الخليج والعالم
يوم الأسير الفلسطيني حاضرٌ بقوّة في تونس
تونس – روعة قاسم
لم تغب فعاليات الاحتفالات بيوم الأسير عن تونس، التي دأبت على دعم الفلسطينيين في كل محطات الصراع والكفاح ضد الصهاينة وبمختلف الأشكال.
وعلى الرغم من فيروس كورونا وما فرضه من حجر صحي تام، إلّا أن الاحتفاء بيوم الأسير الفلسطيني كان استثنائيا هذا العام في تونس عبر تنظيم فعاليات الكترونية بمبادرة من مركز دراسات أرض فلسطين للتنمية والانتماء، وذلك تحت شعار "انقاذ الأسرى من وباء الاعتقال والكورونا مهمة نضالية".
وانطلقت الفعالية مساء أمس الجمعة بربط مباشر مع الفلسطينيين المشاركين أيضا من قلب فلسطين، وامتدت على مدى أكثر من ساعتين تفاعل خلالها الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي التي نقلت عبرها الفعالية.
مشاركة تونسية وفلسطينية
البداية كانت بكلمة الأسرى داخل سجون الاحتلال نقلتها السيدة عبلة سعدات زوجة الأسير محمد سعدات، تبعها افتتاح معرض للرسم بمشاركة مجموعة من الفنانين التشكيليين الفلسطينيين والتونسيين والعرب وهم محمد الركوعي ولطيفة يوسف وعبد اللطيف مهنا من فلسطين، وجنات العتيري وخميسة العبيدي وليلى بوطبة من تونس، ومجموعة من الأطفال الموهوبين من فلسطين وتونس والجزائر، اضافة الى معرض وثائقي عن الاسرى اقيم بمنزل د. عابد الزريعي وتمّ بثّه الكترونيا.
كما شارك في الفاعلية عدد من الشعراء من فلسطين وتونس، ومنهم الشاعر نايف جراد ونزهة الكايد من فلسطين، والشاعر رشيد صالح الحاج من اليمن، ونخبة من شعراء تونس ومنهم الشاعر صلاح بوقدر وشاهين السافي والشاعرتان منى بعزاوي ورجاء علوش.
وتضمن النشاط عرض فيلم "لا تقل لأمي" وهو عبارة عن قراءة تصويرية لرسالة الأسير محمد براش تقديم نورس الزريعي، إضافة الى مداخلة فكرية بعنوان " بيئة السجون كأداة للإرهاب والقمع الصحي ضد الأسرى.. جائحة الكورونا أنموذجا"، قدمها الدكتور وائل الزريعي.
واجب وطني تجاه القضية
وعن الدافع لهذه الخطوة رغم كورونا وما فرضه من إجراءات العزل الصحي، أجاب منظم الفعالية د. عابد الزريعي مدير مركز دراسات أرض فلسطين للتنمية والانتماء في حديث لموقع "العهد الاخباري"، فقال إن "الدافع لهذه الخطوة نابع من ضرورة التغلب على تحديات ظرف الحجز المنزلي في ظل الكورونا وعدم السماح له بمحاصرة دورنا في القيام بواجبنا تجاه قضية فلسطين والقضايا المركزية، وتابع "كنا نفكر دائما في تطوير نشاطنا بحيث نتمكن من الوصول الى كل القطاعات الجماهيرية اضافة الى ذلك توسيع قائمة المشاركين في هذه النشاطات.. لقد حققنا الهدف على المستويين فمن جهة نسبة المتابعة كانت عالية جدا واكثر من توقعاتنا وقد عمت اكثر من بلد عربي".
وأردف "بالنسبة للمشاركين فقد تمكنا من اشراك عدد كبير من الفنانين التشكيليين والشعراء العرب، وكانت الاضافة النوعية المشاركة الكبيرة للأطفال من فلسطين وتونس والجزائر برسومات تفرض التوقف أمامها وتكشف عن مواهب كبيرة واحساس يكاد يكون فطريا بالقضية الفلسطينية كطفلة جزائرية عمرها 5 سنوات ترسم لوحة عن فلسطين ما يستدعي التوقف".
وأكد الزريعي أن "يوم الأسير الفلسطيني والاحتفاء به في تونس كان مناسبة لتلاقي العقول والقلوب للتفكير معا من أجل القيام بواجبنا ووضع العالم أمام مسؤوليته في قضية الاسرى الذين يواجهون وضعا صعبا الآن، فتحرير الأسرى في جوهره هو مهمة نضالية مفروضة على فصائل الثورة الفلسطينية".