الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: حقوق الإنسان المزعومة في الولايات المتحدة وغضب الشتاء في ألمانيا
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة في طهران بتدهور حقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تدعي حرصها على "الحرية والمساواة" في البلدان الأخرى، وتنساها على أراضيها، كما تناولت التحركات الشعبية في ألمانيا على خلفية سياسات الحكومة في الحرب الدائرة على أراضي أوكرانيا وانعكاسها السلبي على الاقتصاد الألماني.
كما عرّجت الصحف الإيرانية على الأبعاد التي اتخذتها الحرب في أوكرانيا من وجهة نظر وزير الخارجية الأمريكية السابق هنري كسنجر، والتي باتت مواجهة واسعة بين واشنطن وموسكو.
هنا أميركا، يتم اغتصاب امرأة كل 98 ثانية
ذكرت صحيفة "كيهان" في عددها الصادر اليوم تقريرًا يحمل عنوان "هنا أميركا يتم اغتصاب امرأة كل 98 ثانية".
وقالت الصحيفة "تشير الإحصاءات إلى ترسخ عدم المساواة والقمع ضد الأقليات العرقية وتجاهل حقوق المرأة في الولايات المتحدة الاميركية، تكشف تقارير عديدة من مصادر محلية أمريكية عن السجل الأسود للمدعي العام لحقوق الإنسان في العالم، وبالطبع حقوق المرأة هذه الأيام، وفي مجال التعامل مع المرأة".
وبحسب ما نقلت "كيهان" عن صحيفة "يو اس اي توداي"، فإن الأطفال ليسوا في مأمن من العنف الجنسي الوحشي في هذا البلد، وكتبت "كل 98 ثانية يتعرض شخص واحد في أمريكا للاعتداء الجنسي، ووفقًا لشبكة الاغتصاب الوطنية، كل ثماني دقائق، كل ضحية اغتصاب في أمريكا هي طفل، وتظهر بعض الإحصاءات الحالة السيئة للمرأة الأمريكية حسب الولاية والمدينة، على سبيل المثال، تُظهر التقارير المنشورة في فلوريدا أن واحدة على الأقل من بين كل ست نساء أمريكيات تعرضت للاعتداء الجنسي في مرحلة ما من حياتها".
وأضافت "بالطبع، كان الرجال أيضًا ضحايا للعنف الجنسي، حوالي 20% من الرجال تعرضوا للعنف الجنسي غير الاغتصاب، ووفقًا لمجلة فوربس الرسمية، فإن حوالي ثلث النساء السجينات في العالم محتجزات في الولايات المتحدة، أي أن هناك أكثر من 201 ألف سجينة في أمريكا".
وختمت "كيهان" بالقول "هذه هي حالة المرأة الأمريكية التي نقلتها وسائل الإعلام الأمريكية، والتي لم نذكر سوى جزء صغير منها، لا يوجد سوى مشاهد قصيرة ومختصرة للغاية لما يحدث في الشوارع والجامعات الأمريكية، والفطرة السليمة والحيادية تملي على السياسيين في الدولة المذكورة أن يركزوا أكثر على إنقاذ النساء الأمريكيات من هاوية الخراب والدمار، ثم إذا خرجت مشاكلهم منتصرة وناجحة، اتخذت خطوات لحل مشاكل البلدان الأخرى، بالطبع ، أينما وطأت قدم أمريكا ، لم ير أبدًا جانب جيد، والمثال الواضح جدًا على ذلك هو جارنا الشرقي، أفغانستان، آخر كلمة للقادة الأمريكيين هي: "لو كنت طبيباً لعالجت نفسك!"".
غضب الشتاء في ألمانيا
كتبت صحيفة "وطن أمروز" اليوم، بعد الأزمة المالية في عامي 2008 و 2014، دخلت أوروبا الفترة الثالثة من الأزمة الاقتصادية والمشاكل التي تسببت في نقص الطاقة وارتفاع تكلفة الوقود في القارة الخضراء.
