الشيخ الخطيب: لماذا تدينون المقاومة وتسكتون عن المحتلّ والمعتدي؟
09/02/2024 | 14:30
أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب أن: "التقدم المادي الهائل الذي يتمتع اليوم عالم الغرب لمّا لم يصاحبه القيم والاخلاق غدا وحشًا يفترس ولا يشبع، من دون أن يرف له جفن أو تدمع له عين، ولا يتورع عن ارتكاب أي جناية مهما بلغت، بل على استعداد ليرتكب أفظع الجرائم طالما تتحقق له أهدافه، كما آلت اليه أمورنا اليوم في غزة". وأشار إلى أن: "القانون الدولي يُعطل مع الجرائم الشنيعة والأهوال الفظيعة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة أمام سمع وبصر، بل بمعونة وحماية وتوجيه الغرب المنافق، من دون أن يرف له جفن او تدمع له عين".
وفي خطبة الجمعة في مقر المجلس، تساءل الشيخ الخطيب: "ما الذي يدفع الشعب الفلسطيني إلى دفع هذه الأثمان الباهظة لولا هذا الظلم الفادح الذي يتعرض له والشعور بفيض الكرامة التي تدفعه الى الشهادة والاستبسال والتضحية بابنائه ونسائه وشبابه، في مواجهة غير متكافئة ماديًا مع الظالمين من طواغيت العصر وجبابرته، وتزيده شعورًا بفائض القوة المعنوية وهو على قناعة بأن النصر والغلبة مكتوب له حتمًا".
وقال سماحته إنّ: "الغرب لم يسقط؛ لأن السقوط يكون لمن موقعه في الأعلى أما الغرب فقد كان بمبادئه وفلسفاته التي دعته لارتكاب هذه المظالم وقد كان منذ أن تبناها ساقطًا"، وأضاف: "أما الاكثر سقوطًا فهم الذين تولوه ومن يتولهم فهو منهم أولئك الذي لا نسمع منهم إدانة لهذه الجرائم؛ بل يدينون المظلوم ويحرضون عليه ويتهمونه، وكأن الدفاع عن الأرض والسيادة في مقابل المعتدي والمحتل خيانة لا من يتخلى عن السيادة والكرامة الوطنية ويتعامل مع العدو"، سائلاً: "لماذا تدينون المقاومة وتسكتون عن المحتلّ والمعتدي وبعضهم كل يوم هم في شأن يومًا يمتدحون وفي اليوم التالي ينقلبون، هل يتغير الموقف تبعًا لتهديد أو لاغراء؟ قليلًا من الثبات والاتزان والحكمة، أيها المترددون".
وتابع: "إنّني انصح هؤلاء بأن يتخلوا عن خلفياتهم الطائفية التي تمنعهم من رؤية الأمور على غير حقيقتها وأن ينظروا إليها من خلفية وطنية، فإن هذا كفيل برؤية الأمور على واقعها وحقيقتها كما أن عليهم أن يتذكروا أن المقاومة لم يكن دفاعها عن الوطن إلا من منظور وطني وأنتم تعلمون حق العلم بذلك وأثبتت انها أكثر وعيًا والتزامًا بالوطنية وبُعدًا عن الطائفية. حكمنا فكان العدل منا سجية، حكمتم فسالت من دمانا الأنهر".
ودعا الشيخ الخطيب إلى التضامن مع أنفسنا ومع أهلنا مع أهالي الشهداء الذين يستحقون منا الكثير، هؤلاء الذين ضحوا بأعزّ ما يملكون وهم ابناؤهم ، أليس يقتضي الواجب أن نحترم تضحياتهم بدل أن نوجعهم بكلمات تسيء لتضحيات أبنائهم الذين استشهدوا في سبيل الله والوطن ببيانات تفوح منها رائحة الطائفية وأبعد ما تكون عن الوطنية؟. كما أن الواجب بل أقله هو العناية بأبنائنا الذين نزلوا من قراهم فما لنا لا نسمع لهم حسيسًا ولا همسًا، أين أجهزة الدولة؟ وأين الحكومة؟ وما هي خططها؟ وأين المنظمات الدولية والإنسانية؟ أليس هذا من صلب واجباتها الدولة التي تدعي الإفلاس؟ لماذا تقفل أبواب المؤسسات في الدولة كالدوائر العقارية النافعة وتسجيل السيارات؟ أين المؤسسات الدولية من استخدام العدو للقنابل الفسفورية؟".
وختم الخطيب: "أعود لأكرر الإدانة للعدوان الأميركي على دولة العراق الشقيق واستهداف الحشد الشعبي وقيادته حماية للمعتدي الصهيوني، ونتقدم من دولة العراق وشعبه وحكومته والحشد الشعبي وسوريا العزيزة بأحرّ التعازي ونسأل الله الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى وأن يمنّ تعالى بالنصر والعزة على المقاومة وشعوبنا الأبية".