نصر من الله

المرتضى من الرباط: لبنان صمد صمودًا أسطوريًا وقاوم عدوانا "إسرائيليًا" غاشما استهدف الحجر والبشر والبنية الثقافية والهوية الوطنية

المرتضى من الرباط: لبنان صمد صمودًا أسطوريًا وقاوم عدوانا "إسرائيليًا" غاشما استهدف الحجر والبشر والبنية الثقافية والهوية الوطنية

17/01/2025 | 10:25

أكد وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى أن "لبنان صمد صمودَا أسطوريًا وقاوم عدوانًا "إسرائيليًا" غاشمًا، استهدف الحجر والبشر كما استهدف البنية الثقافية والهوية الوطنية".

جاء ذلك في كلمة ألقاها في مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في العالم العربي، المنعقد في الرباط، تحت عنوان: "الصناعات الثقافية والإبداعية وتحديات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي"، بدعوة من وزير الثقافة المغربي محمد مهدي بنسعيد والمدير العام للمنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم "الألكسو" محمد ولد أعمر.

وإذ لفت إلى أن انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية جاء بالتوافق، أمل في أن "يكون العهد الجديد فرصةً لتثبيت التوافق وإطلاق عجلة الإنقاذ والتنمية".
وقال الوزير المرتضى: "في العام 2024، صمد لبنان صمودًا اسطوريًا وقاوم عدوانًا "إسرائيليًا" غاشمًا، استهدف الحجر والبشر كما استهدف البنية الثقافية والهوية الوطنية، بما في ذلك التأثير السلبي لاستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الاستهداف والتدمير ونشر الأخبار المضللة، للتلاعب بالرأي العام، وطمس الحقيقة".

ورأى أن "هذه التحديات شكّلت اختبارًا صعبًا لكيفية استخدام التكنولوجيا في الأزمات، ولدور المؤسسات الثقافية في الحفاظ على روح الوطن وتماسك مجتمعه وطرحت أمامنا أسئلة كثيرة عن دور الصناعات الثقافية في ظل الأزمات وعن مدى استجابتها لمقتضيات التحول الرقمي الذي تمليه الحضارة المعاصرة".

وأشار المرتضى إلى أن الصناعات الثقافية "أثبتت صمودها في لبنان وقدرتها على التعبير عن الواقع ونقل معاناة الشعب من خلال الفنون، الأدب، والإعلام الرقمي وهنا يتجلّى دور التكنولوجيا ليس فقط كأداة للتواصل، بل كوسيلة لخلق سرديات جديدة تحافظ على التراث وتعزز الوعي الثقافي في ظل الحروب والأزمات، وتضع أسسَ بناءِ الغدِ الأفضل". و
وقال: "أما في خصوص تحديات التحول الرقمي فيبرز في هذا السياق تحد رئيسي أمام الصناعات الثقافية، وهو كيفية تحقيق التوازن بين الحفاظ على الهوية الثقافية والانفتاح على التكنولوجيا الحديثة. الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي يتطلّبان إعادة صياغةٍ لآليات الإنتاج الثقافي، بما يضمن استمرارية الإبداع مع تبني معايير أخلاقية واضحة لاستخدام التكنولوجيا، وهو ما أكدته وثائق اليونسكو ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. (OCDE)" .

أضاف: " انطلاقًا من هذه الأسئلة، وفي ظل التجارب الصعبة التي مر بها لبنان، أطلقت وزارة الثقافة إستراتيجية التحول الرقمي الثقافي، وهي تعمل بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين، على وضع خطة وطنية تهدف إلى دعم المحتوى الثقافي الرقمي من خلال إنشاء منصات رقمية تروج للإبداع اللبناني، وتعزز الوصول إلى الإنتاج الثقافي محليًا ودوليًا، كما تتطلع إلى تعزيز مهارات العاملين في القطاع الثقافي عبر برامج تدريبية موجهة لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وإبداعي، ثمّ إلى تشجيع الابتكار في الصناعات الثقافية عبر احتضان مشاريع ثقافية ناشئة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة وتحفّز أخيرًا التعاون الإقليمي والدولي من أجل تبادل الخبرات وتطوير سياسات ثقافية رقمية متكاملة".

وختم المرتضى: "المطلوب اليوم بناء شراكات قوية بين الدول العربية لتطوير سياسات مشتركة تحافظ على التنوع الثقافي وتواجه تحديات التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك الاستخدام غير الأخلاقي للذكاء الاصطناعي.. ونحن أمام فرصة تاريخية لإعادة رسم المشهد الثقافي في عالمنا العربي عبر استثمار التكنولوجيا بشكل مسؤول وإبداعي. فلنجعل من التحول الرقمي وسيلة لتمكين الثقافة وليس تهديدًا لها، ولنعمل معًا من أجل مستقبل أكثر إشراقا يعزز هويتنا ويحفظ تراثنا"، سائلًا الله أن "يوفّقنا جميعًا كأمّة عربية لأن نأخذ على الدوام في الحسبان بأنه لا خلاص لشعوبنا أو نجاة، قبل لجم الأطماع الصهيونية وشفاء الجرح النازف في فلسطين السليبة الحبيبة".

المصدر:الوكالة الوطنية للإعلام

خبر عاجل