لبنان| السيد فضل الله: للاسراع في تأليف حكومة قادرة على إنقاذ البلد
26/08/2022 | 14:03
ألقى السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، وقال: " البداية مما يتهدد اللبنانيون على الصعيد المعيشي والحياتي بفعل الارتفاع المستمر في سعر صرف الدولار الأميركي على حساب الليرة اللبنانية، والذي نرى تداعياته في ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية والمحروقات وكلفة الدواء والاستشفاء والنقل وكافة احتياجات المواطنين في بلد "مدولر"، وحتى عدم توافرها أو النقص فيها، وحسنا فعلت الحكومة بتجميدها القرار الصادر عنها برفع الدولار الجمركي إلى حدود العشرين ألف ليرة والذي لو طبق كان سيؤدي إلى انفجار اجتماعي".
وأمل ألا يكون هذا التجميد موقتا وآنيا لتعاود الحكومة رفعه مجددًا بعد استيعاب ردود الفعل التي حصلت.
وأضاف: "مع الأسف يجري كل ذلك فيما يستمر الانهيار على صعيد خزينة الدولة وعلى صعيد المؤسسات، حيث لا يبدو في الأفق وحتى الآن أية مساعدات خارجية تنقذ الخزينة الفارغة وبوادر لتشكيل حكومة تدير شؤون البلد في ظل الخلاف المستحكم حولها أو حول آليات التشكيل، فيما يتم التعامل مع الفراغ كأمر واقع على صعيد رئاسة الجمهورية لعدم إمكانية التوافق على هذا الرئيس، وعدم قدرة أي من المحاور السياسية على فرض خياره، ما يجعل المشهد الذي سيحصل بعد خلو موقع الرئاسة غامضًا، وقد تكون تداعياته خطيرة وكارثية".
وتابع أننا أمام كل هذا الواقع الذي وصلت إليه الدولة وبات يهدد كيانها واستقرارها، وأمام الواقع الصعب الذي بات يعاني منه اللبنانيون ويتهدد حياتهم وأمنهم واستقرارهم في هذا البلد، نجدد دعوتنا لكل من يديرون الواقع السياسي الخروج من حالة الإنكار لكل ما يجري والتعامل مع البلد وكأنه بألف خير إلى العمل بكل جدية ومسؤولية لإخراجه من حال الانهيار الذي وصل إليه، وكما قلنا سابقا نقولها اليوم أنتم قادرون إن خرجتم من حساباتكم الضيقة وأنانيتكم ومصالحكم الخاصة.
وجدد الدعوة في هذه المرحلة إلى الإسراع بتأليف حكومة قادرة على تلبية احتياجات المواطنين الملحة والأساسية وملء الفراغ الرئاسي وإنقاذ البلد من الانفجار الاجتماعي والسياسي المحتمل.
وأردف: "بخصوص مسألة ترسيم الحدود البحرية حيث يستمر العدو بسياسة المماطلة في الإجابة على الشروط اللبنانية ويقرن ذلك بالتهديد إن طالب لبنان بحقه بأن لا استخراج للغاز إن لم يحصل لبنان على حقه، ونحن على هذا الصعيد، ما زلنا نقف مع أي جهد يبذل لأجل إيجاد حل يضمن حقوق اللبنانيين كاملة، لكننا في الوقت نفسه ندعو إلى الحذر والجهوزية من مغامرات قد يقدم عليها هذا العدو لحرمان لبنان من حقه، وفي الوقت نفسه، نشدد على إبقاء الموقف اللبناني موحدا، والكف عن كل ما يؤدي إلى إضعافه أو منعه الاستفادة من مواقع القوة التي يملكها".
وختم فضل الله :"أخيرًا، نلتقي بالذكرى السنوية الرابعة والأربعون لجريمة العصر، وهي اختطاف الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، الذي كان من الواضح أن المراد منه استهداف الخط الذي رسمه، والذي عبر عنه في موقفه الصلب في مواجهة الفتنة الداخلية والحرمان والفساد والاحتلال، إننا سنبقى نرى في تغييب هذه الشخصية جريمة تطاول كل الطوائف والمذاهب وكل المواقع السياسية، ومن مسؤولية الجميع بذل الجهود للكشف عن الغموض الذي لا يزال يلف هذه القضية، والوفاء لكلّ التوجهات والمعاني والقيم التي عمل من أجلها، لرفع الحرمان ودعم المقاومة وتعزيز العلاقات العربية الإسلامية".