معركة أولي البأس

الخليج والعالم

كيف يحشد الغرب جهوده لإشعال الحرب بين موسكو وكييف؟
14/02/2022

كيف يحشد الغرب جهوده لإشعال الحرب بين موسكو وكييف؟

رأى الكاتب الأميركي دايفيد اغناطيوس في مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" أنه "في حال قررت روسيا غزو أوكرانيا، فإن معركتها الحقيقة ستبدأ بعد أن تتمكن موسكو من السيطرة على البلاد"، زاعمًا أن هناك "حالة كراهية عمومًا لدى الشعب الأوكراني حيال روسيا ووكلائها".

وقال الكاتب إن "نسبة 10 % من الشعب الأوكراني البالغ عدده 40 مليون نسمة، قادرة على تشكيل قوة تمرد مقتدرة"، مشبّهًا ذلك بما واجهته الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان.

واعتبر أنّ "النهاية على الأرجح لن تكون سعيدة لبوتين في أوكرانيا، إذ إن إقدامه على هذا الغزو هو شبيه بقرار رئيس الوزراء "الإسرائيلي" الأسبق مناحم بيجن حين قرر اجتياح لبنان عام 1982، الذي ساهم في إيجاد حزب الله"، على حد قوله.

وأضاف الكاتب أن بوتين "سيشعر بـ"الألم" بعد اجتياحه أوكرانيا والسيطرة على البلاد".

ونقل اغناطيوس عن مسؤولين أميركيين كبار قولهم إنّ رد الرئيس الأميركي جو بايدن يستند الى 3 ركائز أولها اعتباره أنّ النظام العالمي القائم على القواعد سيكون مهددًا إذا ما أقدمت روسيا على عملية غزو غير مبررة، وضرورة أن يدفع بوتين ثمنًا باهظًا إذا ما أقدم على عمل غير قانوني كهذا.

أما الركيزة الثانية بحسب الكاتب، فتتمثل بتصميم بايدن على تجنب أي احتكاك مباشر بين القوات المسلحة الروسية والأميركية ما قد يؤدي إلى حرب نووية، وأضاف الكاتب إن "الركيزة الثالثة تتمثل في أن بايدن مقتنع بأن أمن الولايات المتحدة و"أصدقائها الأوروبيين" مرهون بوحدة الموقف مع حلف "الناتو" وقوة هذا الحلف".

السفير الروسي لدى السويد: موسكو لا تريد الحرب ولا تبالي بالعقوبات

في المقابل، قال السفير الروسي لدى السويد فيكتور تاتارينتساف إنّ القيادة السياسية الروسية تريد تجنب الحرب على خلفية الملف الأوكراني، مشددًا على أنّ "آخر شيء يريده الشعب في روسيا هو الحرب".

وفي مقابلة مع صحيفة "افتونبلاديت" السويدية، تحدّث تاتارينتساف عن تلويح بعض الدول الغربية بفرض العقوبات الاقتصادية على موسكو، وقال إن بلاده لا تبالي إطلاقًا بهذه العقوبات، مشيرًا إلى تأثير إيجابي لهذه العقوبات على روسيا.

وأوضح أن "هذه العقوبات جعلت روسيا أكثر اعتمادًا على الذات ودفعت بالمنتجين المحليين إلى صناعة منتوجاتهم مستفيدين من الوصفات الغربية"، لافتا في هذا السياق إلى "زيادة الصادرات الروسية".

واعتبر تاتارينتساف أن "الغرب يبالغ في مدى تأثير أي عقوبات جديدة على موسكو"، مؤكدًا أن بلاده "سترد بشكل أقوى كلما زاد الغرب ضغوطه".

الجهل يهيمن على الموقف الغربي حيال أزمة أوكرانيا

وفي سياق متصل، رأى الدبلوماسي الأسترالي السابق غريغوري كلارك في مقالة نشرها موقع "آسيا تايمز" أن "الغرب يتعاطى بجهل مع الأزمة الأوكرانية"، مشيرًا إلى أن ذلك يدفع جهات محددة إلى إشعال الحرب.

المقالة التي حملت عنوان "الجهل يهيمن على الموقف الغربي حيال أزمة أوكرانيا"، تحدّث الكاتب فيها عن زيارة وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس إلى موسكو وما قالته لنظيرها الروسي سيرغي لافروف من أنّ المناطق الأوكرانية المحيطة بمنطقتي روستوف وفورونيج (الروسيتين) مهدّدة من قبل القوات الروسية".

وأضاف الكاتب أن "لافروف اضطر إلى تقديم شرح لنظيرته البريطانية بأنّ هذه المناطق لطالما كانت روسية، ولا تواجه أي تهديد بالغزو".

الكاتب لفت إلى أن "تروس وغيرها من الشخصيات التي تتحدث عن مواجهة روسيا، لا يعرفون كثيرًا عن موقع أوكرانيا الجغرافي ناهيك عن كيفية مواجهة روسيا، إلا أنهم في الوقت نفسه يطلقون التحذيرات المتواصلة للاستعداد لاجتياح روسي وشيك".

واعتبر الكاتب أن "المقاربة المنطقية للأزمة تفيد أن لدى موسكو سببين اثنين رئيسيين لإرسال القوات إلى المناطق القريبة من أوكرانيا، الأول: تشجيع كييف على تنفيذ اتفاقية مينسك التي كانت وقعت عليها هي وعدد من الدول الأوروبية من أجل وقف الاقتتال في شرق أوكرانيا بين العناصر الموالية لروسيا والقوات الأوكرانية، وهذه الاتفاقية تدعو إلى حكم ذاتي "مؤقت في منطقتي دونيتسك ولوهانسك (الواقعتين في إقليم دونباس) تحت قانون خاص وإجراء انتخابات محلية هناك".

وأشار إلى أن "كييف تقول إنّ برلمانها لن يوافق على التعديل الدستوري المطلوب من أجل الموافقة على هذا الحكم الذاتي"، واصفًا البرلمان الأوكراني بأنه "تحت هيمنة المتطرفين"، وأضاف أن "الموقف هذا يعني استمرار الاقتتال في دونباس دون نهاية في الأفق".

أما السبب الثاني وراء نقل القوات الروسية إلى المناطق المحاذية لأوكرانيا، فهو بحسب الكاتب، احتمال قيام الحكومة الأوكرانية أو "القوات المتطرفة" بمحاولة الهجوم على دونيتسك ولوهانسك وإبادتهما".

وتحدّث الكاتب عن مساعي الحكومة الأوكرانية، وخاصة المتطرفين، لفرض اللغة الأوكرانية كلغة وحيدة"، قائلًا إن العديد من "الموالين لروسيا" لا يعتبرون ذلك تغييرًا للهوية بالقوة فحسب بل رضوخا أمام "المتطرفين" الذين يضمون من يميل نحو الفكر النازي والفاشي.

وختم الكاتب مشيرًا إلى أن هناك "جهات لديها مصلحة في التصعيد، لكنها في الوقت نفسه ليس لديها أدنى فكرة عن خلفيات النزاع في أوكرانيا"، مسمّياً في هذا السياق وزيرة الخارجية البريطانية، وقال إن "هذه الجهات قد تستطيع إشعال الحرب".

اوكرانيا

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم