المساعي الديبلوماسية الإيرانية لوقف الحرب على غزة ولبنان محور اهتمام الصحف الإيرانية

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 10 تشرين الأول 2024 بالمساعي الدبلوماسية التي يقوم بها فريق وزارة الخارجية في الحكومة الإيرانية من خلال الزيارات الرسمية المتعددة إلى دول الجوار للوصول إلى وقف لإطلاق النار، وأيضًا اهتمت برصد التحركات المشبوهة لبعض الخلايا الانقلابية ضدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأخيرًا بالترهّل الداخلي والخارجي للنظام الصهيوني المحتل.

الدبلوماسية في الميدان

بداية كتبت صحيفة وطن امروز: "غادر أمس الدكتور عباس عراقتشي وزير خارجية الجمهورية الإسلامية في إيران إلى السعودية للالتقاء والتحدث مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، كما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، أن هذه الرحلة ستتم استمرارًا للمشاورات الدبلوماسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية والتنسيق مع دول المنطقة من أجل وقف الإبادة الجماعية وعدوان الكيان الصهيوني والتخفيف من معاناة شعب غزّة ولبنان".

وتوجه عراقتشي إلى بيروت في رحلة غير متوقعة يوم الجمعة الماضي، ورغم مرور أقل من 3 أيام على عملية الوعد الصادق 2 وتعرض بيروت لأعنف قصف لـ"النظام الإسرائيلي"؛ في رحلة خطيرة وسط تحذيرات شديدة من الإرهابيين الصهاينة الذين ضغطوا على لبنان لعدم السماح بدخول الطائرات الإيرانية، لكن هذه التهديدات قوبلت بالامبالاة من وزير الخارجية والوفد المرافق له، وهبطت طائرة الوفد الدبلوماسي الإيراني في مطار بيروت الدولي. 

إن زيارة وزير خارجية إيران إلى لبنان ومن ثمّ إلى سورية جاءت من أجل مناقشة القضايا الإقليمية والحرب في لبنان وغزّة والتشاور مع المسؤولين في هذه الدول خاصة بعد عملية الوعد الصادق 2 وإملاءات القوّة الإيرانية على النظام الصهيوني وداعميه، ومن بين هؤلاء الداعمين عدد من دول المنطقة، كانت تهدف الزيارات إلى توضيح السياسات الإقليمية للجمهورية الإسلامية، كما كانت تهدف إلى منع استمرار اعتداءات النظام الصهيوني الغاشم على غزّة ولبنان، وسافر إلى إلى الرياض، لتتوصل دول المنطقة إلى اتفاق جماعي لوقف جرائم النظام الصهيوني".

وأضافت: "بعد عملية الوعد الصادق 2 التي تسببت في انهيار عتوّ نتنياهو والهيئة الحاكمة في الكيان الصهيوني وميل كفة الميزان لصالح جبهة المقاومة، جاء دور الساحة الدبلوماسية، لتبدأ إيران الإسلامية باعتبارها الداعم الرئيسي للمقاومة ضدّ "إسرائيل"، حيث بذلت جهودها لإنهاء جرائم النظام الصهيوني، وهذه المرة في المجال الدبلوماسي، ومن ناحية أخرى، ينبغي لبعض دول المنطقة التي تربطها علاقات مع "إسرائيل" أن تكون على دراية جيدة بسياسات إيران الإقليمية حتّى تبتعد ربما عن أي أخطاء في مواجهة إيران ومحور المقاومة".

بائعو الوطنية عند المبكى

بدورها، كتبت صحيفة جام جم: "إن الإبداعات الأخيرة لأعداء الجمهورية والثورة الإسلامية مع دعمهم للهجوم العسكري "الإسرائيلي" على إيران يظهر بوضوح أنهم في الواقع مشاة الصهيونية وليس لديهم مهمّة سوى تدمير إيران، إن إنشاء الشبكة البهلوية "أنا وأنت" (manoto) التي تدار من قبل مدير الشبكات المالية اليهودية، أيضًا في ذروة التوترات الإقليمية، يظهر أن الوظيفة الرئيسية لوجود هذه الوسائط الزائفة هي في الواقع زعزعة الأمن وإزعاج البنية النفسية للشعب الإيراني.

