طوفان الأقصى

#صيف_الانتصارات

06/08/2019

"أبو زهراء" نجمة الجرود .. شهيداً

فاطمة ديب حمزة

كان كمثله مِن مَن امتلك بصيرة الجهاد في سبيل الله .. فمشى بخطى ثابتة مستقيمة المسار في طريقه .. وكان أيضًا كمثله من رفاق الحرب المقدسة ضد التكفير .. الذين رسموا بدمائهم حدود الكرامة على طول الجرود الممتدة من أول البقاع إلى آخره.. والذين نظروا أقصى القوم، ولم يبدلوا في واجب الذود عن العرض والأرض تبديلاً.

 كان محمود علي عسيلي - مع مجموعته المقاتلة - في أعلى نقطة جغرافية يمكن من خلالها أن يرى كل قرى أهل المقاومة هانئين آمنين، كما أرادت المقاومة وسعت. وكان له أن يغفو على تراب التلال المحررة عميقاً، بعد أن أورث أهله، وعائلته، وابنته القلادة الأغلى والأجمل .. شهيد الجهاد المقدس "أبو زهراء".

أبو زهراء .. الشهيد الذي ازداد جماله

تجزم والدة الشهيد محمود عسيلي أن في ملامح ابنها الشهيد شيء ما تغير إلى الأجمل مع اقتراب موعد الشهادة. تهتم بتفاصيل ولدها وهي تتحدث عن شخصيته وظروف استشهاده لموقع "العهد": "صار لون لحيته مائلًا إلى الفاتح، ووجهه مضيئ، وملامحه تضج بالحياة، صار ابني يزداد جمالًا يومًا بعد يوم قبيل استشهاده". ثم تنقل الوالدة عن رفاقه المجاهدين ما يتطابق مع كلامها : "قالوا لي أن محمود كان جميلًا جدًا في يوم شهادته، كان وجهه مضيئًا".

"أبو زهراء" نجمة الجرود .. شهيداً
الشهيد محمود علي عسيلي

ثم تعرض الوالدة شريط المعلومات التي نريدها عن ابنها بطريقة ملفتة. تحفظ أدق التفاصيل عن يومياته وحياته. تقول إن الشهيد كان متعلقًا بها كثيرًا، فلا تخفي في كلامها شدة تعلقها هي به ايضاً، ثم تسمعنا بعض الوصف عنه: "عمره سبعة وعشرين سنة، ولد عام 1990 في الأوزاعي، ودرس في مدرسة الإمام المهدي (ع)، ولم يكمل. أراد أن يساعد والده في العمل، وأن ينصرف إلى العمل المقاوم" تقول الوالدة صاحبة الصوت الثابت النبرة. "يقبرني كان رايق كتير" عبارة تمررها الوالدة بين طيات الحديث مع موقعنا، وتضيف "كان هادئاً، ويحسب تصرفاته وسلوكه .. نشيط ويعشق العيش وتفاصيل الحياة، لذلك كان مشهوراً بكرمه بين رفاقه وأصدقائه".

"أبو زهراء" نجمة الجرود .. شهيداً
الشهيد محمود علي عسيلي

"الشهيد محمود، هو ابن عائلته وأهله.. تزوج في العام 2013، والله رزقه بابنته "زهراء" عام 2015، ومع ذلك لم ينقطع عني" تقول الأم، ثم تروي لنا آخر رواياته وهي الأجمل: آخر هدية في عيد الأم كانت من مصروفه الذي ادخره جانبًا من أجل أن يخصني بهدية الأم. وبعد أن طُلب منه التوجه للالتحاق بقافلة الجهاد في الجرود اللبنانية كان له ما أراد. جاء في الليلة التي سبقت توجهه الى الجرود، جلس معي، تحدثنا كثيراً، كانت المرة التي يبدو فيها محمود الأجمل، نظرت اليه مرارًا، في اللحظة التي ودعته بها، طلب مني أن أدعو له بأن يختم حياته بالشهادة" تُنهي الوالدة الكلام.

"أبو زهراء" نجمة الجرود .. شهيداً
طفلة الشهيد محمود علي عسيلي

في الطريق إلى الشهادة .. أبو زهراء

كانت عقارب الساعة قد استقرت على 15:18 تحديدًا، عندما اكتملت حكاية القتل في سبيل الله. وكان اليوم، هو أفضل أيام الاسبوع "الجمعة" في 21/07/2017 . فوق ما يعرف بـ "تلة الهوة" في الجرود الجنوبية لعرسال، هناك أسلم محمود الروح إلى بارئها، وعاد ملفوفاً براية العز وعلم الشموخ الخالد عند أعلى مراتب الشرف. عاد محمود شهيدًا، تمامًا كما أوصى أمه بالدعاء له، وكما أخبر زوجته عن ما يتمناه أن يكون الخاتمة الحسنة لحياته. تحاول الزوجة أن تستجمع الذكريات الكثيرة بينهما لتخبرنا بعضها: "كنا سويًا نقوم بما لا يمكن توقعه من أجل سعادة عائلتنا، محمود كان مرحًا، مع التزامه الديني والجهادي" تقول زوجة الشهيد محمود عسيلي لموقع "العهد". لكن أجمل ما قالته الزوجة هو: "أنا فخورة به، أنا أفتخر به الآن" كانت هذه العبارة التي تختصر كل التعابير الإنشائية والروائية والكلام عن مشهدية ما. تتحدث الزوجة التي تحتضن ابنتها زهراء (من رائحة الشهيد) عن كرمه كثيرًا "كان فعلاً كريمًا جدًا، كنت أخاف أن أمازحه بطلبات معينة لكي لا يجلبها لي من كثرة كرمه .. وليس فقط كريم، بل وحنون أيضًا" تقول الزوجة في وصفها للشهيد عسيلي.

"أبو زهراء" نجمة الجرود .. شهيداً
الشهيد محمود علي عسيلي

كنجمة في قافلة الشهداء الذين أعاروا لله جماجمهم كان أبو زهراء. هو من الذين كتبوا أكثر عناوين الأمة نصاعةً واعتدادًا: "التحرير الثاني" . إنه نجمة مع نجمات تتلألأ في سماء الوطن، وفي صفحات التاريخ المشرف للأمة.
#صيف_الانتصارات

شهداء المقاومة الإسلامية#صيف_الانتصارات

إقرأ المزيد في: #صيف_الانتصارات

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة