لبنان
زيارة غير حاسمة لهوكشتاين.. ورفع الدعم الكلّي عن البنزين قريبًا
اهتمت الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم بالزيارة المرتقبة للمفاوض الأمريكي عاموس هوكشتاين، حيث أجمعت التوقعات على عدم حمله لصيغة نهائية للحلّ، بل تصورات جديدة للتفاوض وتضييع مزيد من الوقت الذي أصلًا مرّ منه الكثير، في محاولة واضحة للهروب إلى الأمام، بما يخدم مصلحة الكيان الصهيوني المقبل على انتخابات للكنيست.
وفي الاستحقاقات المحلية، لا جديد حكوميًا، وسط ترقّب لمواقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اليوم، التي سيردّ فيها على كلام رئيس حزب "القوات" سمير جعجع، ويأتي ذلك في ظلّ مزيد من الأزمات التي تنهش المواطن، حيث شهدت العديد من المناطق بالأمس انقطاعًا لخدمات الهاتف الثابت وخدمات الانترنت بسبب إضراب موظفي "أوجيرو"، كذلك ارتفاع سعر صفيحة البنزين مع مزيد من رفع الدعم عن هذه المادة الحيوية من قبل مصرف لبنان، ما يدفع بسعر صرف الدولار لمزيد من الارتفاع فوق الارتفاع اليومي الذي يسجله.
"الأخبار": هوكشتين لا يحمل اتفاقاً بل تصورات جديدة للتفاوض
تدخُل البلاد الأسبوع الثاني من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية على وقع تصعيد في المواقف يُنذِر بمسار شائِك يزيد من تعقيداته شبه استحالة الاتفاق على حكومة جديدة، وتشكّل «تحالف» في وجه التيار الوطني الحر يقوده الرئيس نبيه بري ويضم رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع. وهو تحالف يمهّد للفراغ الرئاسي ويهوّن من شأنه، تارة بقول رئيس الحكومة إن حكومة تصريف الأعمال ترث صلاحيات الرئيس، وتارة أخرى بتأكيد رئيس المجلس أن البرلمان لا يفقد صلاحيته في التشريع في ظل الفراغ.
فبعد أسبوع على تصعيد بري ضد التيار وتأكيده أن المجلس النيابي هو من يفسّر الدستور، وغداة الهجوم غير المسبوق لجعجع على الرئيس ميشال عون والتيار بـ«رعاية» البطريركية المارونية، سُجّل أمس أول موقف صريح لميقاتي من الحكومة بقوله إن حكومة تصريف الأعمال يمكنها بموجب الدستور تولي مهام رئاسة الجمهورية في حالة الشغور الرئاسي. وهو ما يعدّ «إقراراً من رئيس الحكومة المكلف بأنه لا ينوي التأليف، ويثبت أنه يرتضي أن يكون أداة للغرب ولبعض الداخل للضغط علينا في موضوع رئاسة الجمهورية»، بحسب ما قالت مصادر رفيعة في التيار الوطني الحر لـ«الأخبار». وأضافت: «الاتفاق الضمني بين كل هذه الأطراف ضدنا كان موجوداً، لكنه بدأ في الأيام الأخيرة يتبلور في خطابات علنية». وسألت: «أليس لافتاً أن لا الرئيس بري تعرّض للقوات ورئيسها ولا الأخير تعرّض لحركة أمل ورئيسها فيما الاثنان التقيا على تحميلنا كل الأوزار وعلى مهاجمتنا من دون أن نسمع منهما أي كلمة بنّاءة حول المستقبل وما نحن مقبلون عليه؟».
التصعيد في الجبهة المعارضة لرئيس الجمهورية سيكون له ما يزيده حدة ربطاً بالموقف المنتظر للنائب جبران باسيل في مؤتمره الصحافي اليوم. وفيما توقّعت أوساط سياسية أن يطلق باسيل مواقف من فئة «حرق المراكب» مما يفتَح باباً للتقاصف الرئاسي والحكومي يمنع أي تسوية، قالت مصادر التيار إنه «ستكون لنا لغة العقل في وجه لغة الحقد».
