مراسم التحضير للتشييع الاستثنائي في الضاحية الجنوبية.. وفاء للشهداء ورسالة للعدو

في قلب العاصمة اللبنانية، حيث ينبض الصمود في كل زاوية، تشهد الضاحية الجنوبية منذ أيام تحضيرات كبرى لتشييع القائدين الشهيدين سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله والسيد الهاشمي هاشم صفيّ الدين، في حدث يُعد محطة تاريخية في مسيرة المقاومة. هذا المشهد الاستثنائي الذي يدمج بين قوة الانتماء للخط المقاوم وروح التضامن الجماهيري، يعكس وحدة الصف ويبعث رسالة قوية للعدو مفادها أن المقاومة باقية ولا تعرف الانكسار.

دعوة للمشاركة الواسعة والتكافل الوطني

خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته "اللجنة العليا لمراسم التشييع"، دعا نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، الشيخ علي دعموش، أبناء الوطن إلى المشاركة الجماهيرية الواسعة، مؤكدًا أن حضور الناس هو بمنزلة تعبير صادق عن الوفاء والولاء للشهداء، ورسالة مباشرة للعدو بأن صف المقاومة لا يتزعزع.

وقال الشيخ دعموش: "غدًا هو يوم الوفاء والعهد للشهداء، وحضورنا في تشييعهم هو تعبير حي عن إصرارنا على مواصلة المسيرة".

ووجه الشيخ دعموش رسالة قاطعة إلى العدو "الإسرائيلي"، مؤكدًا أن استهداف قادة حزب الله لن يؤثر مطلقًا في صلابة المقاومة، بل سيزيد من عزيمتها على مواصلة النضال.

وقال: "إذا كان الاحتلال يعتقد أن استهداف قادتنا سيضعف عزيمتنا، فهو يعيش في وهم بعيد عن الواقع؛ فالمقاومة أقوى مما يتصورون".

التحضيرات ليوم التشييع
واصلت فرق التنظيم في الضاحية الجنوبية لبيروت جهودها بالتحرك بسرعة وعزم، حيث تداخلت جهود الكوادر المتخصصة مع إيمان الشعب الراسخ بمبادئ المقاومة، فقد تشكلت صفوف المواكب التنظيمية بتنسيق محكم، بينما تم وضع الخطط الأمنية واللوجستية على أتم وجه، مع إنشاء نقاط تفتيش ومراكز تنسيق لضمان مرور الحشود بسلاسة دون أدنى خلل.

وقد شهد الميدان تفاعلًا استثنائيًا بين الجهات المسؤولة كافة؛ حيث تناغمت أصوات الطبول والإعلانات الحماسية مع خطوات المنظمين المحترفين، مما أضفى على المشهد روحًا حماسية وطنية. 

كما تم استخدام أحدث التقنيات لتنظيم المرور وتوجيه الحشود، مع إيلاء عناية خاصة لتنسيق حركة المواصلات وتأمين المناطق الحيوية. 

هذا التنظيم الدقيق لم يكن مجرد تحضير روتيني، بل كان انعكاسًا لتجارب المقاومة الطويلة، والتي جعلت من كل تفصيل من تفاصيل التحضير درسًا في الانضباط والإخلاص، ليشهدها كل من حضر وتابع عبر مختلف القنوات.

مشاهد المضائف وتوزيع الطعام: روح العطاء والتكاتف

على هامش التحضيرات، برزت مشاهد المضائف التي أصبحت رمزًا حيًّا للتكافل الشعبي. في كل زاوية من موقع الفعالية، انتشرت الأكشاك المزينة بالأعلام والرايات، حيث قام المتطوعون بتوزيع الوجبات الساخنة والمشروبات على المشاركين بتنظيم يليق بمقام الحدث.

لم يكن توزيع الطعام مجرد خدمة لوجستية، بل كان رسالة عاطفية، تُعبّر عن الامتنان العميق لتضحيات الشهيدين. 

آراء المشاركين العرب والأجانب: صوت من قلب المقاومة

لم تقتصر المشاركة على اللبنانيين فحسب، بل توافد مؤيدون من دول عربية وأجنبية حاملين معهم رسالة تضامن عالمي مع القضية العادلة للمقاومة. في تصريحات صادقة ومفعمة بالإيمان، أكد المشاركون أن الحدث يعكس أن قضية المقاومة هي قضية نضال للأمة جمعاء ضد الظلم والاحتلال. وافد عراقي أكد أن "هذا الحدث يُظهر أن نضالنا يتجاوز الحدود، فهو صرخة لكل الشعوب الباحثة عن الحرية والكرامة".

كما أعرب مشارك أجنبي عن إعجابه بالتنظيم المحكم والتحضيرات المتقنة، مشيرًا إلى أن هذه الفعالية تثبت للعالم أن المقاومة تملك القدرة على تجسيد وحدة الصف والتصدي لكل محاولات العدوان.

وقد شملت الفعالية أيضًا زيارة من قبل الحشود لمزار مرقد السيد حسن نصر الله، في طريق المطار، حيث تجمعت الجماهير لتجديد العهد بذكراه ولتستمد من زيارته القوة والإلهام لاستكمال مسيرة المقاومة.

 

لبنانتشييع سيد شهداء الأمةإنا على العهدتشييع السيد الهاشمي

إقرأ المزيد في: خاص العهد