"بوليتيكو": فرنسا وأوروبا إلى حفرة سوداء.. هذا ما يحلم به بوتين وشي جين بينغ
25/06/2024 | 21:15
وصفت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، الانتخابات البرلمانية المقبلة في فرنسا على أنها الأكثر "تدميرًا" منذ الحرب العالمية الثانية، "ليس فقط لفرنسا بل للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
واعتبرت أن موقف فرنسا القيادي في الاتحاد الأوروبي، ومقعدها في مجلس الأمن، ونطاقها العسكري كقوة عالمية، يجعل هذه الانتخابات بمثابة "انتخابات عالمية"، تتشابه والانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة والمنافسة بين الرئيس بايدن وترامب في تشرين الثاني/نوفمبر.
وأظهرت أحدث استطلاعات الرأي، أن التجمع الوطني اليميني المتطرّف وحلفاءه بقيادة مارين لوبان، يتوقعون الحصول على نسبة تتراوح بين 35.5% و36% من الأصوات، متقدمين على الجبهة الشعبية الجديدة التي تضم أحزاب اليسار (27% إلى 29.5%)، ومعسكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (19.5% إلى 20%).
ورأت "بوليتيكو"، أن هذه الانتخابات "لن تمثل الهزيمة فحسب لماكرون، بل أيضًا القضاء على الماكرونية". كما وصفت الصحيفة، فترة ماكرون الرئاسية على أنها تجربة "مشوشة" خاضها الرئيس "الذي حاول ببلاغة في كثير من الأحيان، وبطريقة خرقاء في بعض الأحيان".
وتقدر "بوليتيكو"، أن لوبان لا تضمن قدرتها على تشكيل الحكومة، بعد إعلان المرشح لرئاسة الوزراء في حال فوز لوبان، جوردان بارديلا، رفضه تشكيل حكومة، ما لم يحصل على أغلبية واضحة.
وعلى الرغم من نتائج الانتخابات، سيبقى رئيسًا حتّى عام 2027، علمًا أنّ السلطة الدستورية في فرنسا، تتركز في البرلمان والحكومة، ما يعزّز الانقسام السياسي في فرنسا، إلى حين موعد الانتخابات الرئاسية بعد 3 سنوات.
وأشارت الصحيفة إلى أن التجمع الوطني الذي تقوده لوبان، سيبذل قصارى جهده لإضعاف الاتحاد الأوروبي، في ما يلتزم اليمين المتطرّف بسياسات التمييز بين الفرنسيين والأجانب، وحتّى بين الفرنسيين أنفسهم.
في المقابل، عمل ماكرون بحسب "بوليتيكو"، على تعزيز الاتحاد الأوروبي، والتوفيق بين الفرنسيين وقوى السوق، وإيجاد توازن جديد ومستدام بين أوروبا والولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة، إن حكومة التجمع الوطني ستكون بمثابة "خنجر في بطن الوحدة الغربية والأوروبية وتهدّد بتسلل روسيا إلى أجهزة الاستخبارات الفرنسية والغربية".
وتختم "بوليتيكو" بالقول، أنّ هذا السيناريو هو ما يحلم به الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ، لما من شأنه أن "يدفع فرنسا وأوروبا والعالم إلى حفرة سوداء من الاضطراب في القيم والتحالفات الغربية".