معركة أولي البأس

الخليج والعالم

 تركيا وسوريا بين التصعيد والتهدئة في ادلب
15/02/2020

 تركيا وسوريا بين التصعيد والتهدئة في ادلب

شدد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف مؤخراً على أنّ الكرملين لا يرى نزاعاً فيما يحدث في إدلب بل هو محاربة الجيش السوري للإرهاب على أرض بلاده، وهو حق سيادي للدولة وسط عدم تنفيذ اتفاقات سوتشي، مؤكداً أنّ تواصل هجمات الإرهابيين رغم تعهد أنقرة بتحييدهم أمرٌ غير مقبول ومخالفٌ لتفاهمات سوتشي، فيما اعتبرت الخارجية الروسية في بيانٍ لها تصريحات أنقرة حول تحميل روسيا والحكومة السورية مسؤولية مقتل عسكريين أتراك بسوريا بأنها مثيرةٌ للاستغراب، فما هو التصرف المتوقع من الجانب التركي بعد التهديدات المتكررة لأردوغان؟.

المحلل السياسي السوري مهند الضاهر يقول لموقع "العهد" الإخباري أنّ "الخارجية السورية أعطت تهديدات أردوغان التوصيف المناسب حين قالت أنها هوجاء وغير مسؤولة، لكن يجب أن يوضع بالحسبان احتمال تنفيذ شئٍ منها على أرض الواقع وأن تؤخذ على محمل الجد وإن قُلِّلَ من أهميتها لكن قد تكون جديّةً بمعنى أن يذهب إردوغان للاشتباك مع الجيش السوري". 

ويضيف "الأمور قد لا تصل إلى مواجهة واسعة بين تركيا وسوريا، ويُحتمل حدوث مناوشات متقطّعة لمحاولة إلهاء الجيش السوري عن معركته الأساسية ضد التنظيمات الإرهابية في إدلب و غرب حلب".

ويشير الضاهر إلى أنّ "هناك فرصة للتهدئة وكذلك للتصعيد خصوصاً مع استمرار المباحثات الروسية التركية وتأكيد موسكو على استمرار التواصل مع أنقرة، ولكن في المقابل أيّ هدنة أو تهدئة ستخرق من قبل المسلحين المدعومين من تركيا ورأينا آخر هدنة كيف كلفت الجيش استشهاد أربعين جندياً وخمسة عشر جندياً روسياً"، مبيناً "لذلك سمعنا بيسكوف يردّ على أردوغان بأن اتهاماته عن أن الدولة السورية وروسيا هما من يخرقان الهدنة هي باطلة بل تركيا هي التي توعز لهم بالهجوم".

روسيا معنية بإنهاء حالة الإرهاب في ادلب، بحسب الضاهر، لأنها المسؤولة عن اتفاق سوتشي الذي لم تلتزم أنقرة به، ومعنية بدعم الجيش السوري في مواصلة تحريره.

وفي السياق أفاد مصدرٌ في الإتحاد الأوروبي أنّ وزراء خارجية الدول الأوروبية السبعة وعشرين يعتزمون عقد اجتماع لبحث الوضع في سوريا وادلب في السابع عشر من شهر شباط الجاري، وهنا يعلّق الضاهر على هذا الإجتماع بالقول أن "ما يهم الاتحاد الأوروبي هو شيء واحد فقط هو عدم حدوث موجة لجوء جديدة من تركيا نحو أوروبا، حيث أن إردوغان لا يزال يمسك بورقة اللاجئين و يلوّح بها لأوروبا إن لم تدعمه في مساعيه لإيقاف العمل العسكري السوري الروسي على مواقع الإرهابيين في ادلب، وحدوث موجة اللجوء هذه يعني تكرار الحوادث الإرهابية التي حدثت مسبقاً في مختلف المناطق الأوروبية، وبالتالي لن يكون الاجتماع الأوروبي في صالح أردوغان كما أنه لن يكون ضده".
 

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم