ وقف إطلاق النار.. العدو يوسّع عدوانه "الوحشي" ويستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت
