الخليج والعالم
حركة "أجناد القوقاز" تنتقل الى أوكرانيا لقتال الروس
دمشق - علي حسن
كما في كل الحروب التي تخوضها الولايات المتحدة بالوكالة، شكلت الجماعات الإرهابية المسلحة رأس الحربة الأمريكية ضد الدول المعادية لنهجها في التحكم بالعالم والسيطرة عليه. وآخر تلك الحروب هي الحرب الأوكرانية، التي تحاول من خلالها الولايات المتحدة كسر الهيبة الروسية، والحفاظ بذلك على تسلطها، بوصفها شرطي العالم الأوحد.
وجديد تلك الجهود، ما ذكرته مواقع معارضة نقلًا عن قادة الفصائل الإرهابية في الشمال السوري من أن زعيم حركة "أجناد القوقاز" عبد الحكيم الشيشاني والعشرات من مقاتليه غادروا الشمال السوري متجهين إلى أوكرانيا عبر الحدود التركية، لمقاتلة الجيش الروسي الذي يخوض حربًا ضارية هناك.
وذكرت المواقع أن الشيشاني غادر منطقة تواجده الرئيسية في ريف اللاذقية الشمالي بصحبة ما لا يقل عن 70 مقاتلًا عبر معبر خربة الجوز، مرورًا بالأراضي التركية، وصولًا إلى اوكرانيا، بانتظار انتقال بقية عناصر تنظيمه إلى هناك.
الجولاني لعب دورًا تشجيعيًا في هجرة القوقازيين إلى أوكرانيا
وفي السياق نفسه، ذكرت التنسيقيات والمواقع المعارضة ذاتها أن زعيم "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني اجتمع بقادة تنظيم "أجناد القوقاز" في بلدة الشغر شمال مدينة جسر الشغور وحثهم على الذهاب الى اوكرانيا لقتال الروس.
وقالت المصادر إن الجولاني قال لهم في ذلك الاجتماع إن الروس يشكلون العدو المشترك بين كل الفصائل الجهادية، ومحاربتهم في كل مكان واجب ديني ملزم، وبالإضافة إلى الوعظ الديني، قدم الجولاني حوافز مادية ومالية في سبيل القيام بهذا الأمر.
وحول الأسباب التي دفعت الجولاني لتبني هذا الموقف، قال المحلل السياسي خالد عامر لموقع "العهد" الإخباري إن هناك أسبابًا عديدة، وأبرزها دور الجولاني الفاعل في تنفيذ الأجندة الغربية، وتحقيق ما تطلبه منه الإدارة الأمريكية. ومن الأسباب الأخرى التي تدفعه لذلك، محاولة إفراغ المنطقة التي يسيطر عليها العناصر والتنظيمات الأكثر تطرفًا ليتناسب هذا مع الثوب الجديد الذي يحاول ارتداءه أمام المجتمع الدولي، ليصبح طرفًا مقبولًا في أي تسوية سياسية قادمة، خاصة مع استشعاره هذا الأمر من خلال توارد الأنباء عن قرب حصول تسوية سورية تركية ستؤدي بالضرورة إلى تصفية الكثير من الفصائل الموضوعة على قائمة الإرهاب، وأولها فصيله الإرهابي المتطرف.
وبحسب عامر، فإن الجولاني يأمل أيضًا بإضعاف الروس حتى في أوكرانيا، على أمل أن يترجم هذا الضعف على الأداء والوجود الروسي في سورية، على اعتبار أن الظرف الميداني والسياسي لا يسمح بفتح جبهة جديدة مع روسيا داخل الأراضي السورية.
لماذا "أجناد القوقاز"؟
وحول السبب الرئيس لاختيار هذا التنظيم بالذات لمغادرة سورية وقتال الروس في أوكرانيا، قال عامر إن الولايات المتحدة اختارت "أجناد القوقاز" بالذات لهذه المهمة لأسباب عديدة أولها أصولهم القوقازية وعداؤهم الخاص للروس، فهذه الجماعات كانت في مواجهة مع الروس قبل أن تكلف بقتال أي دولة أخرى، كما أن معرفتهم بطبيعة الأرض هناك والاعتماد على درجات الحرارة المنخفضة لعبا دورًا بارزًا في ذلك، وحتى في سورية فقد كانت جبال اللاذقية الوعرة ساحة ميدانهم الرئيسية في صراعهم ضد الجيش السوري، وهي التي تشبه إلى حد كبير طبيعة الأرض التي يدور فيها الصراع في أوكرانيا.
ورأى عامر أن هذه التنظيمات عبارة عن مرتزقة مأجورين، وحاولوا أن يرتدوا الثوب الأيديولوجي، مضيفًا أن هذه الجماعات لا تستفيد من عبر الماضي وترتضي لنفسها دائمًا أن تكون الوقود الذي تشعله الولايات المتحدة في خصومها، ليكسبوا منها المال والنفوذ.
وفي المقابل وتحديدًا في بلدة سلمى في ريف اللاذقية الشمالي، نفذ كل من الجيش السوري والقوات الروسية مناورات عسكرية مشتركة استخدمت فيها معظم صنوف الأسلحة البرية بالإضافة إلى الطيران، في خطوة ذات دلالات خاصة، فهي المنطقة المتاخمة لمواقع "أجناد القوقاز" بالذات.
اوكرانياأبو محمد الجولانيالقوقاز