الخليج والعالم
الردّ المرتقب على اغتيال هنية محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 10 آب 2024 بالأجواء الإقليمية والدولية المحيطة بالعالم نتيجة الترقّب المستمر لعملية الثأر الإيرانية تجاه اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد الشهيد إسماعيل هنية.
وقد تناولت الصحف الإيرانية أبعاد الأجواء العالمية من نواحٍ متعددة بعضها من منطلق الأجواء الانتخابية الأميركية وبعضها من ناحية العدوان الصهيوني وغيره.
وتركّزت المقالات التحليلية على قضية العتوّ والحيلة الأميركية التي تظهر بعد كل عدوان صهيوني عبر التلويح بالمفاوضات لتذويب أي محاولة ردع من قبل محور المقاومة.
الحيلة الأميركية لإنقاذ "إسرائيل" من الثأر
كتبت صحيفة "إيران": "من المفترض أن تستأنف طاولة المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار بين حماس و"إسرائيل" وإطلاق سراح الأسرى، والتي تستضيفها القاهرة وبوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر...ودعت أميركا ومصر وقطر، في بيان لها، الخميس، "إسرائيل" وحماس إلى التشاور مرة أخرى في الدوحة أو القاهرة في 15 أغسطس/آب الجاري".
وأردفت: "في كل مرة يحاول الجانب "الإسرائيلي" إطالة أمد هذه المفاوضات، ربما مع تصاعد الحرب في مناطق مختلفة من غزة، يجد طريقة لإنقاذ حياته السياسية والحصول على المزيد من المساعدات المالية والأسلحة من الغرب، وكما كتبت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، يعتقد جو بايدن أنه لم يعد هناك عذر لتأخير صفقة غزة، ويجب على الجانبين العمل على تثبيت وقف إطلاق النار، وإنهاء ما أصبح إبادة جماعية في العالم، وبينما تكافح الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في غزة، فإنها لم تحجب أي دعم مالي وعسكري وأسلحة خلال الأشهر العشرة الماضية منذ بداية الهجمات الإسرائيلية ضد غزة، وممثلوها في الكونجرس هم السبب الرئيسي".
وبحسب الصحيفة، فإنّ "إعلان موافقة "إسرائيل" على المشاركة في محادثات وقف إطلاق النار، هذه المرة بالطبع يختلف عن اللقاءات السابقة، فقد كانت المفاوضات سابقًا على عاتق إسماعيل هنية لكن قيام "إسرائيل" باغتيال هنية في إيران واختيار يحيى السنوار بدلًا منه، يقلب معادلات اتفاق وقف إطلاق النار، وربما يغير مساره وسياسته برمتها، حيث تحاول "إسرائيل" الحفاظ على مكانتها وأمنها في منطقة غرب آسيا وبطبيعة الحال، حيث أصبح من الصعب على هذا النظام الحفاظ على هذه الظروف في الوقت الحالي".
وتابعت: "أدى إعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن رغبتها في الانتقام لاغتيال الشهيد هنية إلى اضطراب الوضع الداخلي لمجلس الوزراء "الإسرائيلي"، ومن ناحيةٍ أخرى، تشعر الولايات المتحدة بالقلق من رد إيران على "إسرائيل"، وتدرس بيان خطة وقف إطلاق النار لإرضاء الطرفين لحضور طاولة المفاوضات الأمنية التي تقدمها "إسرائيل" ضد إيران"، مشيرةً إلى أنّه "ورغم أن مسؤولين أميركيين زعموا أن هذا التصريح لم يكن يهدف إلى التأثير في إيران، فإن أي زيادة في التوتر في المنطقة ستضعف آمال التوصل إلى اتفاق بين حماس و"إسرائيل"، وبطبيعة الحال، زعموا أنهم حذروا السلطات الإيرانية من أن هجمات طهران الواسعة على "إسرائيل" ستؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة".
وأضافت الصحيفة: إن "لفتة أميركا الحمائية ضد صديقها السياسي القديم تشكك في مفاهيم الاستجابة الإنسانية للولايات المتحدة للحرب في غزة والظروف الإنسانية الصعبة هناك، ولم يترك هذا الحادث الذي يحدث منذ عدة أشهر، مجالًا للشك في أن الولايات المتحدة تمارس الإبادة الجماعية بشكل مستمر في حرب غزة".
الحكومة الأمريكية القادمة وإستراتيجية الحفاظ على النقاط العمياء
بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز" أنّه "مع اقترابنا من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، نرى المزيد من الروايات غير الواقعية حول الفرق بين الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، وقد أدى انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2024، لصالح نائبه كاملا هاريس، إلى تكثيف هذه الروايات. كما هو الحال في كل فترة انتخابية، تركز وسائل الإعلام الأميركية على استطلاعات الرأي العامة وعلى مستوى الولايات، وبهاجسها المعتاد تقوم بقياس وتحليل نسبة المشاركة في الولايات الرمادية والحاسمة مثل أريزونا وبنسلفانيا وويسكونسن وميشيغان وجورجيا. إن نتاج روايات البنية الفوقية هذه واضح: الإشارة إلى الجمهوريين كأمثلة على إثارة الحروب وصناعة الأزمات في العالم، ومن ناحية أخرى، وصف الديمقراطيين بأنهم سياسيون يفضلون الحرب الناعمة في مجال العلاقات الدولية على التدخل العسكري".
وأضافت: "حقيقة الأمر هي أن خلق النقاط الإستراتيجية العمياء من قبل الولايات المتحدة خلال العقود الماضية والعقود الأخيرة أصبح صيغة كلية في السياسة الخارجية لهذا البلد ويلتزم بها كل سياسي، سواء كان ديمقراطيًا أو جمهوريًا، وعليه، كلما توصل صناع القرار في السياسة الخارجية الأميركية إلى فكرة تنفيذية، سينفذونها بين يدي الحكومة القائمة"، مشيرةً إلى أنّ جو بايدن كان "يعتبر نفسه دائمًا القائد الأعلى في مجال السياسة الخارجية وإدارة الأزمات في النظام الدولي ويعتبر الحرب آفة للسياسة الخارجية الأمريكية، لكن خلال رئاسة بايدن نشهد احتدام الصراعات الأمنية العسكرية في العالم، وأدى إصرار إدارة بايدن الخاص على عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى رد فعل روسيا، ومن الجدير بالذكر أنه بعد حرب أوكرانيا، أصبح بايدن هو من أشعل الحرب في حلف شمال الأطلسي، واعتبر مرارًا وتكرارًا أن إبرام معاهدة سلام بين أطراف الصراع هو خطه الأحمر، وخلال حرب غزّة، أصبحت أميركا الداعم العملياتي والإستراتيجي والسياسي الرئيسي للنظام الصهيوني الذي يقتل الأطفال".
وأردفت الصحيفة: "من المؤكّد أن السياسة الخارجية الأميركية بين عامي 2024 و2028 ستكون دالة على إستراتيجية خلق الأزمات المستمرة والنقاط الإستراتيجية العمياء في النظام الدولي. إن الجدال الدائر بين الحزبين في أميركا يدور حول كيفية خلق الأزمات، وبالمناسبة، يصر كلا الحزبين الأميركيين التقليديين على أن جزءًا مهمًا من الصراعات التي خلقتها الولايات المتحدة وواصلتها في أجزاء مختلفة من العالم مثل غرب آسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا الوسطى وحتى محيط الصين، يجب أن تتمتع بحماية أمنية".
ولفتت إلى أنّ ثنائية "الحرب الناعمة - الحرب الصلبة" فقدت في السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين معناها، وسوف يستمر الديمقراطيون والجمهوريون الأميركيون في وضع الحرب المشتركة ضد بلدان ومناطق مختلفة من العالم على أجندتهم، وفي الوقت نفسه، لا ينبغي للمرء أن ينخدع بشعار ترامب المتمثل في إحياء مبدأ مونرو (الانعزالية والمركزية المفروضة ذاتيًا داخل الحدود الأميركية) أو لفتة هاريس والديمقراطيين المناهضة للحرب، عندما يسدل الستار الأخير على الانتخابات الرئاسية عام 2024، ستظهر إستراتيجية صناعة الأزمات المزمنة بأشكال وعناوين مختلفة في مختلف أنحاء العالم، وهذه القضية معبرة للغاية لدرجة أن قلة من الناس في أميركا يميزون بين السياسة الخارجية للديمقراطيين والجمهوريين".
اغتيال في طهران وعدة أهداف في النظام السياسي الدولي
من جانبها، كتبت صحيفة "مردم سالاري" إن "اغتيال إسماعيل هنية، القائد السياسي لحركة حماس في طهران، بعد حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، هو أصل تأثيرات كثيرة في النظام السياسي الدولي من مختلف الأبعاد، بينما حتى اليوم، بعد أسبوع من هذا الإجراء، لا يوجد أي رد من جانب إيران، كما أن أجواء غرب آسيا متوترة للغاية وهناك احتمال نشوب حرب وصراع بين إيران و"إسرائيل" في أي لحظة"، لافتةً إلى أنّه "حتى الآن، تصرفت منظومة صنع القرار في إيران بشكل معقول للغاية، ومن أجل الاستفادة من الأدوات والحلول الدبلوماسية وبناء التوافق وضغط الرأي العام والدول لإدانة هذا الإجراء، والتأكَيد على حق إيران المتبادل في الرد، لقد أكّدت إيران على حقوقها وفقاً لمبادئ القانون الدولي مع اتباع نهج سلمي وتجنب الحرب باعتبارها دولة قوية".
وأضافت أن "لقاء نتنياهو القصير مع بايدن وترامب قبل أيام قليلة من الاغتيال والآثار الجانبية الكثيرة التي شهدها هذان اللقاءان والتي جذبت انتباه المجتمع الدولي، فضلًا عن مكانة هاريس كممثل للديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأميركية، في ما يتعلق بحرب غزّة واستمرارها، كان أحد العوامل التي أقنعت رؤساء "إسرائيل" بأن وصول الرئيس الديمقراطي إلى السلطة ليس في مصلحتهم"، مشيرةً إلى أنّه "لذلك، من أجل تأمين مصالحهم الخاصة ومنع فوز هاريس المحتمل في الانتخابات ودعم ترامب تم اتخاذ قرار الاغتيال. إن تورط إدارة بايدن في أي مغامرة "إسرائيلية" سيكون مخالفًا لشعارات الديمقراطيين بوقف الحرب وإعادة الجنود إلى الوطن وتقليص الميزانية العسكرية للحرب، مما سيكون له ارتدادات مباشرة وسلبية على حظوظ هاريس في الفوز".
وأردفت الصحيفة: "لقد جعل اغتيال هنية الدول الأوروبية تواجه العديد من التحديات، وخلافًا لصورة حقوق الإنسان في الرأي العام العالمي، لا تستطيع أوروبا إدانة هذا الإرهاب أو الموافقة عليه من أجل دعم "إسرائيل"، من ناحية أخرى، كما ذكرنا، إذا أدى هذا الإجراء إلى تولي ترامب منصبه في الولايات المتحدة، فإن موقفه من قطع المساعدات المالية والعسكرية لأوكرانيا سيضعف بشكل كبير موقف أوروبا ضد روسيا، وهو أمر غير سار بالنسبة لأوروبا".
فلسطين المحتلةالولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيرانالكيان الصهيوني
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024