لبنان| تجمع العلماء المسلمين في رسالة إلى المسلمين: لن يكون بعيدًا لنحقق الانتصار الكامل على العدوّ الصهيوني

01/03/2025 | 16:33
وجّه تجمع العلماء المسلمين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، رسالة إلى المسلمين في العالم بعامة ولبنان وفلسطين بخاصة تلاها رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله، قال فيها:
"يطل علينا شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والمغفرة، ونحن أحوج ما نكون للتمسك بأهداب الدين الحنيف والامتثال لمفاهيمه التي جاء بها نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، في وقت يعمل أعداء الأمة على ضرب هذه المفاهيم والقيم من خلال ممارسات ظالمة لا تمت للدين بصلة، والإسلام منها براء".
وأضاف: "إن شهر رمضان المبارك هو شهر الانتصارات الإسلامية الكبرى في بدر الكبرى، وفتح مكة التي استطاع المسلمون رغم قلة العدد والعدة تحقيقها على جيش المشركين الكبير، ومن معاني الانتصار في هذا الشهر نعلم أن نصرنا على العدوّ الصهيوني سواء في فلسطين أو في لبنان أو في سورية هو أمر حتمي إذا ما تمسكنا بتعاليم الإسلام والتزمنا بالشرع الحنيف، وركزنا على الجهاد كسبيل وحيد لتحرير الأوطان".
وتابع: "لقد مر علينا في هذه السنة ألم كبير، وذلك من خلال استشهاد قادة عظام كالشهيد إسماعيل هنية والشهيد يحيى السنوار، والشهيد الأسمى والأقدس سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، وسماحة الشهيد السيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين، وقادة من المقاومة كبار كان لهم الفضل في الانتصارات الكبيرة التي حققتها المقاومة، إن هذه التضحيات كنا قد وطنا أنفسنا عليها، وهي لن تثنينا عن التقدم، بل ستكون حافزًا لنا للاستمرار في مشاريع المقاومة حتّى تحقيق الأهداف التي قضى من أجلها هؤلاء القادة".
وأعلن أنها "مسألة وقت ولن يكون بعيدًا لنحقق الانتصار الكامل على العدوّ الصهيوني، ولن تذهب دماء هؤلاء الأحرار الأبطال سدى، بل إنها ستبعث فينا الأمل من أجل التقدم نحو إنجاز الهدف الأكبر لأمتنا وهو القضاء على الغدة السرطانية، الكيان الصهيوني".
وقال إنّ "فرحتنا بقدوم الشهر المبارك يجب الا تنسينا آلام الشعوب الرازحة تحت نير الاحتلال في فلسطين ولبنان وسورية، هذه الشعوب التي تعاني من الاحتلال الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي على الأمة الإسلامية تقديم كلّ الدعم اللازم لها ماديًا وسياسيًا ومعنويًا لرفع الظلم عنها، والعمل لاجتثاث الغدة السرطانية الصهيونية والغدة التكفيرية المتولدة عنها، والتي تسير على نفس نهجها وتتبع نفس الأسلوب، إننا في هذا الشهر المبارك نؤكد النقاط التالية:
أولًا: على صعيد الوحدة الإسلامية، لقد أفرزت معركة طوفان الأقصى ومعركة الإسناد، ثمّ أولي البأس والصواريخ والمسيرات اليمنية والعراقية التي انهالت على العدوّ الصهيوني تجسيدًا عمليًا للوحدة الإسلامية التي أزعجت العدوّ الصهيوني وقوى الاستكبار العالمي، حيث أثبتت هذه المعارك وبشكل واضح أن الصراع في الأمة الإسلامية ليس صراعًا مذهبيًا، بل هو صراع سياسي بين نهجين، نهج مقاومة تقوده الجمهورية الإسلامية في إيران، ونهج استسلام للشيطان الأكبر بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.
ثانيًا: ندعو الشعب اللبناني إلى التضامن ونبذ الخلاف والتوجّه نحو خطوات إصلاحية تقضي على الفساد، العدوّ الأول للبنان، ونؤكد على دعم خيار المقاومة كخيار وحيد لاسترجاع أراضينا المحتلة، في النقاط الخمسة التي ما زال العدوّ الصهيوني يحتلها، وفي تلال كفرشوبا ومزارع شبعا والقسم الشمالي من قرية الغجر ضمن الثلاثية الماسية التي حمت وحررت لبنان "الجيش والشعب والمقاومة"، ولكي لا يفكر العدوّ الصهيوني بالاعتداء على ثرواتنا النفطية والمائية واستباحة أجوائنا ومياهنا الإقليمية ونستنكر كلّ محاولات النيل من شرعية سلاح المقاومة ونعتبرها خدمة مجانية للعدو الصهيوني.
ثالثًا: ندعو لأن تكون الانتخابات النيابية القادمة محطة للشعب اللبناني لمحاسبة من كان سببًا بالأزمة الاقتصادية ومن تخاذل عن الوقوف بوجه الاملاءات الأميركية، ونؤكد ضرورة التنافس على أساس البرامج الانتخابية لا العصبية المذهبية والطائفية، وإقرار قانون انتخاب عصري، مبنيّ على أن لبنان دائرة انتخابية واحدة وعلى أساس النسبية.
رابعًا: يدعو تجمع العلماء المسلمين في هذا الشهر المبارك إلى إعادة فلسطين إلى مركز الصراع وجعلها أولوية لدى الشعوب والمنظمات، وهنا فإننا نتوجه بالتحية لأبطال المقاومة في فلسطين على إنجازهم في عملية طوفان الأقصى وعلى عملياتهم المستمرة بعد وقف إطلاق النار، والتي يجسدها الابطال في الضفّة الغربية وفي أراضي 48، وندعوهم لتصعيدها حتّى يصلوا إلى هدفهم الأسمى، وهو تحرير فلسطين، والحرص على عملية تبادل الأسرى حتّى إطلاق جميع الأسرى من سجون العدوّ الصهيوني، وندعوهم لعدم الإلتهاء بالخلافات الجانبية وترك السعي وراء السلطة الجوفاء التي لا قيمة لها.
خامسًا: على صعيد إيران نتوجه باسم التجمع إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسماحة قائدنا وعزنا وفخرنا وإمامنا ومرجعنا وسيدنا آية الله العظمى السيد علي الخامنئي بأسمى آيات الولاء ونعلن اننا مع سماحته ولو خاض البحر لخضناه معه، ونحن سلم لمن سالمه وحرب لمن حاربه لأنه اليوم رمز الإسلام المحمدي الأصيل، ونشكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية على كلّ ما قدمته لأمتنا العربية، خاصة في دعمها للمقاومة الإسلامية والقضية الفلسطينية، مع ما كلفها هذا الأمر من تضحيات تحملها الشعب الإيراني البطل بكلّ محبة وفخر، وندعو لإفساح المجال أمام إيران لتقديم المساعدات للشعب اللبناني لإعادة الإعمار وعودة الرحلات الإيرانية إلى لبنان لأنها تصب في مصلحة اللبنانيين".