وليل أمس، استكمل المعاون السياسي للرئيس بري، النائب علي حسن خليل، التصعيد ضد «العهد»، كاشفاً أن «رئيس مجلس النواب نبيه برّي سيتحرّك قريباً ويبدأ اتصالاته مع الكتل لكن لا مبادرة رئاسيّة. وهو يحرص على أن تتم الدعوة إلى جلسة الانتخاب بطريقة تخدم الاستحقاق». وقال خليل في حديث لقناة الـ«أم تي في»: «لا يختلف اثنان على أنّ عهد الرئيس ميشال عون من أسوأ العهود ومجلس النواب لا يفقد صلاحيته بالتشريع حتى في فترة الفراغ»، ما يعني أن بري يحتفظ لنفسه بتحديد الموعد الذي يفتتح فيه البرلمان جلساته المخصصة لانتخاب الرئيس، على أن تسبق الجلسات الدعوة لعقد جلسة نيابية لإقرار الموازنة للعام الحالي ومعها إقرار رزمة من المشاريع الإصلاحية المطلوبة من لبنان للتفاوض مع صندوق النقد الدولي.
وأضاف خليل: «لم نحسم خيارنا بالنسبة لاسم المرشّح ولكننا منفتحون على الحوار وفق المواصفات التي طرحها برّي. والرئيس القوي ليس فقط بجمع الأصوات بل بالإنقاذ والحوار حتى مع من لم ينتخبوه»، مشيراً إلى «أننا لا نُسلّم بفرضيّة الفراغ بل أنبّه المنظرين له بأنّ الخطر سيُطاول جميع اللبنانيين والدور المسيحي تحديداً ولا تُضعفوا رئاسة الجمهورية لحساباتكم الخاصة»، ولكن «في حال حصول الفراغ يجب اعتماد آلية تمنع تحوّل كلّ وزير إلى رئيس جمهورية، وحكومياً نحن أمام إقفال على أي حلّ سريع والطرح الأساسي بإجراء تعديلات طفيفة على هذه الحكومة اختلف وأصبحنا أمام طرح حكومة سياسية».
يأتي ذلك في ظل ترقّب وصول «الوسيط» الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة عاموس هوكشتين إلى بيروت أواخر هذا الأسبوع، بات واضحاً أن الزيارة لن تكون حاسمة، بل سيطلع خلالها الرؤساء الثلاثة على تصور الولايات المتحدة للحل في ضوء المناقشات الجارية مع الأوروبيين والإسرائيليين، واستيضاح اللبنانيين حول بعض النقاط. وأكدت مصادر مطلعة أن هوكشتين لن يحمل صيغة نهائية أو اتفاقاً جاهزاً للتوقيع، لكنه أكّد لنائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب إن «التوصل إلى اتفاق عادل أولوية قصوى لدى الولايات المتحدة»، و«أنه يعمل لحل عادل يرضي الطرفين»، مشيراً إلى أن هوكشتين «أرسل رسائل تطمينية تؤكد أنهم جديون في الوصول إلى اتفاق». وصرّح بو صعب لقناة «المنار» أن «الحل العادل بالنسبة إلينا أصبح معروفاً وقد أبلغناه للوسيط الأميركي في آخر زيارة له». فيما رجّحت مصادر مطلعة أن الأميركيين «يريدون كسب مزيد من الوقت، وهم يعتبرون أن إعلان إسرائيل تأخير عمليات استخراج الغاز من كاريش خطوة كافية لتعطيل تهديدات حزب الله بتوجيه ضربة تذكيرية إلى العدو. كما يسعون من جديد لإيجاد مخرج لتصور اتفاق يرضي العدو ولو أنهم يقولون إن العملية شكلية وليست جوهرية».
وفيما أكّدت مصادر مطلعة أن الوسيط الأميركي تصرف بـ«وقاحة» إذ طلب قبل يومين أن يعقد اجتماعاً مع مندوب رئاسي لبناني أو وفد رئاسي في قطر وليس في بيروت، وذلك في سياق ما يسعى إلى تكريسه من دور خاص لقطر في رعاية لبنان إلى جانب فرنسا في المرحلة المقبلة. وأنه سمع الوسيط رداً سلبياً على الاقتراح، أشارت مصادر أخرى إلى أن «الاقتراح جاء في سياق محاولة من هوكشتين لئلا تبدو زيارته فاشلة في حال لم يحمل اتفاقاً نهائياً معه، وأن الجواب اللبناني كان أن لبنان يفضل أن يكون الاجتماع في بيروت».
"البناء": هوكشتاين يستعين بتوتال وقطر لتعويض «إسرائيل» عن حقل قانا قبل زيارة بيروت
في ملف ترسيم الحدود البحرية اللبنانية تقول المصادر الأوروبية إن الوسيط الأميركي استعان بحكومة قطر التي حلّت مكان شركة نوفاك الروسية في الائتلاف الذي يتولى التنقيب عن النفط والغاز في لبنان، وشركة توتال الفرنسية التي تقود الائتلاف، لتشكيل صندوق يدفع تعويضات مالية للحكومة “الإسرائيلية” لتسهيل الحصول على موافقتها على التخلي عن حقل قانا كاملاً للبنان بعدما تأكدت المعطيات عن الحجم الواعد لهذا الحقل في دراسات شركة توتال، ووفقاً للمصادر الدبلوماسية الأوروبية يأمل هوكشتاين أن يساعد ذلك حكومة يائير لبيد الضعيفة في تبرير هذه الموافقة على تقديم التنازلات أمام الرأي العام، بينما يرفض لبنان أي شكل من الشراكة في الحقول أو عائداتها مع “إسرائيل” كما يرفض أي صلة بما قد يدفع للحكومة الإسرائيلية، أو أن يتم احتسابه كلياً أو جزئياً من حقوقه وعائداته من استثمار حقول الغاز وخصوصاً حقل قانا. وتعتقد المصادر الأوروبية أن يكون هوكشتاين قد قطع شوطاً مهماً من مهمته مع عودته الى بيروت مطلع الأسبوع المقبل، لكنها تعتقد أن الأمر قد يستهلك شهر أيلول بكامله لإنجاز الاتفاق ما لم تطرأ مفاجآت تعيد الأمور الى دائرة التصعيد.
لبنانياً، تتزايد الأزمات المعيشية والمشاكل الاجتماعيّة والإضرابات، والحكومة شبه غائبة، بينما الملف الحكوميّ يعيش استسلام المعنيين للطريق المسدود أمام استيلاد حكومة جديدة، بينما سجل تحرك إيرانيّ على الصعيدين السياسي والاقتصادي، تمثل بإعلان وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان عن تسليم وفد حركة أمل الذي يزور طهران، دعوة رئيس مجلس الشورى الإيراني لرئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري لزيارة طهران، مجدداً الإشارة الى ان العرض الإيراني بتأمين معامل لإنتاج الكهرباء بطاقة 2000 ميغاوات، وتشغيلها لا يزال قائماً.
فيما كانت الانظار متجهة الى زيارة الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عاموس هوكشتاين المتوقعة الخميس المقبل، وسط ترقب سياسي ورسمي لما سيحمله هوكشتاين في جعبته، سجل تطوّر خرق جمود المشهد السياسي وقد يحرك الملف الحكومي تمثل بالزيارة التي قام بها رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط مساء أمس، الى رئيس حكومة تصريف الأعمال والمكلف نجيب ميقاتي في منزله في بيروت.
واذ افادت المعلومات أن النقاش بين الطرفين دار حول الاوضاع السياسية الراهنة والملفات المعيشية والاقتصادية والتربوية وترسيم الحدود، علمت «البناء» أن الزيارة جاءت تتويجاً للاتصالات والتواصل الذي يحصل بين جنبلاط وميقاتي أكان مباشرة او عبر وسطاء كما يأتي استكمالاً للنقاش حول عدة ملفات لا سيما تأليف الحكومة. لكن المعلومات تشير الى ان اللقاء بين جنبلاط وميقاتي يأتي في سياق الجهود المبذولة لتذليل العقد أمام تأليف الحكومة وما يمكن ان يفعله جنبلاط لتسهيل حل عقدة تسمية الوزير الدرزي الثاني، وذلك بعد اللقاء السلبي الأخير الذي جمع ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال عون. ولذلك تتركز المساعي على إيجاد حل وسط او اسم يرضي عون وجنبلاط ليكون وزيراً للمهجرين مكان الوزير الحالي عصام شرف الدين. كما علمت البناء ان ميقاتي يجري مروحة مشاورات جدّية بتسهيل من ثنائي امل وحزب الله لتسريع تأليف الحكومة من خلال تعويم الحكومة الحالية مع بعض التعديلات الطفيفة على ان يزور عين التينة خلال اليومين المقبلين للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يلاقي جهود ميقاتي بمساع على أكثر من صعيد لإخراج الحكومة من دائرة التعطيل.
ولفت ميقاتي بعد اللقاء الى ان «النقاش مع جنبلاط شمل ملفات عديدة، وكان هناك تركيز على الهموم المعيشيّة التي شكلت محور حديثنا».
ورداً على سؤال عن الفراغ الرئاسي ودور حكومة تصريف الأعمال، قال: «لم نبحث هذا الموضوع مباشرة، ولكن جنبلاط كان صرح سابقاً بأن هذه الحكومة، في حال الشغور الرئاسي، ستنتقل إليها صلاحيات رئيس الجمهورية. لا يوجد ما يسمّى بفراغ رئاسي بل شغور والدستور واضح في هذا الموضوع، وهذه الحكومة تنتقل إليها صلاحيات الرئيس في حال حصول أيّ شغور رئاسي».
وعن موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري قال: «سألتقيه غداً (اليوم) وسنبحث في كل الأمور».
وقال: «كل الآراء والاستشارات الدستورية التي صدرت حتى الآن أكدت ان الدستور نص على انتقال الصلاحيات الى الحكومة، ولم يحدد ما اذا كانت حكومة تصريف أعمال أم لا، وما من شيء يُسمّى فراغاً إنّما شغوراً رئاسياً». وأردف: «الدستور ينبذُ الفراغ حقاً، وكلّ المبادرات بشأن الملف الرئاسي جيّدة والترجمة لها يجب أن تكون في الذهاب إلى مجلس النواب لحضور جلسة انتخاب الرئيس، ونحن حريصون على أن يجري الاستحقاق المنتظر في موعده. وهذا أمر ضروري».
بدوره، قال جنبلاط «بحثنا مع ميقاتي الأمور العملانية مثل الكهرباء وترسيم الحدود وبوجود وزير التربية تطرقنا الى الشؤون التربوية. اما الأمور الكبرى فأتركها لغيري وهم يمسكون باللحظة التاريخية. انا أهتم بالأمور الصغرى بكل تواضع».
وفيما أوحى كلام جنبلاط على انه موجه لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. تكشف مصادر مطلعة لـ»البناء» ان مشاورات سياسية تدور بين الأطراف لنقاش كافة السيناريوات والاحتمالات وما يمكن فعله خلال الفترة الفاصلة عن انتهاء ولاية رئيس الجمهورية الحالي لتفادي الشغور الرئاسي والحكومي المزدوج. وتوصلت المشاورات الى شبه قناعة بأن انتخاب رئيس للجمهورية لن يتمّ في موعده وأن لا ظروف موضوعيّة داخليّة ولا خارجيّة لإنجازه خلال الـ ٧ أسابيع المقبلة لا سيما أن لا مؤشرات على توافق سياسيّ على مرشح او اكثر في ظل تركيبة المجلس النيابي الحالي التي تكرّس التعطيل السلبي المتبادل بين الاكثريتين وتعدد الأقليات المشتتة وغياب اي توجه لطرح مبادرات خارجية، لذلك يجب تركيز الجهود على محورين، وفق المصادر، الاول تأليف حكومة سريعة من خلال تعويم الحالية وتدعيمها ببعض الوزراء لتجنب الاشتباك الدستوري والسياسي ذي الأبعاد الطائفية المتوقع حصوله فور بدء الفراغ الرئاسي في ٣١ تشرين المقبل. والمحور الثاني استغلال تأخير الدعوة لجلسات الانتخاب لتفعيل العمل التشريعي للمجلس لإقرار الموازنة والقوانين الاصلاحية التي يطلبها صندوق النقد الدولي وبعض الملفات الحياتية الاساسية قبل تحول المجلس الى هيئة ناخبة.
