الخليج والعالم
نار الحرب في أوكرانيا تدفع الولايات المتحدة لطلب ودّ فنزويلا
لم تكف واشنطن عن تسعير الجمر تحت الرماد في الموقد الأوكراني حتى استعرت النيران بين موسكو وكييف.
الإدارة الأمريكية واصلت دعمها، عن بعد، للسلطة في أوكرانيا، ولم تدّخر وسيلة دون التدخل العسكري العلني المباشر إلا واستخدمتها في مواجهة العملية العسكرية الروسية.
ومن الأوراق التي تلعبها الولايات المتحدة حاليًا، الالتفاف على أصدقاء موسكو، محاولة الدخول من نافذة فنزويلا، حيث زار وفد أمريكي رفيع كاراكاس السبت، في خطوة فُسّرت على أنها ضمن المساعي لكفّ التهديد المحتمل لحكومة نيكولاس مادورو في حال تطورت المواجهة بين روسيا وأوكرانيا.
البعض يرى في خطوة واشنطن محاولة لتخرج نفسها من الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها، وسعيًا لتعويض النفط الروسي الذي توقفت إمدادته إليها، مُستعيضة عنه بنفط البلد الذي يملك أكبر احتياطي في العالم من الذهب الأسود، والذي تفرض عليه عقوبات قاسية منذ سنوات.
صحيفة "نيويورك تايمز" أشارت إلى أن الولايات المتحدة تسعى لإضعاف الاتصالات بين كاراكاس وموسكو، لافتة الى توجه وفد أميركي إلى فنزويلا للقاء ممثلي حكومة نيكولاس مادورو.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها قولها إن الوفد الأميركي الذي يضم ممثلين رفيعي المستوى من وزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض، توجه إلى فنزويلا يوم السبت.
ولم تقدم "نيويورك تايمز" أيّة تفاصيل أخرى حول قوام الوفد ومواعيد وجوده في فنزويلا، لكنها أكدت أن مستوى الوفد المتوجه إلى كاراكاس هو "الأعلى في السنوات الأخيرة".
وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة "تبذل الجهود لفصل روسيا عن حلفائها الدوليين" على خلفية التوتر حول أوكرانيا.
كما نقلت عن مصادرها أن واشنطن خائفة من التهديدات للأمن التي قد تأتي من الحلفاء الروس في أمريكا اللاتينية حال "تعميق المواجهة مع روسيا".
وتعدُّ هذه الزيارة الأرفع لمسؤول أميركي منذ سنوات الى كراكاس، بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلديْن.
وكانت الولايات المتحدة قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع فنزويلا بعد إعادة انتخاب نيكولاس مادورو عام 2018.
وفي الـ 16 من شباط/فبراير، أكّدت فنزويلا دعمها المطلق لروسيا في العملية العسكرية في أوكرانيا، وذلك خلال زيارة نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف لفنزويلا.
كما دعت كاراكاس في 25 من شباط/ فبراير الفائت إلى "حلّ سلمي للنزاع" في أوكرانيا، مدينة "العقوبات غير الشرعية والهجمات الاقتصادية على الشعب الروسي، والتي تؤثر على حقوق الإنسان".
إشارة إلى أن فنزويلا تمتلك أكبر احتياطي من النفط الخام في العالم، لكنها تفتقر إلى الاستثمارات اللازمة لتعظيم الاستفادة من هذه الموارد، كما عانت طويلًا في هذا المجال بسبب العقوبات الأمريكية، والتي أدّت إلى تدهور الإنتاج والصادرات وتراجع عائدات البلاد التي اعتمدت طويلًا على النفط كمصدر للدخل والعملة الأجنبية.