معركة أولي البأس

لبنان

لبنان يدخل عطلة الأعياد.. وترحيل الاستحقاقات للعام الجديد
19/12/2022

لبنان يدخل عطلة الأعياد.. وترحيل الاستحقاقات للعام الجديد

أُسدل الستار على مونديال كرة القدم في قطر، وبدل متابعة المباريات عبر الشاشات، سيعود اللبنانيون اليوم للاهتمام أكثر بشؤونهم الداخلية، حيث يستمر المونديال المحلي على أكثر من صعيد، لا سيما الأوضاع الاقتصادية والصعود غير الكسبوق لسعر صرف الدولار، فضلا عن انتخاب رئيس للجمهورية.
إلا أن نتيجة المونديال المحلي لن تحسم قبل نهاية العام، فعطلة الأعياد ستدخل البلاد في سبات حتى حلول العام الجديد، فلا مزيد من جلسات نيابية لانتخاب رئيس ولا جلسات حوار ولا اجتماعات للحكومة، على أن العين ستكون على "قمة بغداد-2" التي تعقد في العاصمة الأردنية غدًا، والتي قد تدرج على جدول أعمالها بندًا خاصًا بلبنان، قد يكون فيها مدخل للحلّ ضمن تفاهمات إقليمية معينة.

 

"البناء": الرباعي الوزاري القضائي: فشل سياسي في التوافق الدستوري… وربط نزاع

انتهى مونديال قطر 2022 بفوز صعب للمنتخب الأرجنتيني على المنتخب الفرنسي بركلات الترجيح، ومع تتويج الأرجنتين بكأس العالم عادت للسياسة في المنطقة والعالم مساحات كانت كرة القدم قد احتلتها خلال أكثر من شهر، والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي تواجد في العاصمة القطرية لمواكبة آخر مباريات منتخب بلاده وتشجيعه في المنافسة بوجه المنتخب الأرجنتيني في المباراة الفاصلة التي جمعتهما أمس، يغادر الدوحة للإقامة على متن حاملة الطائرات شارل ديغول ليصل إلى عمان الثلاثاء ويشارك في قمة دول جوار العراق التي ينتظر أن تشهد مساعي لتحريك الجمود في ملفات المنطقة، من بوابة طهران على حلحلة في العلاقات السعودية الإيرانية، تدور حولها الكثير من التكهنات من الحديث عن اجتماع يضم الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى توقع إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فيما تشير بعض التحليلات الى فرضية تنشيط التشاور في ملفات إقليمية ساخنة، خصوصاً الملفين اليمني واللبناني. وتشير مصادر فرنسية الى ان الرئيس الفرنسي سوف يفتح البحث في كيفية الخروج من المأزق الرئاسي في لبنان مع كل من الجانبين السعودي والإيراني.

الإشارات التي سبقت قمة عمان لا توحي بأن الشروط متوافرة لصناعة تسوية حول الملف الرئاسي اللبناني، وكما فعلتها واشنطن مع ماكرون عندما أطلقت عقوباتها على كل من الوزراء جبران باسيل وعلي حسن خليل ويوسف فنيانوس، وكانت رصاصة الرحمة على المسعى الفرنسي لإنضاج تسوية حكومية في لبنان كان ماكرون يتولى هندستها، يبدو البيان الصادر عن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي حول لبنان حدثاً مشابهاً، حيث يشكل موقف الكونغرس سقفاً سياسياً لتغطية الفراغ الرئاسي عبر جعل الأولوية اللبنانية من وجهة النظر الأميركية، بالتصعيد بوجه حزب الله وليس بانتخاب رئيس للجمهورية، وهو ما قرأته مصادر سياسية بما تضمنه البيان الأميركي من دعوة لحكومة خالية من تمثيل لحزب الله.

في الشأن الحكومي، عقدت اللجنة الوزارية الرباعية المكونة من الوزراء القضاة هنري خوري وعباس الحلبي وبسام مولوي ومحمد بسام مرتضى، اجتماعاً للتداول في مهمتها ووضع إجابات افتراضية على الأسئلة التي تم طرحها في اللقاء الوزاري التشاوري الذي عقد قبل يومين. وقالت مصادر وزارية إن اللجنة وضعت ثلاثة عناوين للبحث، هي تصريف الأعمال، والمراسيم، واجتماعات الضرورة، كي تقوم بالإجابة عن كل منها بما ينسجم مع القراءة الدستورية، رغم التباينات السياسية بين المواقع التي يمثلها الوزراء، ووفقاً للمصادر الوزارية فإن نتائج الاجتماع الأول لم تكن مشجّعة، حيث سجل وزير العدل هنري خوري رفضه المطلق لفرضية اجتماع الضرورة مقدماً صيغة المراسيم الجوالة بديلا عنها.

دخل لبنان في عطلة الأعياد، فلا جلسات لانتخاب رئيس في الأيام المتبقية من العام 2022، ولا حوار سياسياً بين الكتل السياسية مع تعذّر التفاهم بين المعنيّين حول جدوى الحوار. أما تشريعياً فمشروع الكابيتال كونترول الذي يناقش في اللجان المشتركة تمّ تأجيل جلساته الى العام الجديد لانشغال النواب بالسفر إلى الخارج لتمضية الأعياد. في هذا الوقت كان يُفترض أن يتوصّل اجتماع اللجنة الوزارية الرباعية التي انبثقت عن اللقاء التشاوريّ الذي أقامه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الى نتيجة تفضي إلى اجتماع لمجلي الوزراء، إلا أن وزراء الثقافة محمد مرتضى والتربية عباس الحلبي والداخلية بسام مولوي تفاجأوا بموقف وزير العدل هنري خوري الذي بقي طيلة الاجتماع متمسكاً بموقفه بأنه لا يجوز لمجلس الوزراء الانعقاد وأن تسيير الأعمال يجري عبر المراسيم الجوالة بتوقيع 24 وزيراً. وفيما انتهى الاجتماع من دون اتخاد أي قرار فإن لا لقاء تشاورياً جديداً بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء في السراي الحكومي اليوم..

الى ذلك، لم تتوقف الاتصالات السعودية – الفرنسية في شأن لبنان، وبحسب مصادر مطلعة على الأجواء الفرنسية لـ”البناء” فإن اجتماعاً عُقد في الأيام الماضية للجنة الفرنسية – السعودية تم خلاله البحث في الاستحقاق الرئاسي اللبناني وطرح مجدداً اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون، الا ان المصادر أشارت الى ان الرياض لا تزال على موقفها بضرورة التفاهم على رئاستي الجمهورية والحكومة في حين أن الفرنسيين يتطلعون راهناً الى انتخاب رئيس. هذا وأفادت المصادر أن هذا الملف (الرئاسي) حضر أيضاً خلال لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الدوحة في الأيام الماضية أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي سيزور واشنطن في اليومين المقبلين حاملاً معه إضافة الى ملفات تعني قطر، ملف لبنان. وأشارت المصادر في الوقت نفسه الى ان ماكرون سيبحث الملف اللبناني يوم الثلاثاء على هامش قمة بغداد 2 التي تعقد في الأردن.
وفيما وصل الى لبنان مساء أمس الفريق الايرلندي المولج التحقيق بحادث العاقبية التي ذهب ضحيتها جندي ايرلندي بعدما أعلنت ايرلندا عدم ثقتها بالتحقيق الذي يجري لبنان، نقلت أمس جثة الجندي الايرلندي الى بلاده عبر مطار بيروت الدولي.

ودعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لأن «تضعَ الدولةُ يدَها على كلِّ سلاحٍ مُتفلِّتٍ وغيرِ شرعيٍّ وتطبّق القرارِ 1701 نصًا وروحًا لأن تطبيقَه حتى الآن هو انتقائيّ واعتباطيّ ومُقيّد بقرارِ قوى الأمر الواقع، فيما الدولةُ تَعَضُّ على جُرحها وعلى تقييد قدراتها لصالح غيرها.»
واعتبر الراعي أنّ كلّ ما يجري على الصعيدِ الرئاسي والحكومي والنيابي والعسكري في الجنوب وعلى الحدود، وتآكلِ الدولةِ يؤكّد ضرورةَ تجديدِ الدعوة إلى الحيادِ الإيجابيّ الناشطِ، وإلى عقدِ مؤتمرٍ دُوَليٍّ خاصٍّ بلبنان، يعالج القضايا التي تعيد إليه ميزته وهويّته.
وأكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن العلاقة “بين حزب الله وقوات الطوارئ الدولية علاقة تعاون وتنسيق. وهذه العلاقة مستقرة ومستمرة، لأن حزب الله يحترم القرار 1701”.

وأشار إلى أن “جماعة منطق التحدي والمواجهة، أدخلوا البلد في نفق مظلم، ولا سبيل للخروج منه إلا بالتوافق، وأما الذين ينتظرون وساطات الخارج، فهم ينتظرون الحل الأبعد، لا سيما أن هذه الوساطات خجولة ولا تزال قاصرة عن إنتاج حلّ لأزمة انتخاب رئيس للجمهورية”.
على خط آخر، استقبل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله سفير الجمهورية العربية السورية في بيروت علي عبد الكريم علي في لقاء وداعي. وشكر السيد نصر الله للسفير جهوده “الكريمة خلال إقامته المديدة في لبنان خصوصاً لجهة المساهمة في تحسين وترتيب العلاقات بين البلدين، رغم الضغوط الخارجية والداخلية”.
وأشاد بـ”حضوره الدائم والفاعل الى جانب كل المقاومين والوطنيين اللبنانيين في هذه السنوات الصعبة والظروف المعقدة التي عاشها اللبنانيون. وكذلك برعايته الجادة لكل السوريين في لبنان”، سائلاً المولى أن “يوفق البلدين والشعبين اللبناني والسوري للوصول الى أفضل العلاقات الأخوية والمميزة على كل صعيد”.

الى ذلك جرت أمس، الانتخابات المحلية لمفتي المناطق وفاز كل من الشيخ محمد طارق إمام مفتي طرابلس بنسبة 66،40 بالمئة، الشيخ زيد محمد بكار زكريا مفتي عكار بنسبة 45،56 بالمئة، الشيخ علي الغزاوي مفتي زحلة بنسبة 56،60 بالمئة، الشيخ وفيق حجازي مفتي راشيا بنسبة 85،70 بالمئة، الشيخ أيمن الرفاعي مفتي بعلبك الهرمل بنسبة 65 بالمئة، الشيخ حسن دلي مفتي حاصبيا مرجعيون بنسبة 80،95 بالمئة. واعتبر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريانان «ما حصل من انتخابات للمفتين رسالة واضحة لكل القوى السياسية في لبنان أن تسارع الى انتخاب رئيس للجمهورية يجمع بين اللبنانيين ويلتزم الدستور والميثاق الوطني، خصوصاً وثيقة الوفاق الوطني المعروفة باتفاق الطائف التي أخرجت لبنان من نفق النزاعات الى رحاب الوطن».

بعد انقطاع في الانترنت وأعطال في شحن الخطوط نتيجة الاضراب، يستأنف موظفو ألفا وتاتش أعمالهم من جديد اليوم. وأوضحت نقابة موظفي ومتعهدي شركتي ألفا وتاتش أنها حصلت من مجالس إدارتي الشركتين على عدة تعهدات موضوعها ضمان الحقوق، وتنفيذ الالتزامات والتعهدات لناحية تطبيق عقد العمل الجماعي، خصوصاً لناحية الزيادات المستحقة والترقيات ابتداء من بداية كانون الثاني 2023.

 

 

"اللواء": طبخة الرئاسة من عمَّان إلى واشنطن

عاشت بيروت وباقي المحافظات والاقضية ساعات من حبس الانفاس قبل اعلان فوز المنتخب الارجنتيني ببطولة كأس العالم في كرة القدم، وكأن المباراة تجري على الأراضي اللبنانية، بصرف النظر عن الانقسام بين مؤيدين للمنتخب الارجنتيني ومؤيدين للمنتخب الفرنسي، الذي شارك رئيسه ايمانويل ماكرون في تشجيع فريقه، قبل الانتقال الى عاصمة عربية اخرى، هي عمان حيث تعقد غدا قمة دول جوار العراق العربية – الاقليمية ويشارك فيها ماكرون، وسط معلومات عن عرض الوضع في لبنان على طاولة البحث، من زاوية عودة الانتظام العام للبلد، الذي بلغ الانهيار فيه حداً غير مسبوق، والمفتوح على مزيد من التآكل مع دخول الخلو في الرئاسة الاولى السنة الجديدة، بعد ايام قليلة، وما يظهر في الافق من انسداد مع ارتفاع مثير للمخاوف لسعر صرف الدولار في السوق السوداء، الذي يسابق الوقت للقفز الى سعر الخمسين ألفاً، وربما اكثر، مع تفلت في المشكلات التي تفاقم الشرخ بين اللبنانيين من رميش الى حادث العاقبية الذي ادى الى مقتل جندي ايرلندي من قوات حفظ السلام في الجنوب (اليونيفل) وصولاً الى عدم الاتفاق بين مكونات حكومة تصريف الاعمال على مفهوم مشترك لكلمة «الضرورة» التي تفرض اباحة ما يسمى بالمحظورات في ما يعتبره التكتل الوطني الحر من تجاوز للميثاقية او العيش المشترك.

وكشفت مصادر ديبلوماسية بارزة النقاب عن اتصالات تسبق مؤتمر بغداد 2 الذي سيعقد في مدينة العقبة الاردنية بدعوة من الملك عبدالله الثاني،يومي21 و22 الجاري، بمشاركة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، لتضمين البيان الختامي فقرة عن لبنان، وصفتها بالمهمة، وتعبّر عن خلاصة المشاروات التي جرت في الدوحة بين الرئيس الفرنسي والمسؤولين القطريين، ومع الدول المؤثرة بالوضع اللبناني، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وايران، وعدد من السياسيين اللبنانيين الذين زاروا الدوحة مؤخرا.
وعلى الرغم من عدم دعوة لبنان للمشاركة بالمؤتمر، لأسباب غير معروفة، توقعت المصادر ان يتضمن البيان الختامي الصادر عنه، تأكيداً بتأييد حل المشكلة السياسية، انطلاقا من الإلتزام بتنفيذ اتفاق الطائف والدعوة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتاليف حكومة جديدة، تستطيع أن تواكب وتلبي حاجات الشعب اللبناني وتطلعاته لحل الازمة الضاغطة، وتقوم باجراء الاصلاحات المطلوبة في مؤسسات الدولة والوزارات، وتعمل بكل جهد لوضع الاسس اللازمة لاعادة النهوض بالدولة، مع تجديد التزام المجتمعين بقيام المجتمع الدولي لمساعدة لبنان، وتقديم ما يلزم من مساعدات لانعاش الوضع المالي والاقتصادي المتردي.

واشارت المصادر إلى ان الاتصالات التي سبقت المؤتمر، ركزت على امكانية مشاركة إيران والمملكة العربية السعودية بوفدين بارزين، لكي يتسنى للرئيس الفرنسي مقاربة مشكلة لبنان، بواقعية مع كل منهما والتفاهم على كيفية المساعدة، الا ان منظمي المؤتمر تبلغوا بان وزير الخارجية الإيراني هو الذي سيمثل بلاده، وقد يكون التمثيل السعودي على المستوى نفسه، ما يعني الاكتفاء بالتشاور بشكل عام وتأمين البيان الختامي توجهات المؤتمرين بخصوص الازمة اللبنانية.
وعلى صعيد التحركات العربية والاقليمية، كشف النقاب عن دور قطري اكثر دينامية في الايام القليلة المقبلة، إذ ترددت معلومات عن ان امير قطر تميم بن حمد آل ثاني سيزور واشنطن حاملاً معه من ضمن الملفات الملف اللبناني، لجهة ملء الفراغ في الرئاسة الأولى.
وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ»اللواء» ان الحراك الخارجي بشأن الاستحقاق الرئاسي لا يزال غير مضمون النتائج ومن المستبعد ان يصل الى نتيجة سريعة، ولا سيما ان هناك مراحل لا بد من قطعها، واوضحت المصادر ان ما يحكى عن بروز اسماء جديدة على لائحة المرشحين للرئاسة ليس صحيحا اقله في هذه الفترة.
وتشير الى ان التيار الوطني الحر لم ولن يحسم اسم مرشحه، ولن يسمي ايضاً الوزير السابق زياد بارود، معربة عن اعتقادها ان هناك اسماء تطرح واخرى تنسحب من التداول قبل ان تتم الطبخة الرئاسية.

انتخابات المفتين
وسط هذا الترقب، حدث تطور ديمقراطي على صعيد انتخابات المفتين في 7 مناطق لبنانية يوم امس فوسط اجواء ديمقراطية واجراءات امنية مشددة، انطلقت عند الساعة التاسعة من صباح امس الاحد، العملية الانتخابية لاختيار ستة مفتين في اقضية طرابلس، وعكار، وزحلة، وراشيا وبعلبك الهرمل، وحاصبيا مرجعيون، وذلك بناء على قرار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، الاول من نوعه منذ اكثر من اربعين سنة في تاريخ الافتاء، وطوى بذلك مرحلة من التعيينات والتمديد، لتأتي بنخبة من المفتين المنتخبين المتناغمين الذين يمكن ان يشكلوا فريق عمل متكاملاً مع مفتي الجمهورية للنهوض بالمؤسسة الدينية في لبنان.

وفي ختام اليوم الانتخابي، فاز بنتيجة الاقتراع كل من: الشيخ زيد بكار زكريا مفتياً لعكار، والشيخ محمد امام مفتيا لطرابلس، والشيخ ايمن محمد علي الرفاعي (بكر) مفتيا لبعلبك الهرمل، والشيخ علي الغزاوي مفتيا لزحلة والبقاع الغربي، والشيخ وفيق حجازي مفتياً لراشيا، والشيخ حسن دلي مفتياً لحاصبيا ومرجعيون.
ويتوقع ان تجري الانتخابات في صور، صيدا وجبل لبنان مطلع العام المقبل وربما في شهر شباط بعد إنجاز التحضيرات اللازمة. وفي ما خصّ جبل لبنان، فإنَّ الإستثناء جاء باعتبار أنّ المفتي محمد علي الجوزو مستمرّ بمنصبه حتى الوفاة وهو أمرٌ سائد حالياً، علماً أن هناك مرشحين بارزين لخلافته هما: الشيخ محمد هاني الجوزو والشيخ رئيف عبدالله.
وأعلن المكتب الإعلامي في دار الفتوى بالجمهورية اللبنانية أن عملية الاقتراع بدأت في الدوائر الوقفية بعد التثبت من اكتمال النصاب القانوني للحضور من قبل عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى لمنطقة الانتخاب مندوبا عن مفتي الجمهورية، ثم توالت عملية الانتخاب. وبعد إقفال صناديق الاقتراع، بدأت عمليات الفرز في مراكز الاقتراع كافة، وتم إعلان الفائزين.

وصادق مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان على نتائج انتخابات المفتي المحلي للمناطق التي جرت فيها الانتخابات: وفاز كل من الشيخ محمد طارق إمام مفتي طرابلس بنسبة 66،40 بالمئة، الشيخ زيد محمد بكار زكريا مفتي عكار بنسبة 45،56 بالمئة، الشيخ علي الغزاوي مفتي زحلة بنسبة 56،60 بالمئة، الشيخ وفيق حجازي مفتي راشيا بنسبة 85،70 بالمئة، الشيخ بكر (ايمن) الرفاعي مفتي بعلبك الهرمل بنسبة 65 بالمئة، الشيخ حسن دلي مفتي حاصبيا مرجعيون بنسبة 80،95 بالمئة.
وقال دريان: ندعو إخواننا وأبناءنا لمناسبة الأعياد الوطنية والدينية التي تطل على لبنان الى التمسك بالوحدة الوطنية والتعالي عن المصالح الذاتية والدخول في رحاب الوطن وتنمية ثقافة المواطنة ليعود لبنان الى جميع أبنائه سيدا حرا عربيا مستقلا واحة حوار وتنوع وثقافة وطنية هادفة لبناء دولة المؤسسات والقانون.
وأدلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بصوته في انتخابات مفتي طرابلس والشمال. وبعدما أدلى بصوته، قال ميقاتي: اليوم مناسبة لتجديد ثقتنا بالقيمين على هذه الدار، وقد مارست حقي بالتصويت واتمنى كل الخير للمرشحين، وبإذن الله ستبقى هذه الدار هي الدار الجامعة، ونحن نلتقي من اجل جمع الكلمة، والتنافس هو من أجل الخير حتماً.
وردا على سؤال، أكّد ألا تدخلات سياسية ولا اصطفافات في هذه الانتخابات بأي شكل من الاشكال، وجميع المرشحين لهم منا كل المحبة والاحترام.

الراعي يجدد دعوته للحياد
وجدد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الدعوة الى الحياد لايجاد وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان.
وقال في عظكة الاحد ان «كلّ ما يجري على الصعيدِ الرئاسيِّ والحكوميِّ والنيابيِّ والعسكريِّ في الجنوب وعلى الحدود، وتآكلِ الدولةِ رأساً وجسماً، يؤكّد ضرورةَ تجديدِ دعوتنا إلى الحيادِ الإيجابيّ الناشطِ، وإلى عقدِ مؤتمرٍ دُوَليٍّ خاصٍّ بلبنان، يعالج القضايا التي تعيد إليه ميزته وهويّته فلا يَفقِدَ ما بنيناه في مئة سنة من نظامٍ وخصوصيّةٍ وتعدّديةٍ وحضارةٍ وثقافةٍ ديمقراطيّةٍ وشراكةٍ وطنيّة، جعلت منه «صاحب رسالة ونموذج في الشرق كما في الغرب».

وجدد دعوته الى النواب للكف ومن وراءهم عن هذه السلسلة من الإجتماعات الهزليّة في المجلس النيابيّ، والمحقّرة في آن لكرامة رئاسة الجمهوريّة من جهة، وللإستفادة من شغورها من أجل مآرب سياسيّة ومذهبيّة من جهة أخرى، فضلًا عن السعي إلى تفكيك أوصال الدولة والمؤسّسات. عودوا إلى نفوسكم واعلموا أنّ جماعة سياسيّةً، حاكمةً بالأصالةِ أو بالوكالة، ومعارضةً بالأصالةِ أو بالوكالة، لا بَّد من أن تَسقطَ مهما طالت السنواتُ ما دامت تُهمِلُ إرادةَ الشعبِ وتَعتبره كميّةً لا قيمة لها وحرفًا ساقطًا. لقد أرسَلَكم الشعبُ إلى البرلمانِ لتَنتخِبوا رئيساً لا لتُحْدِثوا شغوراً رئاسيّاً. واللهُ أعْطاكم مناسبة تَجَلٍ لتَنتخِبوا رئيساً في الـمُهلةِ الدُستوريّةِ، فحَوَّلتُموها زمن تَخَلٍ لا نَعرف متى يَنتهي، ووسيلة إهمال جديد لرغبة الشعب الذي يريد رئيساً يَحمي ظهرَ لبنان وصدَره لا ظهر هذا أو ذاك».

الخلاف الوزاري على حاله
وكانت البلاد انشغلت خلال اليومين الماضيين بعدة تطورات بينها عدم توصل لجنة الوزراء القضاة الرباعية الى تفاهم حول آلية عمل مجلس الوزراء وتوقيع المراسيم، نتيجة موقف وزير العدل هنري خوري السلبي من الموضوع. وانتخابات مفتي بعض المناطق، وتطورات قضية حادثة العاقبية التي توفي فيها جندي ايرلندي واصيب ثلاثة اخرون مع اثنين لبنانيين بجروح. فيما مضى الدولار في مسيرته العالية وارتفع سعرة مائة ليرة عصر امس حيث تراوح سعر صرف الدولار في السوق الموازية ما بين 44100 و 44200 ليرة للدولار الواحد. بينما افتتح سعر صرف الدولار صباح أمس في السوق الموازية ما بين 44000 و 44100 ليرة للدولار الواحد.

خوري يتراجع
افادت المعلومات بأنّ اللجنة الوزارية الرباعية المنبثقة عن اللقاء الوزاري الذي عقد يوم الجمعة في السراي الحكومي، عقدت اجتماعها الأول في وزارة التربية يوم السبت، وإن «اللجنة تفاجأت بموقف وزير العدل هنري خوري خلافاً لأجواء الجمعة. وأن خوري أصرّ على أنه لا يمكن لمجلس الوزراء الانعقاد وأن تسيير الأعمال يجري عبر المراسيم الجوالة بتوقيع ٢٤ وزيراً. مشيرة الى ان الاجتماع كان سلبيا ولم يتم خلاله اتخاذ اي قرار. ولم تتمكن اللجنة التي التأمت على مدى ساعتين في السراي، من اتخاذ اي قرار وهي ستنقل حصيلة مداولاتها الى ميقاتي في الساعات المقبلة.

وكشفت المعلومات من مصادر لجنة الوزراء عن سجال في بداية الاجتماع بين الوزيرخوري وبين الوزراء عباس الحلبي ووسام مرتضى وبسام مولوي، حيث ان الوزير خوري لم يرفض بالمطلق انعقاد جلسات لمجلس الوزراء لكنه اعتبر «ان عقد جلسة هو الاستثناء وعدم انعقادها هو المبدأ، فدور حكومة تصريف الاعمال هوتيسير الاعمال العادية اليومية اما توسيع الصلاحيات وانعقادها لأمور غير ملحة سيؤدي الى قيامها بأعمال غير مسؤولة وهي غير مسؤولة، وغيرخاضعة لمراقبة مجلس النواب، وبالتالي لا يجوز انعقادها الا في الحالات الطارئة التي لا يمكن حلها الا بانعقاد مجلس الوزراء، واذا جرى الطعن بالمراسيم الصادرة عنها فتكون الرقابة من صلاحية مجلس شورى الدولة، الذي يدرس مدى استثنائية انعقاد الجلسة وما اذا راعى الظرف متطلبات الضرورة».

فرد الوزيرمرتضى لماذا نكمل النقاش اذا اصبح البحث غير مجدٍ طالما رفضتم من الاساس عقد جلسات لمجلس الوزراء. واكد الوزراء الثلاثة الحلبي ومرتضى ومولوي «ان حكومة تصريف الاعمال مُلزمة بموجب الدستور بتصريف الاعمال وليست مخيرة، انطلاقا من مبدأ استمرارية المرفق العام، وعند الشغور الرئاسي تنتقل الصلاحيات الى مجلس الوزراء ولم يقل الدستور تنتقل الى الوزراء، فيمارس مجلس الوزراء كل صلاحياته ويأخذ قراراته بالاكثرية اما اذا نقلنا الصلاحية الى كل وزير فيستطيع الوزير تعطيل الجلسة والمراسيم ويصبح الوزير الواحد اقوى من كل الوزراء».

كما ان آلية اصدار المراسيم كانت مدار انقسام حيث تمسك خوري بتوقيع 24 وزيراً انطلاقا من مبدأ دستوري مفاده انه لا يمكن لجزء من الوزراء ان يمثل رئيس الجمهورية كون الدستور اناط الصلاحيات بمجلس الوزراء مجتمعاً. فكان رأي الوزيرمرتضى «ان تمثيل رئيس الجمورية بأربع وعشرين وزيراً يعطي لكل وزير قوة توقيع رئيس الجمهورية وقوة تعطيل الجلسة، والمراسيم توقع من قبل الوزراء الحاضرين». فلم يقتنع وزير العدل..
وبقي كل فريق متمسك برأيه لذلك فشلت اللجنة في التوصل الى اي تفاهم.

 


"الجمهورية": المونديال الرئاسي مستمر داخليًا وخارجيًا... وتعويل على الخارج لإنسداد الداخل

إنتهى المونديال الرياضي في قطر بفوز الارجنتين على فرنسا بركلات الترجيح، فيما المونديال السياسي والرئاسي اللبناني بشقيه الداخلي والخارجي، تتواصل فصوله، وكان آخرها ترحيل ملف الانتخابات الرئاسية إلى السنة الجديدة. فلا جلسات رئاسية ولا جلسات حوار، كما انّ لا مؤشرات إلى اجتماع قريب للحكومة، مع استبداله بلقاءات تشاورية موسعّة ومصغّرة. ولكن الحدث الذي خطف الأضواء من ملفي الرئاسة والحكومة، وسيبقى محور تركيز ومتابعة في الأيام المقبلة، يكمن في الاعتداء على «اليونيفيل» في العاقبية، فيما الأنظار تتجّه إلى قمة «بغداد 2» التي تُعقد في الأردن غداً الثلثاء.

التعويل على الحركة الخارجية سببه انسداد أفق الحركة الداخلية التي وصلت مع الاستحقاق الرئاسي إلى الحائط المسدود، فلا مبادرات ولا قدرة لأي فريق على إيصال مرشحه، كما لا نية لأي فريق لأن يتنازل او يتراجع خطوة إلى الوراء قبل ان يتراجع خصمه، الأمر الذي أدخل الانتخابات الرئاسية في جمود، وهذا ما يفسِّر الرهان على تطورات الخارج، علّها تكون كفيلة بكسر هذا الجمود وإخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة.

وعلى الرغم من انّ العنوان الرئيس لقمة «بغداد 2» هو الوضع السياسي الداخلي في العراق، إلّا انّها ستتناول أوضاع المنطقة برمتها، خصوصاً انّ هذه الأوضاع مترابطة ومتشابهة على غرار تشابه الوضعين العراقي واللبناني، فضلاً عن انّها تضمّ السعودية وإيران إلى جانب مصر والإمارات وقطر وتركيا والبحرين وعمان وبالطبع العراق وفرنسا، وبالتالي يمكن ان تشكّل فرصة لإعادة إطلاق الحوار السعودي-الإيراني الذي توقّف.

ومعلوم انّ الملف الرئاسي اللبناني يشكّل محط متابعة فرنسية حثيثة، ودخلت قطر أخيراً على هذا الخط، ولا شك في انّ باريس التي تشكّل الجهة الراعية للقمة، ستستفيد من مشاركة الرياض وطهران لإثارة بعض الملفات الشائكة في المنطقة ومن ضمنها الانتخابات الرئاسية في لبنان، حيث تصرّ باريس ومعها واشنطن على ان يحصل إنتاج السلطة في لبنان بما يتوافق مع المبادئ التي أُعلنت في البيان الثلاثي مع الرياض التي يشكّل دورها صمام أمان للبنانيين.

