في ملف الدعوة الحوارية لرئيس مجلس النواب نبيه بري، نقلت صحيفة "البناء" عن مصادر نيابية أنها أحصت تأييد 95 نائباً لمبادرة الرئيس بري الحوارية، مشيرة إلى أن عشرة نواب آخرين يدرسونها بإيجابية.

كما أن "نواب القوات والكتائب مرتبكون لاستعجالهم إعلان رفض المبادرة وفتْحَ النار عليها".

وبحسب مصادر "البناء" فإن الرئيس بري رمى الكرة إلى ملعب المعارضة ونزع منها كل الذرائع والحجج التي تتستر خلفها لرفض الحوار وتعطيل الإستحقاق الرئاسي كونه قدَّم مبادرة وسطية "تجمع بين عقد حوار وطني كما يريد فريق الثامن من آذار والفرنسيون وبين الدعوة إلى جلسات انتخابية مفتوحة كما يطالب فريق المعارضة".

بدوره اعتبر عضو "تكتل التوافق الوطني" النائب فيصل كرامي، أن الرئيس نبيه بري يطلق بمبادرته الحوارية صافرة الإنذار الأخير، قائلاً لصحيفة "اللواء": إذا لم نتحاور وننتخبْ رئيساً للجمهورية في أيلول الجاري فإن تشرين سيأخذ لبنان إلى مجهول لا أحد يعرف إلى أين سيقودنا، مضيفاً: انطلاقاً من مسؤوليته الوطنية يقارب رئيس المجلس الأزمة بالتعامل مع النصف الملآن من الكوب ويقول لمن يجب أن يفهموا ولم يفهموا بعد إن لبنان بدأ ينزلق إلى الهاوية وإن انفتاح بعضنا على بعض و"لبننةَ" الاستحقاق الرئاسي أصبحا في هذه اللحظة الحرجة أقوى من أي نص دستوري لأن القضية تتعلق بوجود لبنان.

وفي هذا السياق، رحب النائب طوني فرنجية بالدعوة إلى الحوار، وقال لصحيفة "الجمهورية": نحن مع أي دعوة مماثلة، والدعوة الصادرة عن الرئيس بري هي دعوة عقلانية ينبغي التجاوب معها، لأن من شأنها إزالةَ هذا التعثر في المسار الرئاسي، متوجهاً إلى من لا يريدون الحوار بالسؤال: هل المطلوب هو الانتحار الجماعي؟

من جهته وصف النائب الياس جرادة دعوة الرئيس بري بالايجابية جداً، وقال لصحيفة "الجمهورية": من الضروري البناء عليها بحيث تكون لدينا المسؤولية والذكاء الكافي لننحى تُّجاه بلورة حلول ومخارج للأزمة، مضيفاً: برأيي أن هذه الدعوة جاءت في وقتها، وهي تعد مخرجاً مشرّفاً للجميع من دون كسر عظم.

ودعا الأمين العام لحزب "الطاشناق" هاغوب بقرادونيان إلى فتح أبواب الحوار بين الأطراف المختلفة من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، آملاً عبر صحيفة الجمهورية أن تحصل في أيلول الجاري تغيرات في طريقة مقاربة الملف الرئاسي ونصلَ إلى انتخاب رئيس توافقي في المدى المنظور.

وحذر بقرادونيان من الانهيار، قائلاً: إن لم يُنتخب رئيس، أخشى انهيار الدولة واستغلالَ أطراف خارجية الوضع اللبناني، مضيفاً: من هنا دعوتنا إلى التشبث بالوطن وبمقاومة كل من يريد إيصال البلد إلى ما قبل العصر الحجري سواء أكانت "إسرائيل" أم غيرَها.

وكان نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب قال بعد زيارته عين التينة إن دعوة الرئيس بري للحوار تهدف للخروج من المأزق الذي يشهده الملف الرئاسي.