التطورات الميدانية في مختلف جبهات المقاومة محور اهتمام الصحف الإيرانية

اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 9 تشرين الأول/أكتوبر 2024 بمتابعة الأوضاع والتطورات الميدانية في جبهات محور المقاومة المختلفة، مضافًا إلى تحليل التآكل والضعف الذاتي والداخلي للكيان الصهيوني الذي استنفد كلّ خططه وما عنده في غزّة ولبنان ولم يحصد سوى الخيبة، مع تصاعد المقاومة والقوّة الرادعة والمهاجمة بعد الذكرى السنوية لطوفان الأقصى.

استراتيجية حلقة النار

يداية، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "في ذكرى العملية التاريخية لطوفان الأقصى، كلّ المعادلات في المنطقة تتغيّر بسرعة، لم تعد الأوضاع الحالية للعام الماضي هي السائدة، ولم يعد هناك أي ذكر للالتزام بـ"ميثاق أبراهام" أيضًا".

وتابعت الصحيفة "قبل عام واحد لم يكن أحد يتصور أنّ مثل هذه التطورات الجوهرية والاستراتيجية سوف تسيطر في الأشهر المقبلة على زمام السياسات المفروضة على المنطقة وتتحدى النظام الحالي في غرب آسيا، وحتّى المبادئ الخفية في سلوك جبهة المقاومة تظهر اختلافًا كبيرًا عما كانت عليه في الأيام الأولى للحرب". 

وأضافت "الخطة الحالية هي استراتيجية حلقة النار، حيث تنشغل المراكز الرئيسية لجبهة المقاومة في وقت واحد بالرد على جرائم النظام الصهيوني في 6 جبهات، وبالطبع فإن الأضرار التي لحقت خلال عام واحد هي أفظع بكثير، كما أن اغتيال كبار قادة جبهة المقاومة في وضح النهار وبأكثر الطرق وحشية، قد رفع صوت حتّى أصدقاء بنيامين نتنياهو احتجاجًا، منذ بداية الحرب والعدوان في لبنان، ارتكبت جرائم غير مسبوقة، بأكثر الطرق غير الأخلاقية، بما في ذلك التفجيرات الإرهابية لأجهزة الاستدعاء - البيجر - وأجهزة الاتّصال اللاسلكي، مما أدى إلى فقدان بصر وقطع أذرع وأرجل آلاف الأشخاص، والأكثر مرارة من ذلك كله كان الاغتيال الوحشي لقائد جبهة المقاومة السيد نصر الله العزيز، بإسقاط 85 طنًا من القنابل والسموم الكيماوية على قلب الضاحية، ما أدى إلى استشهاده".

كما أنّ الاغتيالات الغزيرة والمتتالية الأخيرة، إلى جانب استشهاد الدكتور إسماعيل هنية، أحد المخطّطين الرئيسيين لعملية 7 أكتوبر في طهران، كانت أيضًا حدثًا لا يمكن تصوره، وكانت ردود الفعل والإدانات كثيرة، لكن ما اكتسب الآن أهمية مضاعفة هو مركزية دور لبنان في تطوّرات المنطقة.

وتابعت "أن تقدم إيران إلى مواجهة "تل أبيب" بعد عمليتي "الوعد الصادق 1 و2" التاريخيين، بدّد أسطورة منعة الحصن "الإسرائيلي"، ودق ناقوس الخطر بإشعال النار في الأراضي المحتلة".

مبادرة طهران متعدّدة الأبعاد

من جهتها، كتبت صحيفة قدس: "في ذكرى حدث طوفان الأقصى المهم، هناك نقطة لا ينبغي إغفالها، وهي الدور المتميّز والمتعدّد الأبعاد الذي لعبته الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مسار التطورات هذا".

وأضافت الصحيفة "طهران، مع إعلان دعمها الصريح لجبهة المقاومة، ركّزت كلّ جهودها على منع اتساع الأزمة التي خلقها النظام الصهيوني، وعدم السماح للمحتلين بنشر نار الحرب والفتنة في المنطقة، وبهدف ضمان بقاء الدولة الواهمة، التي هي على وشك الانهيار هذه الأيام، يحاول الصهاينة دائمًا جر أقدام الدول الإسلامية إلى الأزمات، وبهذه الطريقة، بالإضافة إلى شراء الوقت لـ"دولتهم"، يحاولون جرّ الولايات المتحدة وأوروبا إلى المنطقة".

وفي غضون ذلك، ركزت جمهورية إيران الإسلامية على مسألة "السقوط الحر" للنظام، وحاولت ضمان استقرار المنطقة من خلال إقامة علاقات جيدة مع الدول، وفي الوقت نفسه عرقلت تطوّر عملية صنع الأزمات في تل أبيب".

وتابعت: "الآن تمكّنت إيران بعد أن أدركت وجود تحديات داخلية متعدّدة عند الصهاينة، من توجيه ضربات غير مباشرة إلى البنية المزيّفة للنظام "الإسرائيلي"، الأزمة الأولى التي يعاني منها المحتلون هي الانقسام الاجتماعي والازدواجية الغريبة في الهوية التي شملت حتّى العناصر العسكرية والأمنية، وقد ظهرت هذه القضية في محطات متعددة، إنّ الخلافات العميقة بين الجناح المتطرّف في حكومة بنيامين نتنياهو، بما في ذلك وزير المالية سموتريش ووزير "الأمن" الداخلي إيتمار بن غفير، ووزير الحرب يوآف غالانت هي المظهر الملموس لهذا الصراع، صراع تغلغل إلى مستوى المجتمع وأدى إلى صراع حول خطة التجنيد بين اليهود المتشدّدين ("الحريديم")".

أما المسألة الثانية التي تهتم بها طهران في قضية تراجع بقاء النظام الصهيوني هي قضية الوضع الاقتصادي والتجاري المتردي الذي يعيشه الصهاينة تحت ضربات طوفان الأقصى، وفي الربع الأول من العام الماضي وحده، تراجع ما يقارب من 20% من اقتصاد "إسرائيل"، وأدى هذا الوضع إلى زيادة الاعتماد على الولايات المتحدة، وتحولت "تل أبيب" بالفعل إلى عبء إضافي على الولايات المتحدة، بحسب بعض المسؤولين في البيت الأبيض.

[...] يُضاف إلى كلّ هذه الأمور الضعف الواضح في هيكلية القوات المسلحة بسبب نقص المعدات والقوى البشرية، فالنظام الذي هزم في حرب 1967 جيوش الدول العربية الثلاث مصر وسورية والأردن في غضون 6 أيام، وصل الآن إلى نقطة حيث إذا تم قطع المساعدات المالية والعسكرية للولايات المتحدة، فلن يقدر على الوقوف حتّى ضدّ مقاتلي حماس الفلسطينيين في غزّة وحزب الله في لبنان، وقد أثارت هذه الحقيقة وعيًا كبيرًا في المجتمع العربي وحماسة الشباب في البلدان العربية".

هزيمة "تل أبيب" في الحرب الناعمة

هذا، وكتبت صحيفة "همشهري": "استمر الخطاب في "تل أبيب" ضدّ إيران في الأيام الأخيرة حيث فشل مسؤولو هذا النظام، بالإضافة إلى تعرضهم لضربات شديدة من إيران خلال عملية "الوعد الصادق 2"، في تحقيق النهج المنشود في المنطقة في مجال العمليات النفسية. إن دراسة التطورات بعد العمليات الصاروخية الإيرانية ضدّ أهداف عسكرية في الأراضي المحتلة، تبين أن لدى الصهاينة برنامجًا متعدد الأوجه في مجال الحرب الناعمة والنفسية، مع التركيز بشكل خاص على الرأي العام داخل إيران، من أجل إحداث هزيمة ثقيلة في إيران. تراوح هذا البرنامج بين نشر الشائعات ونشر كافة أنواع الأكاذيب وبين خلق جو من الذعر من رد فعل "تل أبيب" المحتمل على عملية "الوعد الصادق 2"؛ برنامج لعبت فيه الدوائر ووسائل الإعلام المناهضة للثورة أيضًا دورًا محوريًا.

وعلى الرغم من ذلك، فإن مراقبة أجواء الرأي العام داخل البلاد وبالطبع شبكات التواصل الاجتماعي يظهر أن هذا النوع من الإجراءات فشل في ترك التأثير المطلوب للصهاينة في العقل العام للشعب، بل كان له أيضًا نتيجة عكسية وزاد مستوى التعاطف والتقارب الداخلي من أجل مواجهة الردع الاستراتيجي لشرور النظام الصهيوني".

وهم النصر الذاتي

أيضًا، كتبت صحيفة "رسالت" أنّ "عملية طوفان الأقصى أنهت وهم الانتصار الذاتي للصهاينة، لقد مر عام على هذه العملية المذهلة والبطولية والجريئة والاستثنائية، حيث يتواصل إطلاق صواريخ حماس من غزّة إلى "تل أبيب"، وظهرت حماس والجهاد الإسلامي كمصارع ماهر وذو خبرة حيث كسبت نقاط قوة في هذه الحرب في بدايتها، وحاول الصهاينة تغيير النتائج، لكنّهم لم يستطيعوا، وواصلوا هذا الجهد لمدة عام مع 42 ألف شهيد و97 ألف جريح وتدمير غزّة بالقصف الهمجي، لكنّهم لم يحصلوا على أي نتيجة. 

وفي غزّة لم يحصلوا على نقطة واحدة أو نصر للمناورة به، حيث ينشغل مقاتلو حماس بصيد الدبابات وقتل الجنود الإرهابيين الصهاينة كلّ يوم وما زالت الصواريخ تطلق، وما زال الأسرى "الإسرائيليون" في الأسر، وقد بدأوا للتو عمليات استشهادية جديدة داخل الأراضي المحتلة!".

وقالت الصحيفة "بعد فشله في حرب غزّة، يبحث النظام الصهيوني عن مكاسب في الهجوم على حزب الله وجنوب لبنان، إنهم يتبعون نفس سياسة الإبادة الجماعية، ويرتكبون جرائم الحرب والقتل الجماعي والاغتيالات العمياء وتدمير المنازل والمساجد والمستشفيات والأماكن العامة، لقد خسروا في حرب الصورة والسرديات وقلبوا المجتمع الدولي ضدّهم".

وأضافت "لقد تلقى الصهاينة ضربات قاتلة من جبهة المقاومة وتلقوا ردين ثقيلين من الشعب الإيراني وهو لا يعرف كيف يعوض الضربتين".

وختمت "الحرب في غزّة هي أطول حرب منذ 75 عامًا، الحرب التي أظهرت مفهوم "الانتصار الذاتي" للصهاينة على أنه وهم، لقد وقعت أميركا في "فخ الحرب" في غرب آسيا، كما وضعت حماس حدًا لوهم التفوق الذاتي والغطرسة لدى الصهاينة، إنّ صرخات الموت لأميركا والموت لـ"إسرائيل" التي أطلقها الناس في قارات العالم الخمس أبطلت أي نوع من السردية التي قدمتها وسائل الإعلام الأميركية والصهيونية حول حرب غزّة، وإنّ رواية المقاومة في غرب آسيا هي الرواية السائدة في الرأي العام العالمي".

المقاومة الإسلاميةالجمهورية الاسلامية في إيرانالكيان الصهيوني

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم