موقع طوفان الأقصى الجبهة اللبنانية

لبنان| المفتي قبلان في ذكرى تغييب الصدر ورفيقيه: استقلال لبنان الاقتصادي يمر بالشرق لا بواشنطن

لبنان| المفتي قبلان في ذكرى تغييب الصدر ورفيقيه: استقلال لبنان الاقتصادي يمر بالشرق لا بواشنطن

30/08/2021 | 13:12

وجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة، بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة والأربعين لتغييب الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه جاء فيها:

"تعود ذكرى اختطاف الإمام الصدر وأخويه الشيخ محمد يعقوب والأستاذ عباس بدر الدين في ليبيا على يد معمر القذافي ونظامه الأمني السياسي، هذا العام والإمام موسى الصدر أشد حضورًا وتأثيرًا بالمنطقة والعالم وكأنه مركز صناعة الحدث وإدارة الأزمة. وللامام الصدر في هذا المجال مواقف شديدة الأهمية، فمنها ما خاطب به العرب مشيرًا إلى أن حماية العرب تبدأ من إصلاح الأنظمة السياسية بما يمنع استبدادها، لافتًا إلى أن قوة العرب بأخلاقيتهم واستقلالهم فإذا فقدوا أخلاقيتهم واستقلالهم تحولوا قوى ممزقة بيد أميركا وإسرائيل، وأن لبنان الضعيف جدًا بالطائفية يمكنه أن يكون قويًا جدًا بدولة المواطنة والعدالة الاجتماعية، وأن الغنى والفقر والهدر والصفقات والفساد والنهب في لبنان نتيجة سياسية للفساد السياسي والكارثة الطائفية، مؤكدًا أن مركز أزمة لبنان بنظامه السياسي الفاسد وإقطاعه الذي يعتاش على الظلم والأنانية والعائلية والتبعية، وأن الضرورة تحتم علينا أن نكون عائلة وطنية واحدة".

وأضاف قبلان "وعن فلسطين أشار إلى أن فلسطين مركز استقرار ونزاع الشرق الأوسط فلا يمكن أن يستقر الشرق الأوسط وفلسطين محتلة، وأكد أن قضية فلسطين والقدس أكبر من أن تموت أو تتحول صفقة، ولا يمكن أن نرضى بسحق فلسطين والقدس على يد أفسد خلق الله بالأرض. وحذّر الشعوب المغيبة من لعبة واشنطن والغرب التي تعتاش على تمزيق الدول والشعوب وتستثمر بالحروب والتبعية والخراب، ولفت إلى دعاية الأنظمة الحكومية لأن أكثر السياسيين مجرد سماسرة همهم الكرسي والثروة والعائلية لا الناس، والمطلوب حماية الناس عن طريق تنمية الإنسان وتجيير الإمكانات الحكومية والأهلية لبناء أرضية نظام سياسي عادل بقاعدة حقوقية ونظام مؤسسات يمنع الاستبداد والفساد والشخصنة ومغارة الصفقات والتلزيمات، وكان صريحا جدا بخيانة كثير من الأنظمة العربية لشعوبها بحيث تحولت أغلب الشعوب مجرد عمال مرتزقة بمزرعة سلطان سياسي يعتقد أن الدولة والمؤسسات والوطن والناس والموارد مزرعة لعائلته".

وأردف قائلًا "لبنان اليوم يعاني من أسوأ انهيار اقتصادي وفشل سياسي وتحريض طائفي وحصار دولي إقليمي وسط تبعية حولت لبنان فريسة مجانية لأميركا وغيرها، والحل اليوم بانتفاضة وطنية لقطع يد أميركا عن لبنان، والأكيد أن أميركا سبب أكبر الكوارث التي نعيشها اليوم، كما أن النظام السياسي اللبناني جزء من الكارثة التي تطحن لبنان، والمطلوب تطوير النظام السياسي والخيار الدولي، ولا مجال أبدا للتعايش مع عدو يريد خنق لبنان، لذلك الخيار الشرقي ضرورة وجود وإنقاذ للبنان، وعلى الشعب اللبناني أن يفهم أن العالم تغير جدا وأن النظام العالمي السابق انتهى، وأن النظام العالمي الجديد ينتقل سريعَا إلى الشرق، والمطلوب أن نكون شرقيين بشبكة الأسواق والموارد ومشاريع التنمية وأسباب القوة والحضور، وأن يكون خيار الإنقاذ عبر الشرق".

وأكد قبلان أن "الموقف من واشنطن، التي تدير لعبة خنق لبنان عبر تسونامي مالي نقدي بما في ذلك تشحيل المحروقات والدواء والغذاء والأسباب المعيشية وتتلاعب بمنصات الدولار وتمنع المساعدات والأموال والتنقيب البحري، يكون عبر بديل قوي، وهو اليوم متمثل ببكين وموسكو وطهران والعروض الموجودة الآن تكفي لإنقاذ لبنان ووضعه على سكة دولة إقليمية نامية وقوية، وسفن المحروقات الإيرانية بمختلف أنواعها هدفها إنقاذ مصانع ومعامل البلد، وما زال عرضها لكهرباء 24/24 فضلًا عن المشروعات الهيكلية الكبيرة موجودًا على الطاولة ولا يحتاج إلّا إلى إرادة وطنية شجاعة".

وختم مؤكدًا "المطلوب من القيادات الليبية إنهاء هذه القضية بالمعلومة والوقائع والتفصيل والقرار السياسي، وسيبقى موسى الصدر إمام الوطن والإنسان، ما دام هناك وطن وإنسان. ولن ننسى موسى الصدر والليالي التي خيمت بربوعنا حيث جلسات الليل الطويلة على مائدة فكره وعقله وهمومه وخياراته والوصية الأساس: لبنان والأوطان والشعوب المظلومة والنظام السياسي، وطالما كان همه بدولة إنسان عادلة، لأن أكبر قداسة الله تبدأ بالإنسان".

المصدر:الوكالة الوطنية