الخليج والعالم
الصين ترد على زيارة بيلوسي لتايوان بمناورة عسكرية ضخمة
وصلت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى مطار تايبيه في العاصمة التايوانية، والتقت رئيسة تايوان تساي إنغ ون، فيما تزامن وصولها مع عبور أكثر من 20 طائرة عسكرية صينية المجال الجوي لتايوان ومضيقها.
ولحظة وصولها قالت بيلوسي "إننا سنركز في محادثاتنا مع قيادة تايوان على إعادة تأكيد دعمنا لشريكتنا، وتعزيز مصالحنا المشتركة، وسنبحث في تطوير منطقة حرّة ومفتوحة داخل المحيط الهادئ"، مضيفة أن "تضامن الولايات المتحدة مع تايوان أصبح اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى، بحيث يواجه العالم خيارًا بين الاستبداد والديمقراطية.. وفدُنا جاء إلى تايوان ليوضح بما لا يدع مجالًا للشك أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن تايبيه".
وأشارت بيلوسي إلى أنّ "زيارتها لا تتعارض مع السياسة الأميركية تجاه الصين"، بل "تُظهر الالتزام الأميركي الثابت تجاه الجزيرة"، مؤكدة أن واشنطن تفي بوعدها بمساندة تايوان وتعمل على تعزيز علاقاتها بها، والتضامن الأميركي مع تايوان حاسم وهذه هي الرسالة التي أتينا لتأكيدها هنا.
واعتبرت بيلوسي أن العلاقات التايوانية الأميركية قامت على أساس المصالح المشتركة مع احترام سيادة الصين، مضيفة أن تايوان حريصة على توطيد علاقاتها معنا ونحن هنا لتحقيق أهدافنا المشتركة، والكونغرس بشقيه الديمقراطي والجمهوري ملتزم بأمن تايوان وحقها في الدفاع عن نفسها.
وزعمت بيلوسي أن الصين تستخدم المنظمات الدولية وتقدم وعودًا لبعض الدول من أجل فرض هيمنتها، ونحن لا نقبل أن يحصل أي مكروه لتايوان بسبب غزو أو استعمال للقوة.
رئيسة تايوان
بدورها، رئيسة تايوان اعتبرت أن الغزو الروسي لأوكرانيا قوّض النظام الدولي وأي غزو صيني لتايوان سيؤثر على منطقة المحيط الهادئ، لافتة الى أن بلدنا شريك وثيق للولايات المتحدة وسنواصل تعزيز الشراكة مع واشنطن على المستويات كافة، ورغم التهديدات لن نتخاذل وسندافع عن سيادة ووحدة أراضينا وسنعزز قدراتنا الدفاعية.
أما وزارة الدفاع التايوانية فاعتبرت أن المناورات الصينية حول تايوان تظهر نية بيكين تدمير السلام والاستقرار الإقليميين، مضيفة أن الجيش يراقب الموقف عن كثب رافعًا مستوى الإنذار للرد في الوقت المناسب وبالشكل المناسب، وهو يمتلك قدرات جوية وبحرية بمحيط تايوان وهو قادر على الدفاع عن الأمن الوطني.
ونقلت وكالة "رويترز" عن وزارة الدفاع التايوانية أن المناورات الصينية امتدت إلى داخل الأراضي التايوانية وهي تعتبر خرقًا سافرًا للسيادة التايوانية ووصلت إلى حد حصار المجالين الجوي والبحري لتايوان من جميع الجهات وتنتهك مياه الجزيرة وتعرض النظام الدولي للخطر.
ردود الفعل على الزيارة
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وتعليقًا على زيارة بيلوسي لتايوان اعتبر أنها تعكس حرص الولايات المتحدة على الإثبات للجميع أنها لا تخضع لأي محاسبة.
وقال لافروف: "لا أريد إطلاق أحكام بشأن دوافعهم (الأميركيين)، لكن ليس لدي أدى شك في أن ذلك يعكس نفس الخط الذي شاهدناه في ما يتعلق بالوضع الأوكراني، وهي رغبة في الإثبات للجميع أنهم فوق أي محاسبة وأن لا محظورات بالنسبة لهم".
وفي وقت سابق، وصفت الخارجية الروسية زيارة بيلوسي بأنها "استفزاز سافر يأتي في سياق النهج العدواني الأميركي الرامي إلى ردع الصين".
وفي السياق، وصفت كوريا الشمالية الزيارة بأنها خطوة "تدخل وقح" من قبل واشنطن في الشؤون الداخلية لدولة أخرى. وقالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية: "إن الزيارة تثير قلقًا بالغًا لدى المجتمع الدولي"، مؤكدة "دعمها للصين" التي وصفت زيارة بيلوسي بأنها تنتهك "سيادتها وسلامة أراضيها".
وقال المتحدث باسم الخارجية الكورية الشمالية: "إنّ الوضع الحالي يظهر بوضوح أن التدخل الوقح للولايات المتحدة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى واستفزازاتها السياسية والعسكرية المتعمدة هي بالفعل السبب الجذري للإضرار بالسلام والأمن في المنطقة"، مضيفًا أن "تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، وقضية تايوان تتعلق بالشؤون الداخلية للصين".
الخارجية الصينية ترد بتصريح مقتضب على الزيارة.. وتحمّل واشنطن التداعيات
من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية الصينية أن زيارة بيلوسي لتايوان لا ترتبط بالديمقراطية وإنما تتعلق بسيادة الصين وسلامة أراضيها، ورأت أن المسؤولين الأميركيين يحاولون إلقاء اللوم علينا في هذا التصعيد وعليهم معرفة تاريخ تايوان جيدًا.
ولفتت الخارجية الصينية الى أن هناك صين واحدة في العالم وتايوان جزء منها وهناك حكومة واحدة تمثّل الصين، والأمم المتحدة اعتمدت قرارًا يدعم مبدأ صين واحدة ولا مجال للعودة عن قرارات الشرعية الدولية، مشيرة الى أن علاقاتنا مع واشنطن قامت على أساس مبدأ صين واحدة وعلى أن تايوان جزء من بلادنا.
كما أشارت الخارجية الصينية الى أن تطور علاقتنا مع واشنطن في السنوات الأخيرة لم يجعلها تكف عن ممارساتها في تايوان، والمجتمع الدولي يعترف بمبدأ صين واحدة وهناك معارضة واسعة لزيارة بيلوسي إلى تايوان فهي أصرت على زيارة تايوان رغم معارضتنا، لذلك سنتخذ الإجراءات اللازمة.
وحمّلت بكين الولايات المتحدة مسؤولية نتيجة هذه الزيارة، لافتة الى أنّ إجراءات ردنا عليها ستكون حازمة، ونحن ملتزمون بمبدأ الصين الواحدة ويجب إنهاء التوتر بشأن تايوان عبر الحوار لتقليل المخاطر.
وأكدت الخارجة الصينية أنه ليس هناك أي عقبات مفروضة من جانبنا على الملاحة في مضيق تايوان، والملاحة في مضيق تايوان لم تتأثر بمناوراتنا العسكرية الأخيرة، وقادة جيشنا أكدوا أن الإجراءات العسكرية التي اتخذت قرب مضيق تايوان شرعية وهدفها الردع.