قال السيد علي فضل الله إن "الأحداث الدامية التي دارت رحاها في الجبل الأسبوع الفائت كشفت مدى هشاشة الواقع الداخلي، ومدى التوتر الذي يحكم علاقة الجهات السياسية بعضها بالبعض الآخر، والتي يفترض أنها تدير البلد، وعليها يقع عبء إخراجه من كل الأزمات التي يعانيها".

وفي خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمامين الحسنين أضاف السيد فضل الله: "نعيد التأكيد على ثوابت لا بد من أن تحكم كل الواقع السياسي في هذا البلد منعًا لأي فتنة، وهو أن لا مكان لمنطق الغلبة في لبنان فهو محكوم بالتوافق فمنطق الغلبة هو مشروع فتنة، ولبنان بلد مفتوح على بعضه البعض، لأن تكريس وجود مناطق مقفلة سيزيد من تباعد اللبنانيين ويعزز الهواجس والمخاوف فيما بينهم ويكرسها، والمصلحة الوطنية تقتضي اعتماد الخطاب العقلاني المتوازن، والخروج من الخطاب الانفعالي والاستفزازي، وكل ما من شأنه تجييش الشارع وشد العصب الطائفي، فقد أثبتت وقائع الماضي خطورة لعبة إثارة الغرائز وشد العصب، فهي إن انطلقت لن تكون دائما بيد مطلقيها بل غالبًا ما تكون على حسابهم".