الخليج والعالم
ما بين دمشق وبكين.. شراكة وتعاون وهبات
محمد عيد-دمشق
تلقّى قطاع النقل في سوريا دعمًا وهدية ثمينة بعدما أرسلت الصين الى دمشق مئة حافلة نقل حديثة كهبة ستسهم حتمًا في التخفيف من حدة الاختناقات التي تشهدها المدن السورية على خلفية الأزمة والعقوبات وشح الموارد، فيما بدا واضحًا أنّ الأمر يرتبط بمسألة إعادة الإعمار التي انطلقت جزئيًا في المناطق المحرّرة من الإرهاب.
وقد تسلّمت وزارة الإدارة المحلية والبيئة في سوريا الدفعة الثانية من حافلات النقل الداخلي وهي ١٠٠ حافلة مقدّمة من جمهورية الصين الشعبية إلى سوريا بعدما تم تقديم كافة التسهيلات المتعلقة بوصول الشحنة إلى ميناء طرطوس ومنحها الإعفاءات من كافة الرسوم والضرائب الجمركية.
الشراكة مع بكين
وتولّى وزير الإدارة المحلية والبيئة في سوريا المهندس حسين مخلوف برفقة السفير الصيني في دمشق فيونغ بياو التوقيع على مذكرة الاستلام والتسليم.
وإلى جانب الباصات، أرسلت الصين ٤١ صندوقًا تحتوي على الإكسسوارات والمعدّات والتجهيزات الخاصة بها، إضافة إلى ٥ فنيين صينيين سيتولون تدريب نظرائهم السوريين على استخدام الحافلات وإجراء عمليات الصيانة عليها مستقبلًا، فيما سيتولّى الجانب السوري توزيع هذه الدفعة الثانية من الحافلات على المحافظات السورية، وفق حاجة كل منها.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري، أكّد وزير الإدارة المحلية والبيئة في سوريا المهندس حسين مخلوف أن "تقديم ١٠٠ باص نقل داخلي من جمهورية الصين الشعبية إلى سوريا يشكّل الدفعة الثانية من الحافلات بعدما كان السوريون قد استلموا الدفعة الأولى في العام ٢٠١٩ وهي مئة باص كذلك"، معتبرًا أنّ "ما نشهده اليوم هو ثمرة العلاقة الطيبة التي يرسيها الرئيس بشار الأسد مع رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ والتي تنعكس على علاقات التعاون في كل المجالات".
وشدّد مخلوف على سعي الدولة السورية إلى تقديم الاحتياجات إلى مواطنيها وكل الخدمات المتعلقة بمعيشتهم، مضيفًا "نحن اليوم نلمس الدعم والمساندة من جمهورية الصين الشعبية للشعب السوري الذي لا ينسى من وقف معه في أيام الشدة ولا ننسى دعم الصين للدولة السورية في مكافحة الإرهاب وشحنات المساعدات المتتالية سواء في مجال تقديم شحنات الأدوية واللقاحات أو في المجالات التقنية والتعاون في المجالات الثقافية والتربوية وفي مجال الاتصالات أيضًا كما تتوسّع كل مجالات التعاون بين بلدينا".
المقارنة الواجبة
وأضاف وزير الإدارة المحلية والبيئة في حديثه لموقعنا أنه "لا بد من المقارنة بين من يدعم بلدنا ضد الإرهاب ويقدم المساعدة في كل الظروف ومن يسرق ثرواتنا الباطنية ويسرق مياهنا وما يخلفه من معاناة على بلدنا وشعبنا ويطبق حصارًا جائرًا يستهدف شعبنا".
وأعرب مخلوف عن تطلعه وتطلع السوريين إلى أن "يكون الصينيون شركاء لهم في مرحلة إعادة إعمار بلدهم وأن تأخذ الشركات الصينية دورها وتكون مساهمة وبنّاءة في بناء هذا البلد وفي نقل الخبرات في كل المجالات".
من جانبه، أشار السفير الصيني إلى التطور الكبير في العلاقات بين سوريا والصين وخاصة بعد الاتصال الهاتفي الذي تم بين رئيسي البلدين في تشرين الثاني الماضي وكذلك زيارة وزير الخارجية الصيني إلى دمشق في تموز الماضي، مشيرًا إلى وقوف الصين إلى جانب سوريا ودعمها في كافة المجالات.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024