وقالت أوساط مجلسية لـ «البناء» إن رئيس المجلس لن يدعو الى جلسة قبل توافر الظروف المناسبة للانتخاب وبعد تبلور الصورة الرئاسية من مرشحين وتحالفات بعد استكمال المشاورات بين الكتل النيابية والقوى السياسية.
وقال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي حسن خليل، في حديث تلفزيونيّ: «لا يختلف اثنان على أنّ عهد رئيس الجمهورية ميشال عون من أسوأ العهود ومجلس النواب لا يفقد صلاحيته بالتشريع حتى في فترة الفراغ»، لافتاً إلى أن «رئيس مجلس النواب نبيه برّي سيتحرّك قريباً ويبدأ اتصالاته مع الكتل لكن لا مبادرة رئاسيّة، وهو يحرص على أن تتم الدعوة إلى جلسة الانتخاب بطريقة تخدم الاستحقاق».
بدوره أشار عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، إلى أن «الأزمة الاجتماعية والمعيشية في لبنان تتفاقم وأحد أسباب تفاقمها هو عدم وجود حكومة كاملة الصلاحيات والأوصاف»، موضحًا أن «حزب الله يعمل على تشجيع الجهود من أجل تعجيل تشكيل هذه الحكومة، في الوقت الذي يواصل فيه الوقوف إلى جانب المواطنين في معاناتهم».
وأكد خلال حفل تأبيني، أن «لبنان مع دخوله المهلة الدستوريّة لانتخاب رئيس للجمهورية بات أمام فرصة حقيقيّة للخروج من أزماته»، مشددًا على أن «المقاومة مستمرة رغم كل التحديات، وباعتراف الأعداء فإن حزب الله بعد أربعين سنة يزداد قوة وتأثيرًا في لبنان وفعاليّة في المنطقة، وهذا يشكل تهديدًا وجوديًا لـ»إسرائيل»».
وبرزت تغريدة للسفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري جاء فيها «ميثاق الوفاق الوطني والذي أقرّه اللبنانيون برعاية عربية ودولية ليس وهماً ولا أحجية غامضة فهو مصاغ بلسان عربي فصيح». وارفق التغريدة بهاشتاغ: #اتفاق _الطائف.
على صعيد آخر علمت «البناء» أن الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين، سيزور لبنان مساء الخميس المقبل لكن مصدر «البناء» أكدت أنه لم يتم إبلاغ رئاسة الجمهورية حتى الساعة لتأكيد الزيارة والتي عادة ما يجري الإبلاغ عن الزيارات قبل ٢٤ ساعة على الأقل.
وأفادت وسائل إعلام أن زيارة هوكشتاين لا تحمل الحلّ، لكنها خطوة في مسار المفاوضات.
وأكدت أنه «لا يجوز حرق المرحلة الأخيرة في السعي للاتفاق والتي تحمل جهودًا أميركية إيجابية، خصوصاً مع الجانب الإسرائيلي، وجهود هوكشتاين تحتاج إلى المزيد من الوقت والضغط قد يعرّض المهمة للخطر»، لافتة إلى أنّ «الوسيط الأميركي استمع لملاحظات الاسرائيليين وتواصل مع شركة «توتال» الفرنسية، والخطوة الثالثة اطلاع اللبنانيين على ما وصله من الاسرائيليين».
وأكدت مصادر أميركية وفق المصادر الاعلامية أنّ «مهمة هوكشتاين مستمرّة والوقت الذي يخصصه للملف جيد في ظل ملفات الطاقة العالمية، وهو لم يحدّد وقتًا لمهمته وإنجازها».
واشارت أوساط مطلعة على الملف لـ»البناء» أن زيارة الوسيط الأميركي المقبلة الى لبنان ستكون تمهيديّة للزيارة التي تليها والمتوقعة في تشرين الأول المقبل. متوقعة ان يتحرك الملف جدياً باتجاه التوقيع في تشرين الثاني المقبل وفي هذا الموعد تكون الانتخابات الاسرائيلية قد انتهت وتشكلت حكومة جديدة في «إسرائيل» وتتحرر من الحسابات الداخلية وتكون تفادت المواجهة العسكرية مع حزب الله بتأجيل استخراج الغاز من كاريش. اضافة الى ان جهات داخلية وخارجية تفضل تأجيل التوقيع الى ما بعد انتهاء ولاية عون الرئاسية لكي لا يمنح إنجازاً في آخر عهده.
وشدّدت الاوساط على ان توقيع ترسيم الحدود سيشكل المدخل الأول لكسر الحصار الاقتصادي والمالي والنفطي على لبنان. ولفتت الى ان احد اسباب الحصار الاميركي ومنع اي مساعدة له من دول اخرى هو دفع لبنان للتنازل في ملف الترسيم فضلاً عن التوطين ودمج النازحين السوريين بالمجتمع اللبناني.
"الجمهورية": البنزين في المرحلة الأخيرة قبل رفع الدعم
من المتوقع ان ينهي مصرف لبنان الدعم عن البنزين كليًا اعتبارًا من الاسبوع المقبل ليصبح سعر الصفيحة مدولرًا بالكامل، أي وفق سعر الدولار في السوق الموازي. فهل تصبح تسعيرتها بالدولار بالكامل على ان يدفعها المواطن بالليرة اللبنانية وفق سعر الصرف؟
خطى مصرف لبنان الخطوة ما قبل الاخيرة لرفع الدعم عن البنزين نهائيًا. وبعدما وصل المركزي بآلية رفع الدعم التدريجي عن البنزين إلى تأمين 40% من كلفة الاستيراد عبر المنصة و60% من السوق الموازي، عمد امس إلى خفض الدعم إلى 20% عبر منصة صيرفة و80% من السوق الموازي، وهذا ما يفسّر الزيادات التي لحظها سعر البنزين امس، إذ وفق جدول تركيب أسعار المحروقات الصادر عن وزارة الطاقة والمياه - المديرية العامة للنفط، زاد سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 12 الفًا لتصبح 628000، وزاد سعر صفيحة بنزين 98 أوكتان 13 الفًا لتصبح 643000، في المقابل تراجع سعر المازوت وقارورة الغاز 2000 ليرة، ليصبح على التوالي 777 الفًا و341 الفًا.
وفي هذا الاطار، أشار رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس لـ"الجمهورية"، إلى انّه بعد الرفع التدريجي للدعم عن البنزين، وحيث من المتوقع ان تصبح مدولرة كليًا الاسبوع المقبل، حان الوقت لمعالجة كيفية بيع البضاعة، لا سيما في وضع اللاستقرار لليرة اللبنانية وتقلّبات سعر الصرف ما بين 1000 و 2000 ليرة يوميًا. وقال: "انّ المحطات تصرف ما تتقاضاه بالليرة اللبنانية من المواطنين إلى دولارات لتأمين شراء البضاعة، انما التقلّبات بسعر الصرف تحتّم خسارة صاحب المحطة لجعالته بالصفيحة، والتي هي 25 الف ليرة، وتآكل رأسمالهم، الأمر الذي دفع بالعديد من المحطات إلى الاقفال نهائيًا. لذا، لا يجوز الاستمرار بتسعير الصفيحة بالليرة اللبنانية في ظل عدم استقرار سعر الصرف، خصوصًا انّ هذه السلعة اساسية وسعرها محدّد من قِبل وزارة الطاقة". ورأى شماس انّ "وضع هامش لتسعير الدولار في الصفيحة لا يصبّ لصالح المواطن، لأنّه يلحظ تسعير الدولار بأغلى مما هو عليه في السوق الموازي. لذا نحن نطالب بتسعير الصفيحة بالدولار على ان يتمّ تخيير المستهلك ما بين دفعها بالدولار أو بالليرة اللبنانية وفق سعر الصرف"، لافتًا إلى انّ هذه الخطوة ستخلق تنافسًا بين المحطات على كيفية تسعير الدولار بالليرة.
