معركة أولي البأس

الخليج والعالم

بعد شهر كامل.. روسيا تستخدم أسلحة عالية الدقة وترد اقتصاديًا
25/03/2022

بعد شهر كامل.. روسيا تستخدم أسلحة عالية الدقة وترد اقتصاديًا

دخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الـ30، في حين يواصل الجيش الروسي تدمير الأهداف العسكرية الأوكرانية، وسط استمرار الغرب بإمداد كييف بالسلاح والمال وتوسيع عقوباته ضد موسكو.

وقد شهدت العملية استخدام القوات الروسية أسلحة عالية الدقة للمرة الأولى، ومنها الصاروخ الباليستي الذي أطلقته منظومة الصواريخ "إسكندر" لتدمير معسكر لتدريب المرتزقة الأجانب ومخزن لأسلحتهم الغربية في أوكرانيا، في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها شنت ضربات بصواريخ مجنحة من طراز "كاليبر" على قاعدة وقود كبيرة تابعة للجيش الأوكراني قرب كييف.

وفي سياق آخر، أعلنت لجنة التحقيق الروسية أن المتطرفين القوميين الأوكرانيين استخدموا مختلف أنواع الصواريخ بما في ذلك المضادة للطائرات ضد المدنيين في دونباس. 

ردود فعل

ولا تزال الدول الغربية توسع عقوباتها ضد موسكو في محاولة لإضعاف روسيا، فقد أعلنت وزارة الخارجية اليابانية أن سلطات طوكيو فرضت حزمة جديدة من العقوبات ضد 25 مواطنًا و81 مؤسسة في روسيا.

وتضمنت القائمة الأبناء البالغين للمتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف وزوجته تاتيانا نافكا، ومدير عام شركة VEB الحكومية إيغور شوفالوف وأقاربه، وأليكسي مورداشوف المساهم الرئيسي في شركة "سيفر ستال"، وأقارب مدير عام شركة "روستيخ" سيرغي تشيميزيف، وسيرغي كيرينكو النائب الأول لرئيس إدارة الكرملين، ونيكولاي باتروشيف أمين مجلس الأمن الروسي، ونجل سيرغي إيفانوف الممثل الخاص للرئيس الروسي لحماية البيئة والبيئة والنقل، والشريك في ملكية بنك "روسيا" نيكولاي شامالوف وابنه كيريل، وغيرهم. 

ومن بين الشركات التي فرضت عليها العقوبات، مصنع "مياس" للسيارات، مصنع "فيمبل" لبناء السفن، مصنع "أمور" لبناء السفن، حوض بناء السفن في ياروسلافل، حوض بناء السفن "كراسنوي سورموفو"، حوض بناء السفن "زفيوزدوتشكا"، مؤسسة بناء السفن "سيفيرنايا" في بطرسبورغ، مؤسسة أنظمة الفضاء الروسية، مؤسسة أبحاث الأنظمة فرط صوتية، ومصنع الإلكترونيات "بايكال إلكترونيكس"، وغيرها.

بدوره، قال وكيل وزارة الحرب الأميركية لشؤون السياسات كولين كال: "إن الاستراتيجية الدفاعية الجديدة للبنتاغون ستصنف روسيا على أنها "تشكل تهديدًا خطيرًا"، ولكن "ليس طويل الأمد مثل الصين". واعتبر كال في تصريح أن "روسيا ستخرج من الصراع في أوكرانيا أضعف عسكريًا واقتصاديًا، وأضعف سياسيًا وجيوسياسيًا، وأكثر عزلة".

وقد ردّت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحويل مدفوعات إمدادات الغاز نحو أوروبا إلى الروبل، قائلة: "لن نسمح بذلك". 

وفي تصريح في مستهل قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، اعتبرت فون دير لاين أن الخطوة الروسية "ستكون قرارًا أحاديًا وخرقًا واضحًا للعقد، ومحاولة للالتفاف على العقوبات"، مشددة على "أننا لن نسمح بالالتفاف على عقوباتنا، انتهى الوقت الذي كان يمكن فيه استخدام الطاقة لابتزازنا".

موقف موسكو من العقوبات

وتعليقًا على هذه العقوبات وغيرها، سخر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف من تعويل الغرب على أن عقوباته ستدفع كبار رجال الأعمال الروس للضغط على قيادة البلاد، ووصفه بأنه ضرب من الغباء.

وقال مدفيديف في مقابلة تلفزيونية: "دعونا نتساءل: هل بإمكان أي من كبار رجال الأعمال الروس أن يمارس أصلا أي تأثير في موقف قيادة البلاد؟ أقول لكم بصراحة: كلا، هذا مستحيل تمامًا". وتابع قائلا: "لذلك، فإن التعويل (الغربي) على أن الإجراءات التقييدية ضد قطاع المال والأعمال، ستترجم إلى نوع من التأثير في السلطة، أمر لا معنى له على الإطلاق، وليس إلا غباء وسخافة".

وأشار مدفيديف إلى أن الغرب، من خلال العقوبات، يحاول التأثير في قطاعات الاقتصاد التي تعمل فيها الشركات الكبرى، وهذا يطال "مئات الآلاف، بل والملايين من مواطنينا". وقال: "في الحقيقة، يحاول العالم الغربي بعقوباته التأثير في مواطني بلدنا لإلحاق الأذى بهم، وتحريضهم ضد سياسة قيادة الدولة ونهج الرئيس، لكن يبدو أن الذين يتخذون مثل هذه القرارات لا يفهمون فقط عقليتنا، ولا يفهمون نظرة الشعب الروسي للعالم بالمعنى الواسع للكلمة".

في سياق متصل، قال رئيس لجنة التحقيق الروسية ألكسندر باستريكين إن اللجنة تعد طلبات لسبع دول وقعت فيها هجمات على سفارات وقنصليات روسية.

وأضاف باستريكين: "بعد بدء الحرب الإعلامية والتحريض على كراهية روسيا، على خلفية العملية العسكرية الخاصة، بدأت الهجمات على البعثات الخارجية الروسية في عدة بلدان أوروبية: هولندا، وإيرلندا، وجمهورية التشيك، وليتوانيا، وبولندا، وفرنسا وإستونيا. وسنقوم بتسجيل كل هذه المعطيات في قضايا جنائية، وفي المستقبل سنرسل طلبات المساعدة القانونية الى الجهات المختصة في هذه الدول".

وفي الوقت ذاته، أعرب باستريكين عن شكه في أن ذلك سيسفر عن نتيجة ملموسة، بسبب مواقف سلطات هذه الدول المتحيزة.

كما صرح رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي للشؤون الدولية ليونيد سلوتسكي أن العقوبات الأميركية الجديدة تضع العلاقات بين موسكو وواشنطن على حافة "القطيعة التامة". وقال سلوتسكي للصحفيين إن "الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مجلس الدوما بأكمله بسبب ضعفها والهستيريا".

وأضاف أن "المزيد من العقوبات المعادية لروسيا يضع العلاقات الروسية الأمريكية على حافة الانقطاع الكامل".

وأعرب سلوتسكي عن قناعته بأن الإجراءات التي ستتخذها موسكو ردًا على العقوبات ستكون "بالحجم ذاته". 

كما ردت روسيا على قيام الدول الغربية بتجميد جزء من احتياطاتها، وفرضت قيودًا على حركة الأموال إلى الدول غير الصديقة بمبلغ مماثل للاحتياطات المجمدة. 

وصول أكثر من 422 ألف شخص إلى روسيا من دونباس وأوكرانيا

من جهة ثانية، ذكر مصدر بوزارة الداخلية الروسية أن عدد الأشخاص الذين وصلوا إلى روسيا من أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين وأوكرانيا تجاوز 422 ألف شخص. 

وقال مصدر في هيئات إنفاذ القانون لوكالة أنباء "تاس": "بالمجمل، وصل أكثر من 422 ألف شخص، من بينهم ما يقرب من 88 ألف طفل، إلى روسيا من دونباس وأوكرانيا، حتى صباح 25 آذار/مارس"، في حين وصل أكثر من 358000 من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، وغادر 64000 الأراضي الأوكرانية عبر نقاط التفتيش في مناطق بيلغورود وكورسك وبريانسك وجمهورية القرم.

وأوضح المصدر أن من بين الذين تم إجلاؤهم إلى روسيا، يوجد ما يقرب من 132 ألفًا من مواطني الاتحاد الروسي، والباقون يحملون جنسيات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، وأوكرانيا ودول أخرى.

وذكرت هياكل السلطة أن أكثر من 22 ألف لاجئ موجودون الآن في 348 مركز إيواء مؤقّت، منتشرة في 34 منطقة في روسيا.

ورقة على منصة بايدن في بروكسل تثير تفاعلًا

وفي مشهد ساخر، تم عبر "تويتر" تداول مقاطع فيديو للرئيس الأمريكي جو بايدن، الأول كان حول ورقة أمامه لأسماء صحفيين ممن سيستقبل منهم أسئلة والثاني حول ورقة تتضمن عبارة "روسيا وأوكرانيا سلة خبز أوروبا".

وعلّق الأكاديمي السعودي أحمد الفراج على مقطع الفيديو الذي أعاد نشره على "تويتر"، قائلا: "الإعلام الأميركي الحرّ جدًا جدًا لا يرى في ذلك مشكلة. بايدن يقرأ من ورقة أسماء الصحفيين الذي تم تحديدهم سلفًا ليطرحوا أسئلة، ما يعني أنه تم إعداد الأسئلة والتدريب على الأجوبة سلفًا. لا أذكر أن هذا حدث مع أي رئيس أميركي آخر".

اوكرانيا

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم