معركة أولي البأس

كل العوامل التي ساعدت في استعجال حل قضية قبر شمون

10/08/2019 | 06:51

روت مصادر واكبت الاتصالات وقائع «ليلة القبض» على الحل، انّ الامور تسارعت بعد العاشرة ليل امس الاول، حيث وصلت المفاوضات الى طريق مسدود بفعل تغريدات جنبلاط التي اتهّم فيها من سمّاه «رئيس البلاد» بأنّه «يريد الانتقام». وكذلك تغريدات ارسلان التي اتهم فيها «الطرف الآخر» بأنه «يسعى الى التوتير لفك الحصار السياسي الذي فرضه على نفسه»، واصرّ على صدور موقف عن مجلس الوزراء يحيل قضية قبرشمون الى المجلس العدلي. 

وفيما رفض جنبلاط طرح هذه القضية في مجلس الوزراء من قريب أو بعيد، وقد بلغت الاتصالات حد انّ المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم تعهّد لجنبلاط وارسلان بأن يأتي اليهما برسالة خطية من رئيس الجمهورية يشرح فيها كيف سيقارب موضوع المجلس العدلي في مجلس الوزراء، ولكنهما رفضا. فما كان من عون الّا ان اتصل ببري سائلاً إيّاه ما العمل؟ فردّ بري: «انّ الحل يا فخامة الرئيس لن يكون إلاّ بالمصالحة، لأنّ الموضوع بات أبعد من مجلس الوزراء ولم نعد نعرف من كان المقصود بحادثة قبرشمون الوزير جبران باسيل أم الوزير صالح الغريب، لقد ضاعت القصة ولهذا السبب أوقفت مبادراتي، والحل هو ان نعود الى خريطة الطريق التي اقترحتها للمعالجة والتي تبدأ بالمصالحة».

وإذ ردّ عون مؤكّداً «انّ علينا التعاون على ايجاد الحل ولا ينبغي ان نتأخّر لأنّ الوضع المالي والاقتصادي لا يتحمّل التأجيل في المعالجة»، بادر بري الى الاتصال بجنبلاط، وقال له: «انّ هذا الحل هو لمصلحتك. فلنذهب الى القصر الجمهوري لعقد مصالحة وإلا فإنّ البلد سيذهب الى حرب»، فردّ جنبلاط: «يلي بتشوفو مناسب يا دولة الرئيس انا بمشي فيه». وعلى الأثر نشطت الاتصالات في كل الاتجاهات ودخل «حزب الله» على خطها واستمرت حتى فجر امس. واتصل بري شخصياً بإرسلان وقال له: «باتت هناك ندية معك والمصالحة التي سنجريها ستكرّسها وستكون لمصلحتك، فلنجتمع في القصر الجمهوري لنطوي هذه الصفحة». فاستمهله ارسلان للاجابة حتى التاسعة صباح أمس لإجراء بعض المشاورات والاتصالات.

وفي هذا الوقت شكّل الحاج حسين خليل، المعاون السياسي للامين العام السيد حسن نصرالله قناة تواصل بينه وبين رئيس الجمهورية وبري، حيث استمرت الاتصالات بينهم حتى الفجر، الى ان اتصل ارسلان في العاشرة قبل الظهر ببري وابلغ اليه موافقته على صيغة الحل المقترحة، ولكنه طلب ان يكون اللقاء «لقاء مصارحة قبل ان يكون لقاء مصالحة، لأنّ هناك اموراً كثيرة يجب ان نتحدث فيها، بحيث توضع كل الاوراق والملفات على الطاولة». وقد تلقف بري هذه الموافقة الارسلانية، وكان اتفاق على انعقاد اللقاء في الخامسة مساء امس في القصر الجمهوري. واذ سأل الحريري إمكان عقد جلسة لمجلس الوزراء بعد هذا اللقاء، كان رأي عون ان تُعقد في ضوء جو لقاء المصالحة ونتائجه، وهكذا كان، حيث تقرّر إنعقاد مجلس الوزراء عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم. وقد اراد رئيس الجمهورية استعجال الحل بسبب سفر الحريري الى واشنطن، حيث ستكون له لقاءات مع المسؤولين فيها، وكذلك استعجل الاجتماع الحالي بسبب انتقاله في 16 من الجاري الى المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية في قصر بيت الدين، وجرت العادة ان يكون جنبلاط في استقباله هناك، وكل هذه العوامل ساعدت في استعجال الحل.
 

المصدر:صحيفة الجمهورية