ومع تراجع دور الداخل من أجل الخروج من المأزق الرئاسي، تحوّلت كل الأنظار إلى دور الخارج المعلن منه على غرار قمة «بغداد 2»، والمضمر منه لجهة اللقاءات الديبلوماسية والكواليسية مع بعض المرشحين والمعنيين في هذا الاستحقاق. فهل تفتح القمة التي تستضيفها عمّان، الطريق إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، خصوصاً انّ أبرز المشاركين في هذه القمة يتابعون الملف اللبناني من قرب؟ وهل ستنجح باريس في تحقيق الاختراق الرئاسي من خلال اللقاءات الجانبية المتوقع ان تجريها مع العواصم المعنية؟ وهل ستتجاوب إيران مع المسعى الفرنسي أم ستتذرع بعدم التدخّل في شأن يتعلق بـ»حزب الله»؟ وهل طهران ستهدي الورقة الرئاسية لباريس أم تتطلع إلى إهدائها لواشنطن؟

ويصعب على الخارج ان يحقق الاختراق الرئاسي المنشود ما لم تصل القوى السياسية في الداخل إلى اقتناع بضرورة الخروج من الاستعصاء الرئاسي، فهل وصلت إلى هذا الاقتناع؟ وهل البحث في الأسماء التوافقية بدأ يسلك طريقه؟ وهل تشكّل قمة «بغداد 2» بداية العد العكسي لإنهاء الشغور الرئاسي؟

مراوحة واستنزاف

في غضون ذلك، اعتبرت اوساط متابعة انّ البلاد دخلت في مرحلة من الجمود السياسي المكلف، مع الاقتراب من فترة الاعياد التي سيتلطى خلفها العجز الداخلي الصارخ عن انتخاب رئيس الجمهورية.

وقالت هذه الاوساط لـ»الجمهورية»، إنّ الايام الفاصلة عن نهاية السنة الحالية ستكون مرحلة استنزاف، حيث أنّ المراوحة في الاستحقاق الرئاسي تترافق مع ارتفاع مستمر في سعر الدولار الذي وصل إلى رقم قياسي جديد (44 الف ليرة)، ما يهدّد بتذويب كل الزيادات التي حصل عليها الموظفون والمتقاعدون.

واشارت الاوساط، إلى انّه «إذا كان مونديال قطر قد شغل اللبنانيين على امتداد شهر، فإنّهم سيعودون بدءاً من اليوم إلى مواجهة الواقع المزري، كما هو، وبلا مسكنات من نوع مباريات كأس العالم التي شكّلت نوعاً من الهروب الطوعي إلى الامام». ولفتت إلى انّه وإزاء الاستعصاء الداخلي في الملف الرئاسي فمن المتوقع ان يرتفع منسوب التأثير الخارجي في مجرياته مع مطلع السنة المقبلة.

مواقف

وفي المواقف التي شهدتها عطلة نهاية الاسبوع، دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد من بكركي «النواب ومن وراءهم» إلى الكف «عن هذه السلسلة من الاجتماعات الهزلية في المجلس النياني»، وتوجّه اليهم قائلاً: «لقد أرسلكم الشعب إلى البرلمان لتنتخبوا رئيساً لا لتحدثوا شغوراً رئاسياً. والله أعطاكم مناسبة تجلٍ لتنتخبوا رئيساً في المهلة الدستورية، فحولتموها زمن تخلٍ لا نعرف متى ينتهي». واضاف: «الشعب يريد رئيساً لا يخونه مع قريب أو بعيد ولا ينحاز إلى المحاور؛ رئيساً يطمئنه هو ويحمي الشرعية لتضبط جميع قوى الأمر الواقع؛ رئيساً يعمل مع مجلس وزراء جديد وفعّال وموحّد الكلمة فتعود الحياة الطبيعية إلى مؤسسات الدولة وإداراتها».

وكرّر الراعي دعوته «إنّ كل ما يجري على الصعيد الرئاسي والحكومي والنيابي والعسكري في الجنوب وعلى الحدود، وتآكل الدولة رأساً وجسماً، يؤكّد ضرورة تجديد دعوتنا إلى الحياد الإيجابي الناشط، وإلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، يعالج القضايا التي تعيد إليه ميزته وهويته، فلا يفقد ما بنيناه في مئة سنة من نظام وخصوصية وتعددية وحضارة وثقافة ديمقراطية وشراكة وطنية، جعلت منه «صاحب رسالة ونموذج في الشرق كما في الغرب». ودان «اغتيال» الجندي الإيرلندي الذي «استشهد برصاصة حقد إغتالته». وقال: «هذه الحادثة المأسوية التي تشوّه وجه لبنان، إنما تستوجب تحقيقاً شفافاً لبنانياً وأممياً يكشف الحقيقة ويجري العدالة. لقد حان الوقت، بل حان من زمان، لأن تضع الدولة يدها على كل سلاح متفلت وغير شرعي، وتطبّق القرار 1701 نصاً وروحاً لأنّ تطبيقه حتى الآن هو انتقائي واعتباطي ومقيّد بقرار قوى الأمر الواقع، فيما الدولة تعض على جرحها وعلى تقييد قدراتها لصالح غيرها».

محاسبة النواب

وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة في قداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس الذي تخلّله جناز لراحة نفس جبران تويني ورفيقيه: «سبع عشرة سنة مرّت على اغتيال الحبيب جبران، وما زال صـوته مدوياً، مذكّراً اللبنانيين بأن يبقوا موحّدين، دفاعاً عن لبنان العظيم». واستذكر عودة بعض ما قاله تويني من انّ «ما يريده الشعب هو إلغاء هؤلاء السياسيين الذين يومياً يبيعون الوطن من الخارج، في حين يبيعون الداخل مواقف كاذبة. إلى متى سنظل نقبل أن يحكمنا الفاشلون المفروضون علينا بالقوة لتشويه سمعة لبنان والإجهاز عليه؟». وقال: «ماذا كان جـبران ليقول في هذه الأيام القاتمة التي تمرّ على لبنان واللبنانيين، بسبب أشخاص يعملون من أجل منافعهم ومراكزهم، تقودهم أنانياتهم، ولا يرون في بلدهــم سوى قالب حلوى يتقاسمونه بدلاً من الاحتفال به مع أبناء الشعـب». وسأل: «هل نسـتسلم أمام من ينحرنا؟ هــل نترك اليأس يغزو نفوسنا؟ أم نشهر سـيف المطالبة بإصلاحات جذرية تضع حداً لكل فساد وتهاون وإساءة للبلد وأبنائه، وتقـتص من كل معتدٍ على الدسـتور وعلى القوانين وعلى المواطنين وحقوقهم، وتعاقب كل من يتطاول على سـيادة الدولة وأمنها؟»، مضيفاً: «نكرّم ذكرى جبران بالصمود، برفض الحقد والقهر والخنوع، ومحاسـبة النواب عـلى ممارساتهم العقيمة والمذلّة لمنتخبيهم، ونكرّر ما قلناه مراراً: نحن بحاجة إلى مسؤولين، وعلى رأسهم رئيس للبلاد، ذوي ضمير حي، يدركون عظم مسؤوليتهم ويحملون خطة إنقاذية إصلاحية واضحة تباشر في إعادة بناء الوطن الذي استشهد جبران وجميع الأحرار من أجله».

القطيعة السياسية

ولاحظ المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في «أنّ البعض ينتظر كلمة السر من الخارج، وما يريده الشعب قيادات سياسية بلا سماعات خارجية». وقال: «مصالح الشعب ومصالح دولته هي الشرعية نفسها، وإنقاذ البلد من ورطة القطيعة السياسية أكبر ضرورة وطنية، والمصالح الوطنية موجودة على طاولات المجلس النيابي لمن يريد إنقاذ لبنان بعيداً من العراضات الدولية». ورأى انّ «المطلوب قامات وطنية وروحية لا تهدأ لتأمين رأي عام وطني إنقاذي، ومنطق «نحن أو لا أحد» لا يبني دولة، وهذا البلد تمّ تحريره ببحر من التضحيات ليعود سيداً حراً، والبديل انتداب واحتلال وبيع وشراء، وما نريده لبنان بمصالحه الوطنية وليس لبنان بالمصالح الأميركية».

فرض رئيس

وقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن عز الدين: «إنّ الإستحقاق الرئاسي وما يدور في أروقة الهمس الخفيّ لا يمكننا أن نَركَن إليه، ونحن نقدّر باهتمام ومسؤولية أنّ إنتخاب الرئيس يشكّل إستحقاقاً وطنياً بامتياز يهمّ كلّ اللبنانيين، باعتباره رمز الوحدة الوطنية»، واضاف: «بعد تجربة الجلسات العشر من دون أن يتمكّن النواب من انتخاب رئيس للبلاد، آن الآوان لجميع القوى السياسية ولجميع مكونات المجلس النيابي، التي هي حصراً من تنتخب رئيس الجمهورية، بأن تتواضع في سقوفها وأهدافها، وأن تغادر بعض الوقت أحلامها وأوهامها وتعمل بجديّة ومسؤولية، لأنّ من يراهن على أن يُفرَض رئيس جمهورية من الخارج فهو واهم ويحلم». وختم عز الدين: «الجديّة والمسؤوليّة تبدأ بالحوار والتلاقي ومن ثمّ التفهّم لبعضنا البعض والتفاهم على رئيسٍ للجمهورية يملك الشجاعة والحكمة ومعرفة الاستفادة من قوة المقاومة وقدرتها لأجل المصالح الوطنية العليا، وخصوصاً أننا في واقعٍ سيئ والأمل سيكون في استخراج النفط وسيشكّل بارقة الأمل أمام اللبنانيين وأقصر الطرق لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والمالية التي نعيشها».

معلومات كاذبة

وعشية قمة «بغداد 2» المقرّر عقدها غداً في الاردن في حضور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون (الموجود قي قطر) ورؤساء الدول المجاورة للعراق وعدد من رؤساء حكوماتهم، تردّدت معلومات انتشرت في بيروت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انّ «بوادر انقلاب في الأردن قد بدأت بعدما التهمت الحرائق الدوائر الحكومية والشوارع الاردنية، وانّ الحكومة تستنفر قواها العسكرية والأمنية، معززة بالمدرعات والدبابات، لمحاولة السيطرة على الأوضاع». وفي المعلومات التي انتشرت «انّ مدناً اردنية قد سقطت، وأنّ الأمور بدأت تخرج عن السيطرة في محاولة لإسقاط النظام هناك».

وفي تعليق له، أوضح وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب لـ «الجمهورية»، انّ «لبنان لم يتبلّغ اي معلومات عن تحرّكات من هذا النوع لا في العاصمة الاردنية ولا في اي من مدن المملكة التي تستعد لاستقبال «قمة بغداد 2» غداً».

إضراب التعليم المهني

من جهة ثانية، ومع بداية الأسبوع الأخير من التعليم الرسمي قبل الدخول في عطلتي الميلاد ورأس السنة، دعت رابطة أساتذة التعليم المهني المدرّسين إلى التزام الإضراب اليوم وغدًا «طالما انّ رواتبنا لم تعد تكفي تغطية كلفة الإنتقال إلى مراكز عملنا»، كما قالت الدعوة.

الحكومة اللبنانيةكأس العالم 2022

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل