لبنان| السيد فضل الله: العدو تجاوز في اعتداءاته القرى التي احتلها خلال العدوان إلى قرى عجز عن دخولها بفعل صمود المقاومين
20/12/2024 | 13:33
لفت العلامة السيّد علي فضل الله، إلى استمرار العدو في انتهاكاته واعتداءاته على لبنان وخرقه لاتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن العدو تجاوز في عمليات التفجير، القرى التي احتلها في خلال عدوانه إلى قرى كان قد عجز عن الوصول إليها بفعل صمود المقاومين وتضحياتهم كالذي حصل في الناقورة أو بني حيان، فيما لا زال يماطل في تنفيذ المرحلة الأولى بالانسحاب الكامل التي كان من المقرر أن يتم في الخيام، ما يسمح للجيش اللبناني بالانتشار التام فيها وعودة الأهالي إليها.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك: "يجري كلّ ذلك على مرأى ومسمع من اللجنة المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار، بل هناك تفجيرات للمنازل كانت تحصل على مقربة من مكان اجتماعها في الناقورة، من دون أن تحرك ساكنًا أو تتّخذ أي إجراء يردع العدوّ عن التمادي في خروقه، ما بات يلقي بظلال الشك عن مدى جدية هذا العدوّ بالتطبيق لقرار وقف إطلاق النار، ومدى جدية الدول الراعية لهذا القرار بالقيام بمسؤولياتها في الضغط على هذا الكيان، وكأن المطلوب هو وقف إطلاق النار من جانب واحد وهو الجانب اللبناني".
تابع: "إننا أمام ما يحصل نحمّل المسؤولية للجهات الراعية للاتفاق بأن تضغط على هذا الكيان للتطبيق الكامل لبنوده، وعدم تركه رهينة تفسيرات العدوّ الذي ما يزال يعتبر أن الاتفاق يعطيه الحق في استهداف أي موقع يرى فيه تهديدًا لكيانه وفي أي وقت وحتّى بعد الستين يومًا من وقف إطلاق النار، فيما يحرص الجانب اللبناني على القيام بكلّ واجباته في تنفيذ القرار والتزامه".
ودعا السيد فضل الله إلى "موقف لبناني موحد في مواجهة ما يقوم به العدوّ الصهيوني، الذي هو مس بسيادة البلد لجميع الحرصاء عليها، وعدم السكوت عن ذلك أو تبريره لصالح العدوّ حتّى يشعر أنه لا يستهدف طائفة أو موقعًا سياسيًا بل هو يستهدف جميع اللبنانيين بكلّ طوائفهم ومذاهبهم ومواقعهم السياسية وأن مسألة السيادة لديهم لا تتجزأ، وأنه ليس صحيحًا أن يتم التعامل معهم من موقع أنهم مهزومون وضعفاء".
ونوّه باستمرار العمل على إزالة آثار العدوان ورفع الركام الهائل الذي يغطي مساحات كبيرة في الضاحية والجنوب والبقاع، مشددًا على ضرورة توفير القدرات البشرية والمادية للإسراع بذلك، ما يسمح بعودة الأهالي والمؤسسات والمحال التجارية إلى العمل، معربًا عن تقديره للجهات التي تتولى مساعدة المتضررين شعورًا منها بواجب الوفاء لتضحيات هذا الشعب"، مطالبًا الدولة بمواكبة ذلك.
حول التطورات في سورية أعرب السيد فضل الله عن "الخشية من الذين يدخلون في خط هذا البلد لإثارة الفتن الطائفية والمذهبية والقومية والعرقية والفوضى وباعتماد سياسة الثأر وتصفية الحسابات بدلًا من حكم القانون، والخشية كلّ الخشية من العدوّ الصهيوني الذي يكشف كلّ يوم عن أهدافه الخطيرة في العمل لانتزاع ما بقي من عناصر القوّة فيه".
وتوجه بالتحية إلى الشعب اليمني على دوره في مساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة المجازر اليومية التي يتعرض لها أهل غزّة، معربًا عن ثقته بأن العدوان الصهيوني على اليمن لن يزيد الشعب اليمني إلا تصميمًا على الاستمرار بمساندته لغزّة وقضايا الأمة ووقوفه مع المظلومين فيها.
وختم: "ندعو الدولة اللبنانية إلى القيام بدورها تجاه مواطنيها لتأمين كلّ الظروف المادية وغير المادية، التي تضمن الإسراع بعودة النازحين من العراق بسبب الحرب على وطنهم بعد توقف الخطوط الجوية العراقية عن المجيء إلى لبنان".