الخليج والعالم
أميركا تشهد حركة "إرهاب محلي" تحمل بصمات الحرب الأهلية
تتزايد أعمال العنف المسلّح في الولايات المتحدة الأمريكية، وتتصاعد نسبة الجريمة المنظّمة والنشاطات المتطرفة والعنصرية بين الأميركيين، الأمر الذي بات يشكل إرهاصات حرب أهلية جديدة.
هذا ما ذهب إليه الباحث الأميركي في جامعة هارفارد، نيكو إيماك، في مقال نُشِر في موقع "ناشونال إنترست"، تحت عنوان: "هل بدأت الحرب الأهلية المقبلة؟"، أكد فيه أنّ "الحرب الأهلية الأميركية الثانية قد بدأت بالفعل".
وكتب إيماك يقول: "إنّ المظاهرات والمظاهرات المضادة والعنف المسلّح الذي يؤججه العنصريون البيض والتطرف "السياسي اليميني" اجتاح الشارع والصفوف التعليمية ووسائل التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة".
وأكّد الكاتب أنّ "تكثيف نشاط التطرف هذا يبقى يهدد السلم العام، وأنّه ووفق معايير محددة، فإنّ الحرب الأهلية الأميركية الثانية، قد بدأت بالفعل".
وأشار الكاتب إلى أنّ المتطرفين المحليين قتلوا 29 شخصًا على الأقل في الولايات المتحدة في 19 حادثة مختلفة خلال عام 2021، وذلك بحسب رابطة مكافحة التشهير. كذلك، لفت إلى أنّ كل هذه الجرائم ارتكبها متطرفون يمينيون باستثناء ثلاث منها.
ولفت الكاتب إلى مجموعة برنامج "أوبسالا" لبيانات النزاعات، وإلى أنّ هذه المجموعة تعرّف الحرب الأهلية على أنّها عنف من طرف واحد يؤدي إلى مقتل 25 شخصًا على الأقل في السنة.
كذلك نبّه إيماك إلى أنّ "أوبسالا" لا تذكر أحداثًا مثل مجزرة "بوفالو" عام 2022 حيث قام أحد الأشخاص بإطلاق النار على عدد من الأفارقة الأميركيين، ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص. ولفت أيضًا إلى أنّ المجموعة لم تذكر حادثة إطلاق النار بمنطقة إلباسو بدافع معاداة ذوي الأصول اللاتينية، والتي أدت إلى مقتل 23 شخصًا.
ومن ثم نبّه إيماك إلى أنّ أعمال العنف التي تبدو معزولة، والتي ينفذّها مسلحون أفراد وجماعات اليمين المتطرف هي جزء من حركة إرهاب محلي أكبر نطاقًا، تحمل بصمات الحرب الأهلية.
كما شدّد إيماك على ضرورة أن يسلّط السياسيون الضوء على الأعداد المتزايدة من ضحايا حركة المتطرفين البيض "اللامركزية" والإرهاب المحلي في الولايات المتحدة، وذلك بدلًا من التركيز فقط على الجماعات المسلحة "الرسمية" (مثل "داعش" و"القاعدة").
وأوضح بأنه لا يرى "هذه الحرب الأهلية الجديدة" من منظار الحرب التقليدية، حيث يتحارب جيشان اثنان، بل على أساس تعريف "ال CIA" لـ "التمرّد" العلني، مضيفًا بأنّ ذلك يشمل أحداثًا، مثل حوادث إطلاق النار الجماعية، بدافع سياسي، على أساس الانتماء العرقي والجنسي، وأيضًا بدافع معاداة المهاجرين.
وختم الباحث الأميركي، لافتًا إلى أبحاث بيّنت أنّ أقلية صغيرة مسلّحة ومنظّمة بشكل جيد، يمكن أن تتسبب بسفك الكثير من الدماء، عندما يجري استهداف ضحايا غير مسلحين وغير منظمين.