الخليج
"ذي إيكونوميست": سياسات بايدن قد تحمل تبعات خطيرة على السعودية
تناولت صحيفة "ذي إيكونوميست" البريطانية والتي تهتم بالشؤون الدولية، القرارات الجديدة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه السعودية، إذ شجب الأخير "الكارثة الإنسانية والاستراتيجية" للحرب في اليمن التي دخلت عامها السابع.
وفصّلت الصحيفة أنه يمكن لإدارة بايدن عرقلة آلة الحرب السعودية، مبيّنة أنه خلال عامي 2015 و2019 كانت المملكة أكبر مستورد للسلاح في العالم، وفقًا لأرقام جمعها "معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام"، وحوالي ثلاثة أرباع هذه الواردات جاءت من أمريكا و13% أخرى من بريطانيا.
وبحسب الصحيفة، على الرغم من أن المملكة لديها ما تحتاجه من دبابات وطائرات حربية، لكن حظر بايدن قد يقطع عنها قطع الغيار وإمدادات الذخيرة، بما في ذلك صفقة القنابل الذكية الضخمة التي وقعها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
واعتبرت الصحيفة أن تفاصيل تغيير سياسة بايدن في هذا الخصوص مهمة، فإذا قامت أمريكا فقط بإيقاف تدفّق القنابل "الذكية"، فقد يضطر السعوديون إلى الإعتماد على القنابل التقليدية ما يعني أن قرار بايدن يوفر القليل من الدعم لليمنيين.
وتساءلت عما إذ كان بايدن سيذهب إلى أبعد من ذلك، "فالقضية ربما لن تكون مجرد سلاح بل في إمكانية استخدامه".
ووفق "ذي إيكونوميست"، على الرغم من أن إدارة ترامب أوقفت قرار إعادة تزويد طائرات "التحالف العربي" الذي تقوده السعودية بالوقود، لكنها استمرت في تقديم "المشورة العسكرية والمعلومات الاستخباراتية والمساعدات اللوجستية وغيرها من أشكال الدعم" وفقًا للبيت الأبيض، غير أنها إذا توقفت أمريكا عن صيانة الطائرات السعودية، فقد تتأثر 50% من القوة الجوية للمملكة، حسب تقديرات "توم بيكيت" من "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية".
ورأت الصحيفة أن خطوة بايدن قد تدفع شركاء المملكة الآخرين إلى التفكير في خطوات مماثلة، ففي 29 كانون الثاني/ يناير الماضي، ألغت إيطاليا مبيعات صواريخ وقنابل بقيمة 485 مليون دولار لكل من السعودية والإمارات، مبررة القرار بتورط البلدين في حرب دامية باليمن.
وجاء في "ذي إيكونوميست" أيضًا: "في 4 شباط/ فبراير الجاري، قال رئيس لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني "توبياس إلوود" إن على بلاده أن تحذو حذو إيطاليا في هذا الصدد.. إذا حدث ذلك، فسيكون له تداعيات خطيرة على القوات الجوية السعودية، إذ تم تصنيع الطائرة الحربية الرئيسية غير الأمريكية في المملكة، "يوروفايتر تايفون"، من قبل كونسورتيوم أوروبي، ويجب أن يخدمها فنيون غربيون".
تحول في العلاقات السعودية الأمريكية
الصحيفة لفتت الى أن خطاب بايدن يشير إلى تحول أوسع في علاقة أمريكا بالسعودية، فقد كان الاثنان شريكين لمدة 76 عامًا، منذ أن التقى الرئيس "فرانكلين روزفلت" بالملك "عبدالعزيز آل سعود" على متن طراد أمريكي عام 1945، وتحدثت عن فترة رئاسة "أوباما"، حينها كان السعوديون ينظرون إليه على أنه ساذج، وغضبوا منه عندما دعا الرئيس المصري السابق "حسني مبارك" إلى التنحي بعد 30 عاما في الحكم، بالتزامن مع الأيام الأولى لثورة 25 كانون الثاني / يناير 2011، إذ اعتبروا موقف أوباما خيانة متسرعة لشريك أمريكي قديم، ما جعلهم قلقين بشأن وضعهم الخاص.
وتابعت الصحيفة "في العام 2015، تلقت السعودية صفعة قوية حين وقع أوباما على الاتفاق النووي مع إيران، بالنسبة له كان هذا إنجاز، لكن السعوديين اعتبروه دفعة غير محسوبة لعدوهم اللدود، حيث منح إيران الشرعية والنمو الاقتصادي".
وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس من المستغرب أن السعوديين كانوا سعداء برؤية أوباما يغادر البيت الأبيض، ولم يدّخروا جهدًا في سحر خليفته، فعلى غير المعتاد بالنسبة لرئيس أمريكي كانت الرياض وجهة دونالد ترامب بأول رحلة خارجية له، حيث احتفل معه مضيفوه برقصة العرضة التقليدية، وهو أمضى سنواته في رفض انتقاد المملكة بإصرار، حتى أنه ساعد في حمايتها من العواقب بعد مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في عام 2018، الذي تجرى تقطيع جثمانة داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، وقوبل انسحاب ترامب من الاتفاق النووي بترحيب من السعوديين.
احتضان "ترامب" للسعوديين، تُكمل"ذي إيكونوميست"، عرّضه لهجوم سياسي في واشنطن، إذ طالب العديد من الديمقراطيين، وحتى بعض الجمهوريين، بمعاقبة المملكة على المذبحة في اليمن ومقتل "خاشقجي"، وقال بايدن نفسه في مناظرة رئاسية، إبان حملته الانتخابية إنه سيعامل السعودية على أنها "منبوذة".
وخلصت الصحيفة إلى أنه لايمكن لبايدن قطع العلاقات مع السعودية ببساطة، كونها منتجًا قويًا للنفط، وبدلًا من ذلك سيتعين عليه إيجاد نهج جديد، نهج لا ينغمس في أسوأ دوافع المملكة ولا يعزز أسوأ مخاوفها.
جمال خاشقجيالبيت الابيضباراك أوباما
إقرأ المزيد في: الخليج
19/01/2024