بالتزامن مع ارتفاع جرائم النظام الصهيوني في غزّة ولبنان وأيضًا مع صعود المقاومة، خاصة بعد الرد الصاروخي القوي للحرس الثوري الإيراني في عملية الوعد الصادق 2... اعتبرت هذه المجموعة أن الحق بهجوم "تل أبيب" على إيران مشروع، ولكن كيف كشف تصاعد الجرائم الصهيونية عن طبيعة المتمردين المناهضة لإيران في هذه الأيام؟

وتابعت "يستطيع المرء أن يرى بوضوح حماسهم لحمام الدم الذي ارتكبه نتنياهو في غزّة ولبنان، فالنظام الصهيوني المؤقت بجرائمه وإرهابه يثير موجة من السعادة بين هؤلاء الانقلابيين، لكن هذه السعادة لا تقتصر على جرائم نتنياهو في غزّة ولبنان، المثير للدهشة أنها تشمل أيضًا احتمال تكرارها في إيران بعد عمليات الوعد الصادق المشروعة التي أدت إلى تدمير جزء من المراكز الإستراتيجية للنظام الصهيوني".

وختمت: "أظهر الحضور الحماسي للشعب الإيراني في صلاة الجمعة وخطاب القائد الحكيم للثورة الإسلامية المفعمة بالأمل على مستوى المجتمع أن صفوف الشعب الإيراني منفصلة عن صفوف جامعي التبرعات المرتزقة المتمركزين في لندن وغيرها من الأماكن، ولا يمكن العثور على أي قواسم مشتركة بين هاتين الفئتين".

فشل العدوّ في إدارة الحرب والأزمات

من جهتها، كتبت صحيفة رسالت: "عادة ما تتشابك إدارة الحرب وإدارة الأزمات في المواقف الحرجة والحاسمة، إن القدرة على إدارة الحرب لا تعنى بالضرورة القدرة على إدارة الأزمات، وتنطبق هذه القاعدة على كافة الصراعات الماضية والحالية في مجال العلاقات الدولية، لكن ما يبرز في الحرب في غزّة ولبنان هو الخسارة المتزامنة للميدان وإدارة الأزمات من قبل النظام الصهيوني، ويشير بعض المحللين الصهاينة والغربيين إلى هذه الظاهرة باسم الفقر الإستراتيجي وحتّى الارتباك التكتيكي في "تل أبيب"، إلا أن الأزمة المذكورة تتجاوز الحالات المذكورة بأضعاف كثيرة".

وتابعت: "إن عدم فعالية القبة الحديدية الدفاعية أمام الحجم الهائل للصواريخ الإيرانية الباليستية والفرط صوتية، مضافًا إلى أن نظام الاحتلال الصهيوني يواجه مقاومة أكثر ثباتًا في الجبهة اللبنانية من أي وقت مضى، جاء خلافًا للحسابات والظنون الصهيونية خاصة وأن اغتيال سيد المقاومة ضاعف من دوافع المقاومين للانتقام من العدوّ الإسرائيلي". 

ومن ناحية أخرى، بحسب الصحيفة، فإن المقاومة اللبنانية، وفي الوقت الذي أحبطت فيه الهجوم البري الذي خطط له الصهاينة في الجبهة الشمالية، قامت بنشاط وعمليات فعالة في حيفا، مما أدى إلى شل النبض الاقتصادي لنظام الاحتلال الصهيوني، كان هدف مثلث الموساد والحكومة والجيش في الأراضي المحتلة هو الحد من قوة جبهة المقاومة في الميدان وخلق أزمات في البنية التحتية في حزب الله.

لكن سرعة التحرك وقوة التحليل لدى المقاومة كانت من النوع الذي أدى في الوقت نفسه إلى فشل "تل أبيب" في السيطرة على مشهد الحرب في لبنان وإدارة أزماتها اللاحقة، ولم يقتصر فشل نتنياهو على السيطرة على جنوب لبنان، بل فشل أيضًا في مواجهة الأزمات والمشاكل الناجمة عن انتقام جبهة المقاومة. 

وهذا الفشل والهزيمة سيشكّل أزمات مزمنة وواسعة النطاق في العلاقات الداخلية للصهاينة، وبعض هذه الصراعات سوف ينتشر قريبًا من المستوى الخفي إلى المستوى الواضح، وسيحدد اليأس المطلق لتل أبيب في الحرب في غزّة ولبنان".
 

لبنانالجمهورية الاسلامية في إيرانالكيان الصهيونيغزة

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم