معركة أولي البأس

الخليج والعالم

نقاط المراقبة التركية في الشمال السوري.. لا أفق للبقاء
11/03/2020

نقاط المراقبة التركية في الشمال السوري.. لا أفق للبقاء

محمد عيد

في ظل اتفاق الهدنة التي توصل إليها الرئيسان الروسي والتركي في مدينة إدلب السورية يبقى التساؤل مطروحًا بقوة حول مصير نقاط المراقبة التركية الموجودة هناك وما هي آفاق بقائها في هذه الجغرافيا الملتهبة وما الغاية التركية من استمرار وجودها محاصرة هناك.

جدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو تهديد تركيا لدمشق في حال أقدم الجيش السوري على استهداف النقاط التركية مؤكدا مواصلة بلاده العمل من أجل وقف إطلاق النار الدائم في محافظة إدلب السورية.

وحول هذا الموضوع أكد المحلل السياسي المتخصص بالشؤون التركية سركيس قصارجيان أن الخطة التركية من كل هذا التصعيد في الشمال السوري بدءا من أواخر شهر شباط كانت تهدف للإبقاء على هذه النقاط كأمر واقع يمكن أن يكون له التأثير "ليس فقط على مجريات العمل العسكري وحسب وإنما كي يتعدى هذا التأثير إلى الناحية السياسية والتأثير أيضًا في مجريات الاستحقاقات القادمة في سوريا".

وفي تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري رأى قصارجيان أن هذا الإصرار والتصميم على متابعة الأعمال العسكرية من قبل الجيش السوري حولا هذه النقاط إلى حالة شبيهة بـ "الوجود الرمزي" مبينًا رغبة تركية في المحافظة على الإطار العام لاتفاقيتي سوتشي وأستانا "وأنا أعتقد أن بقاء هذه النقاط هو موضوع وقت فقط وأن هناك رغبة روسية في إعطاء المجال والأريحية لتركيا من أجل سحب هذه النقاط دون أن يكون هناك مظهر عام من مظاهر الانكسار العسكري الذي يمكن أن يتعرض له أردوغان لأنه في النهاية من أولويات الحكومة الروسية الحفاظ على الأقل على الإطار الخارجي لاتفاقيات آستانا واتفاق سوتشي فهاتان الاتفاقيتان تعتبران الوحيدتين اللتين تؤثران على مجريات الحرب السورية وأي اتفاق آخر خارج هذا الإطار يعني تدويل الأزمة أكثر من ذلك ودخولها إلى مرحلة جنيف ومرحلة تدخل الدول الغربية والدول الخليجية والأمم المتحدة بمجالسها ومنظماتها إلى آخره".

قصارجيان شدد على أن موضوع النقاط العسكرية التركية محصور بعامل الوقت، وينسحب كذلك على الوجود العسكري التركي برمته فهو "سينحسر مع مرور الوقت وهذه ليست تمنيات أو عواطف وإنما مرتبطة بالوضع الميداني".

من جانبه شدد المحلل السياسي الدكتور علاء الأصفري على تأكيد دمشق أن أي جندي تركي موجود على الأراضي السورية يشكل حالة غزو وهو محتل وغير معترف به "ولكن النقاط التركية الآن تقع ضمن الهدنة التي أوجدتها روسيا مع تركيا وتقضي بوجود هذه النقاط حاليا وأعتقد بأنها مؤقتة".

 الأصفري جزم بأن الهدنة كمفهوم تختلف عن السلام "اليوم نحن في هدنة مع تركيا لضبط هذه المجموعات المسلحة العائدة أصلا لأردوغان وبالتالي فهذه الخطوة ستكون مؤقتة وحتى منطقة خفض التصعيد في إدلب تعتبر كهدنة منطقة مؤقتة ريثما يتم استكمال تحرير كل الجغرافيا السورية"، موضحًا أن الكل يعرف أن الجيش العربي السوري ينتصر بوجوده مع الروس ومع المستشارين الإيرانيين ومع المقاومة "وبالتالي هذه الهدنة هي مؤقتة ويجب انسحاب النقاط التركية لاحقا ومهما كلف الأمر".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم