عين على العدو
هذا ما قام به نتنياهو.. تعطيل عودة الأسرى من أجل بقائه السياسي
أشار الصحافي والكاتب "الإسرائيلي" عودد شالوم في مقالةٍ نُشرت في صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أنَّ الأسرى الصهاينة الذين سيتم إطلاق سراحهم على دفعات ابتداءً من بداية الأسبوع المقبل كان من الممكن أن يكونوا في بيوتهم منذ أكثر من نصف عام، وليس فقط هم، أيضًا الأسرى الذين بقوا على قيد الحياة في جحيم أنفاق غزة لمدة شهور طويلة، والذين ماتوا في النهاية، كان من المحتمل أن يكونوا في بيوتهم، أحياء.
وقال شالوم: "تعتبر الحالات التي يفاخر فيها سياسي، شخص يدعي أنه قائد على المستوى "الوطني"، بقذاراته نادرة. يتفاخر بذلك. إيتمار بن غفير هو شخص بلا خجل. ليس لا خجل لديه فقط، بل أيضًا ليس لديه أخلاق يهودية. العنصري الفاشي الذي سعى نتنياهو جاهدًا لتحالفه مع بتسلئيل سموتريتش في الانتخابات لمنع خسارة أصوات من كتلة اليمين، عاد ليكرر ما قاله يوم أمس: "في العام الماضي، بفضل قوتنا السياسية، تمكنا من منع تنفيذ هذه الصفقة مرة تلو الأخرى"".
واعتبر أنَّه من الضروري أخذ نفس عميق بعد سماع هذه الكلمات، وأضاف: "لو كنت من أقارب أحد "المختطفين" الذين ما زالوا على قيد الحياة في قطاع غزة، أو الذين ماتوا في الأسر، كنت سأصاب بالجنون. هنا وزير بارز يعترف علنًا، ليس من خلال محادثات خلف الكواليس أو اقتباسات مجهولة من المقربين، بأنه استخدم قوته السياسية لتعطيل صفقة كان من الممكن أن تعيد "الإسرائيليين" الذين تم "اختطافهم" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. صفقة كان من الممكن أن تعيد الجنود الذين وقعوا في الأسر وهم مصابون جسديًا ونفسيًا بعد أن شهدوا مقتل رفاقهم أمام أعينهم".
ولفت إلى أنَّ بن غفير يتفاخر بتعطيل عودة الأسرى الذين وقعوا ضحايا لأكبر كارثة في "تاريخ" "إسرائيل" منذ تأسيسها، إلى أحضان عائلاتهم. وتابع: "كارثة تحمل اسم هذه الحكومة ورئيسها وكل واحد من أعضائها. أيضًا اسم إيتمار بن غفير. لا يوجد في هذا الشخص أي مظهر من مظاهر التواضع أو قبول المسؤولية الشخصية. وكذلك ليس عند شريكه في الحكومة، بتسلئيل سموتريتش الذي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بعد ساعات قليلة من بدء ظهور حجم الكارثة، اعترف أنه إذا طلب الجمهور استقالة الحكومة، سيكون ذلك مبررًا، ثم تراجع مع مرور الوقت وأزال عن نفسه والحكومة جميع المسؤوليات عن الفشل. لكن سموتريتش، الذي قال هذا الأسبوع عن الصفقة المرتقبة لإعادة المختطفين إنها "كارثة للأمن القومي"، على الأقل لا يتفاخر بتعطيل عودة "المختطفين" في المرات السابقة عندما كانت الصفقة على وشك التوقيع. لديه بعض الوعي الذاتي والحساسية لعدم التفاخر بذلك أمام عائلات "المختطفين"".
وأكَّد أنَّ سموتريتش وبن غفير كان لديهما معلم ممتاز فيما يتعلق بتفادي المسؤولية الشخصية والجماعية عن كارثة السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهو رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، من خلال مبعوثيه في "الكنيست" ووسائل الإعلام، نجح في زعزعة ثقة الجمهور في نزاهة قضاة المحكمة العليا، وبالتالي عرقل تشكيل لجنة تحقيق حكومية يتم تعيينها من قبل رئيس المحكمة العليا.
وأضاف: "عليه أن يعلم أن جزءًا كبيرًا من الجمهور "الإسرائيلي" لن يسمح له بالتهرب من المسؤولية والمثول أمام لجنة تحقيق مستقلة. جميع الاستطلاعات تشير إلى أنّ هناك أغلبية في الجمهور لإنشاء مثل هذه اللجنة. لذا حتى إذا لم يحدث ذلك قريبًا، فإنها ستقوم. يمكنه أيضًا إنكار ما يريد من مزاعم بن غفير بأنه من خلال التهديد بإسقاط الحكومة، نجح في منع صفقات مثل هذه من التنفيذ حتى الآن".
ولفت شالوم إلى أنَّ "الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، قال هذا الأسبوع إن هذه الصفقة هي نفس الصفقة التي وافق عليها نتنياهو منذ أكثر من نصف عام، وأعاد تأكيد قوله أمس. فما الذي تغير الآن؟ تصريحات بن غفير تعزز الادعاء بأن نتنياهو عطّل الصفقة حتى الآن بسبب اعتبارات بقائه السياسي".
وختم بالقول: "لكن كل هذا لن يطغى على الفرح والابتهاج بعودة الأسرى إلى ديارهم. بالنسبة لعائلات المختطفين، هذه لحظة كانوا يصلون من أجلها وكافحوا من أجلها أكثر من عام. الصفقة تحمل معها أملًا بأننا قريبون أيضًا من نهاية الحرب. لقد دفع "المجتمع الإسرائيلي" بأسره ثمنًا باهظًا للغاية، حان الوقت لبدء التعافي. ولكن شيء واحد لن يُنسى وهو القيادة الخسيسة التي قادتنا إلى هذه الكارثة والتي رفضت تحمل المسؤولية وقيادتنا "بنزاهة وأخلاق". ليعلم أولئك الذين سيعودون إلى ديارهم الأسبوع المقبل أنهم كان بإمكانهم العودة منذ أشهر. لم يحدث ذلك لأن هناك من منع ذلك باستخدام قوته السياسية".
الكيان الصهيونيبنيامين نتنياهوالأسرى
إقرأ المزيد في: عين على العدو
16/01/2025