الخليج والعالم
تصاعد التوتر بين الجمهوريين والديمقراطيين في أميركا ينذر بشبح حرب أهلية
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا جاء فيه أن مجموعات من معسكر اليمين الأميركي عززت التنسيق في ما بينها منذ أحداث اقتحام مبنى الكونغرس، حيث قاموا بنشر "المزاعم المزيفة" عن التزوير الانتخابي وغيره.
كما قالت الصحيفة إن الناشطين من المعسكر اليميني يحاولون الآن التدخل في عملية فرز الأصوات من خلال محاولات لمراقبة التصويت بحثًا عن أدلة تثبت نظرياتهم حول حصول تزوير.
ونقلت الصحيفة عن ستيف بانّون الذي شغل منصب كبير استراتيجيي البيت الأبيض خلال حقبة الرئيس السابق دونالد ترامب، أن المعسكر الذي يمثله أكثر استعدادًا بمئة ضعف مقارنة بما كان الوضع عليه عندما جرت الانتخابات الرئاسية عام 2020، مضيفة أن بانّون، لديه برنامج يستقطب عددًا كبيرًا من الناشطين من المعسكر اليميني.
ووفقًا للصحيفة فإن بانّون يقول لمستمعيه إن الديمقراطيين لن يفوزوا بالانتخابات إلا إذا قاموا بسرقة النتائج، وإن بمقدوره هو ومن معه منع حدوث ذلك من خلال السيطرة على الجهاز الانتخابي. مشيرة إلى أن بانّون يوجه أتباعه إلى المواقع التي تشجع على السيطرة على الجهاز الانتخابي.
وكتب المؤرخ المجري لازلو برنات فيزبريمي، مقالة نشرت بمجلة "ذي أمريكان كونسيرفاتيف"، قال فيها إن فصل الشتاء القادم قد يشهد شبح الحرب الأهلية.
وأشار الكاتب إلى أن باحثين ألمان معروفين توقعوا موجة جديدة عنيفة من التظاهرات مع اقتراب فصل الشتاء. وأن هؤلاء الباحثين يقولون إن المتطرفين اليمينيين بدؤوا يصعدون، وفي نفس الوقت يشيرون إلى أن معسكر اليسار هو الآخر يريد دعوة المواطنين للنزول إلى الشارع. مشيرًا إلى تحذير هؤلاء من أن الأمور قد تنتهي بنشوء جماعات إرهابية.
ولفت الكاتب إلى أن وكالة "رويترز" نقلت عن شركة تعمل في مجال تقييم المخاطر معلومات تفيد بأن الدول الأوروبية الأكثر ثراءً تواجه خطرًا متزايدًا بحصول اضطرابات خلال الشتاء، مثل المظاهرات في الشارع بسبب ارتفاع أسعار الطاقة وتكلفة المعيشة. مشيرة إلى ما قاله محللون آخرون عن احتمال حقيقي بحدوث اضطرابات خطيرة خلال فصل الشتاء.
وأكد الكاتب والمؤرخ المجري، أن السلطات الأميركية ليست متفائلة هي الأخرى، مستشهدًا بما قاله المسؤول الاستخباراتي ستيفان كرامر، خلال مقابلة إعلامية حيث توقع أن يخترق المتطرفون المظاهرات المشروعة، وأن تتحول بعض هذه التظاهرات إلى مواجهات عنيفة.
عقب ذلك، قال الكاتب إن أوروبا شهدت أزمات اجتماعية صاعدة خلال الأعوام العشرة الأخيرة، من ارتفاع تكلفة المعيشة إلى الهجرة الجماعية إلى الإغلاق بسبب وباء الكورونا. وتساءل عمّا إذا كان فصل الشتاء "من دون طاقة" سيشكل لحظة الانهيار.
وتحدث الكاتب عن احتمال "الحرب الأهلية بين المهاجرين والنازيين الجدد في أوروبا، مبينًا أن الأعوام التي تلت أزمة المهاجرين عام ٢٠١٥ شهدت احتدام النقاش حول إمكانية حدوث حرب أهلية بين إرهابيين "إسلاميين ويمينيين متطرفين". مضيفًا بأن جهات مختلفة مثل تلك المعادية للإسلام والفاشية، وكذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه اعترفوا جميعًا بأن احتمال حدوث حرب أهلية بين المسلمين واليمين المتطرف بات سيناريو واردًا جدًا.
كما لفت إلى ما قاله مسؤول استخباراتي مجري عام 2019 عن أن "الجهاديين" قد يريدون الانتقام، بينما يتعزز المزاج المعادي للإسلام في الغرب ويتم استهداف الجالية المسلمة.
وتابع يقول: إن السلطات في بلدان أوروبية أخرى تتوافق على ما يبدو، وأجهزة الأمن في هولندا حول ضرورة التنبه لهذه المسألة، إذ لطالما حذرت من تنامي التطرف اليميني و"الإسلامي". لافتًا إلى هجوم إطلاق نار حصل بمنطقة أوترشت في شهر آذار/ مارس عام 2019 حيث قام شخص مسلم بقتل المارة، وأن الشرطة الهولندية أغلقت المساجد في المدينة وقتها خوفًا من هجوم انتقامي من قبل اليمين المتطرف.
واعتبر الكاتب أن هذا الهجوم يشير إلى أمر مقلق، لافتًا إلى أنه جاء ردًا على مجزرة كرايستشيرش في نيوزلندا، والتي جاءت بدورها ردًا على هجمات نفذها مسلمون ضد مسيحيين في منطقة الشرق الأدنى، وفق توصيف الكاتب.
ورأى الكاتب والمؤرخ المجري أن الخطوات التي أقدمت عليها السلطات الأوروبية تفيد بأنها تتخوف من هجمات إرهابية انتقامية متبادلة تؤدي إلى مقتل أعداد كبيرة من الأبرياء المسيحيين والمسلمين في أوروبا.
وختم لافتًا إلى أن اقتراب فصل الشتاء إلى جانب التوتر بين المتطرفين اليمينيين و"الإسلاميين" قد يعني إزاحة العديد من الحكومات الأوروبية التي دخلت في نظام العولمة.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024