يوميات عدوان نيسان 1996

عين على العدو

كاتب صهيوني: لدى
26/12/2018

كاتب صهيوني: لدى "إسرائيل" شروط لـ"السلام" مع السعودية‎

إيتمار تسور - موقع القناة السابعة الصهيونية

ترجمة المحرر العبري في موقع العهد الإخباري

في الآونة الأخيرة تحدثت وسائل الإعلام بشكل كبير عن توفر أجواء جديدة من التغيير الذي تشهده شبه الجزيرة العربية، وواحدة من قادة الدول المعارضة لـ"إسرائيل" باتت معنية ومتطلعة لإقامة "سلام" وعلاقات دبلوماسية معها. مَن يعلم؟ فلعلّه يكون هناك اتفاق "سلام تاريخي"!

أولاً يجب علينا الهدوء، لأنه حتى لو حصل اتفاق "سلام" سعودي إسرائيلي، فلن يغيّر كثيرًا من الصورة العامة للمنطقة، لأن هذا "السلام" في حال تحقّق، سيكون سلامًا باردًا دون أجنحة، تمامًا كما هو الحال مع "السلام" الذي أبرمته "إسرائيل" مع مصر في العام 1979، ومع الأردن في العام 1994. هذان الإتفاقان لم يحققا سوى مصالح زعماء مصر والأردن، من خلال تحقيق تقاربهما مع الغرب، وليس بسبب حبّ الصهيونية، أو التسليم بقيام "دولة الشعب اليهودي في إسرائيل".

الفائدة التي ستجنيها "إسرائيل" من إتفاق "سلام" كهذا سيكون على أبعد تقدير إبرام عدة صفقات بين السعوديين وشركات إسرائيلية من تحت الطاولة أو فوقها، وافتتاح خطوط الطيران من فوق أجواء السعودية الى شرق آسيا. هذا ليس كثيرًا، لكن هذا ما سيتحقق بطريقة أو بأخرى.

السعوديون، مقارنة بذلك، سيحققون الكثير من الإنجازات والمكاسب من أي اتفاق "سلام" مع "إسرائيل"، كالإستفادة من التكنولوجيا الإسرائيلية لتحسين مرفق المياه في شبه الجزيرة، أو فتح حدودهم لتطوير السياحة الإسلامية القادمة باتجاه مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة.

لذلك لا داعٍ لأن تعيش "إسرائيل" أجواء من الفرحة الغامرة من الروح السائدة في العائلة المالكة السعودية تجاهها. يجب على "اسرائيل" وضع شروط واضحة أمام السعوديين قبيل توقيع أيّ اتفاق س"لام" معهم، أولها وأهمها موافقة السعودية على استيعاب عدة ملايين من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين حاليا في لبنان وسوريا والعراق، ما سيساهم في حلّ هذه المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد، والتي تمنع عمليًا إيجاد تسوية تاريخية بين "إسرائيل" والفلسطينيين.

السعودية في شمالها يوجد العراق الذي يقوده الشيعة، وفي شمالها الشرقي حدود "معادية" مع إيران، وكذلك حدود "معادية" في جنوبها من خلال "الحوثيين" في اليمن، فضلا عن وجود أقلية شيعية داخل المملكة ذاتها، ومنذ بداية 2011 بدأوا يرفعون رؤوسهم ضد المملكة، وبالتالي فإن استيعاب اللاجئين الفلسطينيين "السُنة" سيقوي من الأغلبية "السنية" داخل السعودية، وبذلك تستطيع أن تقطف ثمار اتفاق "السلام" مع "إسرائيل".

هل يمكن أن يتحقق سيناريو كهذا؟ يمكن الإعتقاد بأن هذا صعب، لكن "إسرائيل" مطالبة بوضع هذا الشرط لإقامة أيّ اتفاق "سلام" محتمل مع الدولة المملكة الخليجية، أو مع دولة عربية في الشرق الأوسط تتطلّع لإقامة علاقات دبلوماسية معنا.

من الناحية المنطقية فإن التعاون مع "إسرائيل"، أو حتى التطبيع معها، سيُفيد تلك الدول العربية الفاشلة أكثر من "إسرائيل" التي يجب أن تلعب على هذا الوتر. وإلى أن يتحقّق ذلك، كل ما تبقى لنا هو الجلوس على الجدار ومشاهدة المعركة الدائرة بين إيران وتركيا والسعودية فوق وتحت سطح الأرض.

إقرأ المزيد في: عين على العدو

خبر عاجل