وفي هذا السياق، تشهد إحدى المدن الكبرى في أوروبا كل يوم مظاهرات حاشدة ضد الحكومات القائمة، فالشعب الألماني كالعادة في السنوات القليلة الماضية، خاصة في الأشهر السابقة، نزل مرة أخرى إلى الشوارع للاحتجاج على "السياسات الشبيهة بالحرب" لرجال الدولة، الأمر الذي أدى إلى زيادة كبيرة في تكلفة المعيشة، خاصة في مجال الوقود والطاقة، وطالب المتظاهرون حكومة شولتز بإلقاء نظرة جادة على الأسعار المرتفعة، وقد أصبحت هذه الاحتجاجات أيضًا مسرحًا لمعارضة الناتو، حيث اعتقد العديد من المحللين أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا ستكون واحدة من أكبر الأزمات في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك لأنها أزمة تجاوزت الحدود بين كييف وموسكو ودخلت فيها أوروبا بأكملها.
وأضافت "وطن أمروز" في هذا الصدد "نزل أهل ميونيخ إلى الشوارع، في مواجهة رئيس الحكومة الألمانية الجديدة، وليس من قبيل المبالغة أن يقول البعض إن الحكومة الألمانية غير قادرة على حل مشاكل بلدها، لكنها تعلق على الجانب الآخر من الحدود، أي الاضطرابات في إيران، وتعمل بنشاط ضد طهران".
وفي بعض المظاهرات رفع المتظاهرون لافتة كتب عليها "العقوبات على روسيا ضربة قاضية لألمانيا واقتصادها!" ..
وبحسب "وطن أمروز"، يعتقد المتظاهرون أن الزيادة في تكلفة المعيشة تعتمد على وجود الناتو في أوروبا وصراع هذه القارة في حرب أوكرانيا، ومع حظر الغاز الروسي، نمت الزيادة في أسعار الطاقة في ألمانيا بشكل كبير.
" كسنجر" والحرب الاوكرانية الروسية
نقلت صحيفة "مردم سالاري" عن وزير الخارجية الأمريكية السابق في مقال له أن المفاوضات العاجلة لإنهاء الصراع في أوكرانيا ستمنع اندلاع حرب عالمية أخرى.
وكتب "هنري كيسنجر"، في مقال في 17 كانون الأول/ديسمبر من مجلة "ذي سبيكتاتور"، واصفًا الصراع الحالي بأنه "حرب تتنافس فيها قوتان نوويتان على بلد بأسلحة تقليدية"، هذا مؤشر على أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا أصبحت حربًا بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا.
وأضافت إن "عملية السلام" التي اقترحها هنري كيسنجر من شأنها أن "تربط أوكرانيا بحلف شمال الأطلسي"، لأنه يعتقد أن الحياد لم يعد خيارًا لكييف، كما يريد أن تنسحب روسيا إلى خطوط ما قبل 24 شباط/فبراير (قبل بدء الحرب الأوكرانية)، في حين أن المناطق الأخرى التي تطالب بها أوكرانيا، بما في ذلك دونيتسك ولوغانسك وشبه جزيرة القرم، "قد تخضع للتفاوض بعد وقف إطلاق النار"،
وأوضح أنه بالإضافة إلى "تأكيد حرية أوكرانيا"، فإن الاتفاقية تهدف إلى "تحديد هيكل دولي جديد، خاصة لأوروبا الوسطى والشرقية"، حيث يتعين على روسيا "في النهاية" أن تجد مكانًا لها.
وفي حين أن البعض يفضل روسيا "المنهكة بالحرب"، إلا أن كيسنجر يختلف مع ذلك، قائلاً إن "الدور التاريخي لموسكو لا ينبغي تقويضه"، إذ قد يؤدي انهيار روسيا إلى تحويل أراضيها الشاسعة إلى "فراغ متنازع عليه"، حيث "قد تقرر المجتمعات المتنافسة تسوية خلافاتهم من خلال العنف"، وقد يطالب الجيران بالأراضي بالقوة، وكل هذه الأحداث تحدث أيضًا في وجود "الآلاف من الأسلحة النووية ".
وذكرت "مردم سالاري" أنه من حيث الجوهر "هذا هو نفس الاقتراح الذي اقترحه كيسنجر لأول مرة في أيار/مايو، وبعد ذلك تم وصفه بأنه "عدو لأوكرانيا"، حيث رفض فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، في مقابلة أجريت معه في وقت سابق من هذا الشهر، رفضًا قاطعًا أي نوع من وقف إطلاق النار لا يعتبر حدود عام 1991 لبلاده نقطة البداية.
وردًا على اقتراح كيسنجر، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يود قراءة المقال كاملًا ولكن للأسف، لم تتح له الفرصة بعد لذلك".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024