وأوضح شماس انّ القانون حاليًا لا يسمح بتسعير السلعة الّا بالليرة اللبنانية، لكن برأيه هذا القانون يجب ان يسري في حال كان سعر الصرف مستقرًا وليس متقلبًا كما هي الحال اليوم، مع العلم انّ غالبية التجار تتبع هذه الطريقة لدى البيع. وعن موقف وزارة الطاقة بالموضوع قال: "انّ الوزارة في مأزق وحيرة من أمرها، لأنّ هيئة الاستشارات طلبت منها التسعير بالليرة اللبنانية حتى لو اضطر الامر إلى اصدار 4 جداول تسعير في اليوم. لكن شماس حذّر من ان يخلق الاستمرار بطريقة التسعير هذه بلبلة في الاسواق، لا سيما بعد ان يصبح سعر الصفيحة مدولرًا بالكامل.
وعن مدى قدرة الشركات المستوردة للنفط على تأمين الدولارات في ظل انصرافها كليًا إلى السوق الموازي، قال شماس: "حتى اليوم كان لا يزال الدولار متوفرًا، وما كنا نجد صعوبة في تأمينه رغم التقلّبات بالاسعار، اما متى يتعثر تأمينه فلا يمكننا معرفة ذلك، لكن إذا كان يدخل إلى لبنان 6 مليار دولار سنويًا من التحويلات، يمكن القول انّ قطاع المحروقات يحتاج ما بين مازوت وبنزين 4 مليارات دولار، على ان يتبقى نحو المليارين ما بين ادوية وسلع غذائية.
البراكس
في السياق، أوضح عضو نقابة اصحاب محطات المحروقات جورج البراكس في بيان، انّ "مصرف لبنان يواظب على إكمال مسيرته نحو رفع الدعم غير المباشر عن استيراد البنزين بتأمينه جزءًا من هذه الفاتورة وفقاً لمنصة صيرفة، على ان تؤمّن الشركات المستوردة الجزء المتبقي من اسواق الصرافة الحرة، وكانت المعادلة حتى الآن 40% صيرفة و60% غير مدعوم، ولكن المركزي خفّض في جدول تركيب اسعار المحروقات الصادر اليوم نسبة صيرفة من 40 إلى 20 %، وارتفعت بذلك نسبة غير المدعوم الى 80 %. فمن الواضح انّ مصرف لبنان لم يتبق له الّا مرحلة أخيرة للتوقف بعدها نهائياً عن تأمين الدولار من خلال منصة صيرفة، ليصل إلى معادلة صفر صيرفة و100% سوق حرة غير مدعوم".
أضاف: "في جدول اليوم ارتفع سعر صرف الدولار وفقاً لمنصة صيرفة 400 ليرة من 27200 الى 27600 ليرة. اما سعر صرف الدولار المعتمد في الجدول لاستيراد المازوت والغاز و80% من البنزين والمحتسب وفقاً لاسعار الاسواق الحرة الموازية والمتوجب على الشركات المستوردة والمحطات تأمينه نقداً، تراجع 200 ليرة من 35050 الى 34850 ليرة. وعليه، ارتفعت صفيحة البنزين 95 اوكتان 12000 ليرة لتصبح 628000 ليرة نتيجة المعادلة بين تراجع سعر الكيلوليتر المستورد ما يقارب 14 دولارًا مقابل ارتفاع سعر الدولار في صيرفة وتراجعه في السوق الموازية.
أما صفيحة المازوت فانخفضت 2000 ليرة لتصبح 777000 ليرة نتيجة ارتفاع ثمن الكيلوليتر المستورد 4 دولارات مقابل تراجع سعر صرف الدولار وفقاً للسوق الموازية 200 ليرة، اما قارورة الغاز فانخفض سعرها 2000 ليرة لتصبح 341000 ليرة".
الحكومة اللبنانيةالبنزينعاموس هوكشتاين