لبنان| السيد فضل الله: لتلبية دعوة الرئيس بري والتوافق على رئيس قادر
06/12/2024 | 12:17
ألقى السيد علي فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، على منبر مسجد الإمام الحسنين (ع) في حارة حريك، وقال: "البداية من العدوان الصهيوني الذي لم يتوقف عن هذا البلد، رغم القرار الذي صدر عن هذا الكيان بالقبول بوقف إطلاق النار والتزام الحكومة اللبنانية به، حيث يستمر العدو بخرق هذا القرار عبر طلعاته الجوية وفي التهديد لأهالي العديد من القرى اللبنانية بمنع الدخول إليها والقصف الذي تعرضت له العديد من المواقع اللبنانية في جنوب الليطاني وفي شماله وعلى الحدود، أو في توسعة دائرة احتلاله لمساحات من الأراضي في الشريط الحدودي والتي كان قد عجز عن الوصول إليها بسبب استبسال المقاومة في الذود عنها، أو في التدمير الممنهج والتجريف للبيوت والمباني في القرى التي سيطر عليها وتحويلها إلى قرى غير صالحة للسكن".
وأضاف: "وقد أصبح من الواضح أنه يهدف من وراء ذلك إلى إيجاد منطقة عازلة على حدود كيانه خالية من السكان وتكريس ما يدعيه من حق منحه له الاتفاق باستهداف أي منطقة في الداخل اللبناني يراها تهديدًا له، وذلك بغية الظهور أمام الرأي العام داخل كيانه وخارجه بأنه لا يزال هو الأقوى والمبادر في هذه الحرب".
وتابع: "في هذا الوقت، يستمر لبنان الرسمي بتمسكه بهذا القرار وتنفيذ بنوده وترك المجال للجنة المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار التي عليها القيام بمسؤولياتها واتخاذ كل الإجراءات التي تمنع العدو من الاستمرار في هذه الانتهاكات والتمادي فيها".
وأردف: "نحن في هذا المجال، نشدد على ضرورة التطبيق الكامل لبنود الاتفاق واحترامه، ويبقى على كل الدول الراعية لهذا الاتفاق وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية الإسراع بأداء دورهم وعدم التلكؤ والتباطؤ الذي لا نزال نشهده في التعامل مع خروقات العدو".
ونوه بإسراع الدولة اللبنانية بالقيام بالدور المطلوب منها بنشر الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية، لكن يبقى على اللبنانيين الحذر من هذا العدو وإبقاء الجهوزية وأن تتوحد جهودهم في مواجهة أي اعتداء قد يقدم عليه بعد التصريح الذي جاء على لسان رئيس وزراء العدو بأن ما حصل هو وقف إطلاق النار فيما لم يتم بعد وقف الحرب على لبنان، وقد أثبت لبنان طوال المرحلة الماضية أنه ليس ضعيفًا وليس لقمة سائغة لهذا العدو كما يشتهي".
واستطرد فضل الله: "في هذا الوقت يستمر اللبنانيون في العمل لرفع آثار هذا العدوان الذي أصاب الحجر والبشر وهنا لا بد أن ننوه بالدور الذي قامت وتقوم به البلديات والجهات الداعمة لها، سواء في الضاحية الجنوبية أو في الجنوب والبقاع التي سارعت في أول يوم وقف إطلاق النار إلى فتح الطرقات ورفع الأنقاض رغم قلة إمكاناتها وقدراتها".
ودعا الحكومة إلى القيام بواجبها بدعم هذه البلديات ماديًا وبالإمكانات والمعدات لاستكمال دورها في رفع الركام الكبير من الأبنية، إذ لا يزال المتضررون من العدوان ينتظرون من الدولة الإسراع بالقيام بواجبها اتجاههم من خلال مد يد العون لهم، وترميم المباني التي تضررت وتأمين المسكن لمن تهدمت بيوتهم بعدما أصبح واضحًا مدى العبء الذي بات يلقي بكاهله على من يريد الاستئجار ولا سيما بوجود من بات يستغل هذه الحاجة لرفع بدلات الإيجار من دون أن يأخذ في الاعتبار التداعيات التي تترتب على ذلك.
وأردف: "في الوقت نفسه، نجدد دعوتنا لكل القوى السياسية في المجلس النيابي لتلبية الدعوة التي أعلنها رئيس المجلس النيابي لانتخاب رئيس الجمهورية للتوافق على رئيس قادر على قيادة هذه المرحلة الصعبة والمليئة بالتحديات من الداخل والخارج والبدء بمرحلة انتظام عمل المؤسسات الدستورية، بعدما أصبح واضحًا أن هذا لن يتم إلا بتوافق بين وبتضافر جهودهم جميعًا".
وقال إنه من المؤسف أن هناك لا يزال يراهن على تحولات قد تحصل في الداخل والخارج تفضي بتغييرات لمصلحته فيما أثبتت الوقائع عدم صحة هذا الرهان وواقعيته، وأن هذا الوطن لا يبنى بسيطرة فريق على فريق آخر أو طائفة على أخرى بالغلبة.