لبنان| الجنوب ودّع الشيخ حسن طراد بموكب مهيب في بلدة معركة
12/08/2024 | 15:52
شيعت حركة أمل والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والجنوب العلامة الشيخ حسن طراد في بلدة معركة، وتقدم موكب التشييع مسيرة كشفية لـ"كشافة الرسالة الإسلامية" وحملة الرايات والأكاليل، بمشاركة ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل خليل حمدان، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، والنواب: أيوب حميد، علي خريس، حسن عز الدين وأشرف بيضون، ومفتي صور وجبل عامل الشيخ القاضي حسن عبد الله، وقيادات من الحركة وحزب الله ولفيف من العلماء وفاعليات سياسية ودينية وبلدية واختيارية وثقافية واجتماعية وحشد من الأهالي.
حمدان
وألقى حمدان كلمة، استذكر فيها "مسيرة العلامة الشيخ طراد وهو الذي رافق القادة الشهداء في خطاهم ووقف معهم وأرشدهم طيلة مسيرتهم وكان من المقاومين وحافظ سر المقاومة"، وقال: "إن هذه المقاومة لم تكن لمرحلة محدّدة ولا ليوم محدّد، إنما هي الخيار الحقيقي في وجه عدو "إسرائيلي" متغطرس يستهدف الأبرياء ويشن حملة إبادة جماعية، وقد حول المستشفيات والمدارس إلى مقابر، وتحول الجيش "الإسرائيلي" من جيش مقاتل لا يقهر إلى جيش قاتل، وأمام مرأى من العالم هناك أطفال تقتل ومجازر ترتكب، في حين أن الخارج ينتظر ما تعترف به "إسرائيل" وما لا تعترف به، في ما هذا العدوّ يستمر في إجرامه".
واعتبر حمدان أن "الخيار هو خيار الإمام السيد موسى الصدر "المقاومة خير مطلق و"إسرائيل" شر مطلق، فإذا لقيتم العدوّ فقاتلوه بأسنانكم وأظافركم وسلاحكم مهما كان وضيعًا"، مؤكدًا أن "المقاومة هي أفواج المقـاومة اللبنانية "أمل" التي قدمت الشهـداء وتضحي وهي أبطال كشافة الرسالة الإسلامية الذين يقومون بعمليات إنقاذ في ظروف صعبة وقاسية، هي المقاومة الإسلامية، هي مقاومة أهل غـزة وأبناء غـزة ومقاومة الشرفاء على مساحة العالم العربي لكي يستمر العطاء في العلم والجهاد والشهادة".
وأكد حمدان أن "المقاومة باقية كما قال الرئيس بري، وعلى الذين يحاولون الاستقالة من مهامهم في مواجهة هذا العدوان "الإسرائيلي" أن يعيدوا حساباتهم لأن هذا البلد مستهدف من قبل العـدو "الإسرائيلي" بعيشه الواحد، وأن وحدة الموقف والعيش المشترك يشكلان صفعة حقيقية لهذا العدو".
وختم مقدما التعازي باسم الرئيس نبيه بري وحركة "أمل" و"كشافة الرسالة الإسلامية".
الخطيب
بدوره أكد الشيخ الخطيب أن "العلامة طراد أدى الرسالة في خدمة أهله وخصوصًا في جبل عامل واستمر في لعب دوره في التوجيه، وكان وارثًا بحق للأنبياء في العلم والأدب وتحمل المسؤولية تجاه القضايا التي تشغل وطنه وأمته وبلاده، ولم يكن جليس بيته، إنما انخرط في العمل إلى جانب المقاومة والشباب في مواجهة كلّ الأخطار الفكرية والسياسية والعسكرية أمام تهديدات العدو، ووقف إلى جانب الإمام السيد موسى الصدر وحركته في مواجهة كلّ المشاكل التي عانى منها لبنان، لذلك اليوم نفتقد أمينًا من أمناء الرسل وعالمًا مجتهدًا كبيرًا نحن بأشد الحاجة إليه في هذه المرحلة الصعبة التي نعيشها".
وقال: "لقد كان جبل عامل دائمًا مليئًا بالعلماء الذين واصلوا واجبهم وواصلوا وظيفتهم في خدمة الدين والناس ومواجهة الأعباء الذين يهدّدون بلادهم، فجبل عامل هو جبل المقاومة، والعلم والحوزات العلمية تساوي جبل عامل، ونحن خسرنا خسارة كبيرة في لبنان وجبل عامل، خسرنا عالمًا كبيرًا".
واعتبر أن "من يقف أمام تهديدات العدوّ هو جبل عامل الذي حرر أرضه ووقف في وجه العدوّ فاضطرّ أن ينسحب خاسرًا ذليلًا أمام قوة وصمود وسلامة فكر أبناء جبل عمل الذين ثبتوا على هذا الخط".
أضاف: "في هذه الأوضاع الصعبة التي نمر فيها، نقف بصلابة وقوة ومن دون خوف من كلّ التهديدات التي تواجه لبنان، حيث تؤدي المقاومة واجبها في مواجهة هذا العدوّ على كلّ الصعد، ولكن من المؤسف أن يكون لبنان في هذا الانقسام بدل أن تكون هذه الأخطار والتهديدات دافعًا للبنانيين ليكونوا أكثر انسجامًا وتوحدًا، ليتركوا الخلافات السياسية إلى ما بعد اجتياز المرحلة الخطيرة لأن الاختلاف اليوم سيشكّل خسارة للبنانيين جميعًا وسيخسر كلّ لبنان، لذلك فلنتعلم من المرحلة الماضية ولنكن موحدين في مواجهة الأخطار ليس فقط لتنتصر المقاومة لأن المقاومة ستنتصر، بل ليكون لهم شرف المشاركة في هذا الانتصار".
بعدها أم الخطيب الصلاة على الجثمان، ثمّ سار الموكب باتّجاه جبانة معركة حيث ووري العلامة في الثرى، ثمّ كانت كلمة رثاء للشيخ محمد بزي في روضة الشهداء، أكد فيها "مزايا الراحل منذ تاريخه في النجف الأشرف إلى تواجده مع المقاومين والشهداء في جبل عامل وارتباطه الوثيق مع القادة الشهداء، لا سيما الشهيدين محمد سعد وخليل جرادي ووقوفه إلى جانب المقاومين والمجاهدين في كلّ محطات جبل عامل"، مشيرًا إلى أن "جبل عامل يفقد بفقدان العلامة طراد أحد دعائم المقاومة المؤسسة مع الإمام السيد موسى الصدر".