الخليج والعالم
انقلاب مالي.. نكسة للولايات المتحدة
ذكرت مجلة "فورين بوليسي" أن الولايات المتحدة أوقفت مساعدة وتدريب ودعم قوات الجيش في مالي بعد بروز معلومات جديدة أفادت عن أن ضباطًا عسكريين ماليين شاركوا في عملية الانقلاب التي شهدتها الدولة الافريقية بعد أن درّبهم الجيش الأميركي.
وبحسب المجلة، كان الضابط العسكري المالي اسيمي غواتا الذي أعلن نفسه الزعيم الانتقالي للبلاد قد شارك في تدريبات عسكرية بقيادة الولايات المتحدة، ضمن مساعي محاربة الجماعات المتطرفة الناشطة في منطقة الساحل الافريقية.
ونقلت المجلة عن المبعوث الأميركي الخاص لمنطقة الساحل جون بيتر فام تأكيده أن هناك شخصيات عسكرية شاركت في عملية الانقلاب كانت قد تلقت التدريب والدعم الأميركي، مشيرًا الى أن واشنطن تدين عملية الانقلاب.
كذلك نبّهت المجلة من أن الانقلاب قد يشكّل نكسة كبيرة للمساعي الأميركي والدولية لمحاربة المجموعات المسلحة، لافتة إلى أن بعض هذه المجموعات لديها علاقات مع تنظيمي "داعش" و"القاعدة".
ولفتت المجلة إلى أن المجموعات المسلحة لا تزال تسيطر على مناطق في وسط مالي وهي تمددت جنوبا إلى داخل كل من بوركينا فاسو والنيجر، وذلك على الرغم من عمليات مكافحة الإرهاب الدولية وبرامج المساعدة الأمنية.
تنامي أكبر مجموعتيْن متطرّفتيْن في مالي
بدورها، تحدّثت مجموعة "صوفان" للاستشارات الأمنية والاستخباراتية من جهتها عن تنامي أكبر مجموعتيْن متطرّفتيْن في مالي وهما جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" و"تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى".
"صوفان" أشارت الى أن محمود ديكو هو شخصية قيادية في المظاهرات التي شهدتها مالي ضد إبراهيم أبو بكر كيتة – وهو رئيس مالي السابق الذي اعلن استقالته قبل أيام على أثر عملية الانقلاب العسكرية.
كما لفتت إلى أن ديكو هو رجل دين سلفي كان قد درس في السعودية.
وبحسب المجموعة، هناك شخصية قيادية في جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" تُدعى أمادو كوفا كان على علاقة مع ديكو، وهو أيضا رجل دين سلفي قبل اندلاع الحرب الاهلية في مالي عام 2012.
وقالت المجموعة إن جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" تريد انسحاب فرنسا والامم المتحدة عسكرياً من مالي، لكن فرنسا سترفض مثل هذه الشروط، فهي كانت تدعم ابو بكر كيتا، وأضافت إن هناك حالة قلق لدى فرنسا وحكومات غربية بسبب الازمة السياسية في مالي والتداعيات المستقبلية.
هذا ولفتت المجموعة إلى أن حكومة مالي لم تتمكن من إعادة الامن إلى كافة انحاء البلاد وإلى تزايد الهجمات من قبل المجموعات المسلحة، فضلا عن نجاح هذه المجموعات بتجنيد عناصر جدد، مُبيّنة أن مساعي محاربة المجموعات المسلحة في مالي تلقت العديد من النكسات، وأن ذلك مستمر حتى اليوم.
وخلصت "صوفان" الى أن ما سيحصل سيحمل معه تداعيات كبرى على صعيد الاستقرار الاقليمي والعمليات العسكرية الفرنسية في غرب افريقيا.