الخليج والعالم
الولايات المتحدة تخوض آخر حروبها في أوكرانيا
رأى الكاتب ديفيد غولدمان في موقع "آسيا تايمز" أن "الأزمة الأوكرانية هي نتيجة تغير الميزان النووي العالمي، خصوصا بعد أن عملت روسيا في السنوات الأخيرة على بناء أسلحة استراتيجية تتفوق على كثير من تلك التابعة للترسانة الأميركية".
وذكر الكاتب أن "من بين الأسلحة التي تمتلكها روسيا، الأسلحة فرط الصوتية (hypersonic weapons) التي تطلق من الغواصات والقادرة على حمل الصواريخ النووية التي تستطيع اختراق الدفاعات الأميركية، بالإضافة إلى نظام الدفاع الصاروخي "S-500" الذي يعد أفضل نظام دفاع جوي في العالم".
ولفت الكاتب إلى أن "هناك سؤالين اثنين يمكن طرحهما: الأول هو كيفية تحقيق دول مثل روسيا والصين التفوق على الولايات المتحدة في مجالات أساسية في التكنولوجيا العسكرية"، مشيرا إلى أن "ميزانية اميركا العسكرية هي أكبر بكثير من ميزانية الصين وروسيا، إلا أن واشنطن هدرت الموارد من خلال شن حروب "عبثية" والإنفاق على أسلحة ذات كلفة عالية وعفا عليها الزمن".
وبحسب الكاتب، السؤال الثاني المطروح يتمحور حول المصلحة الأميركية من توسيع حلف "الناتو"، وتساءل عمّا إذا كان موضوع انضمام أوكرانيا إلى الحلف محاولة للالتفاف على الجيل الجديد من الدفاعات الصاروخية الروسية، من خلال وضع الصواريخ على مسافة قريبة من المدن الروسية بحيث تستطيع اختراق المظلة الدفاعية الروسية.
وقال إن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرى الأمور على هذا النحو"، مستشهدًا بـ"الخطاب الذي ألقاه بوتين بتاريخ 23 شباط/فبراير الماضي الذي قال فيه إن "البنية العسكرية للحلف وصلت إلى الحدود الروسية".
كما لفت إلى ما ورد في خطاب بوتين عن إنشاء نقاط للصواريخ الاعتراضية في رومانيا وبولندا ضمن المشروع الأميركي لإقامة نظام دفاع صاروخي عالمي"، مذكرًا بأن الرئيس الروسي قال إن القاذفات المنتشرة يمكن أن تستخدم لصواريخ الـ"Tomahawk" وبالتالي لأغراض هجومية".
وأضاف الكاتب أن "بوتين تحدث عن قيام الولايات المتحدة بتطوير صواريخها من طراز "SM-6" وعن قدرة هذه الصواريخ على توفير الدفاع الجوي والصاروخي وضرب الأهداف البرية، ما يعني أن نظام الصواريخ الدفاعي الأميركي يتطور ويعزز قدراته الهجومية الجديدة".
الكاتب اعتبر أن "ما يقوم به بوتين يعد رد فعل منطقيا على ما قامت به الولايات المتحدة في السابق"، مضيفًا أن "السؤال الأساسي المطروح هو عما إذا كانت مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية قد ردت على فشلها لناحية تفوق روسيا والصين تكنولوجيًا من خلال تكثيف المساعي الهادفة إلى توسيع حلف "الناتو" تعويضًا عن هذا التفوق".
وختم الكاتب قائلًا إن "مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية تمارس الاستفزاز من موقع الضعف، والمساعي الهادفة إلى التعويض عن أخطاء حصلت في الماضي تقرب الولايات المتحدة من حرب قد تخسرها مع خطر اندلاع حرب نووية"، مشيرًا إلى "رغبة أميركية في خوض الحرب قبل أن تصبح الولايات المتحدة في وضعية أضعف".