الخليج والعالم
الحرب على غزّة ولبنان عنوان رئيس في الصحف الإيرانية لهذا اليوم
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 12 تشرين الأول/أكتوبر 2024 بالأوضاع الميدانية والسياسية الجارية في حرب غزّة ولبنان، لا سيما المؤشرات التي تدل على الإرباك والتهوّر الصهيوني، من قبيل إطلاق الشائعات المتناقضة. واهتمت ببيان الروابط بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية في ظل الانتخابات الأميركية المرتقبة.
مقبرة الصهاينة من النيل إلى الفرات
كتبت صحيفة جام جم: " كثير من متابعي التطورات في المنطقة يسألون أنفسهم لماذا حدثت عملية "طوفان الأقصى"، بل إن بعض المحللين يذهبون إلى أبعد من ذلك ويعتبرون ذلك خطأ إستراتيجيًّا. وتزعم هذه الفئة من الناس أنه بما أن حجم الخسائر البشرية التي يتعرض لها نظام الاحتلال والتي تتعرض لها حماس لا يتناسب مع بعضهما البعض، وأن إبادة الصهاينة وعملياتهم التدميرية في لبنان وفلسطين منتشرة على نطاق واسع، لذا فإن طبيعة العملية التي جرت في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) ينبغي مناقشتها والتساؤل عنها.
ولعل أفضل رد على هذا الرأي هو كلام وزير الاقتصاد في النظام الصهيوني المؤقت، وهو شخص سعى ليس فقط منذ بداية حرب غزّة، بل أيضًا منذ وجوده على رأس تيار "الصهيونية الدينية"، إلى احتلال قطاع غزّة والضفّة الغربية ولبنان والأردن ومصر وحتّى جزء من أراضي المملكة العربية السعودية ومن ثمّ إيران! الشخص الذي يعبر الآن علانية عن أهدافه الشريرة في ظل عجز حتّى الصهاينة عن تحقيق أهدافهم في قطاع غزّة، وهو لا يخجل من ردة فعل دول المنطقة على هدفه، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بنغفير... حيث كتبت صحيفة هآرتس الصهيونية في مقال لها أن الوزيرين اليمينيين المتطرّفين في حكومة رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو سعيا إلى إقرار وتنفيذ خطة "احتلال غزّة" وتوطين اليهود في تلك المنطقة، ولهذا السبب، طالبا بوقف المساعدات الإنسانية عن سكان غزّة أو نقل المسؤولية إلى الحكومة "الإسرائيلية"... أبعد من ذلك، يرى سموتريتش وبنغفير أن الوقت قد حان لتوسيع النطاق الجغرافي للاحتلال الصهيوني. هذا هو التفكير المسموم للأعداء، والذي تجلى بالفعل في نظريات نهاية تاريخ فوكوياما وحرب الحضارات لصموئيل هنتنغتون".
وتابعت: "المسألة واضحة؛ الدول العربية في المنطقة، التي أيدت فكرة إخراج حماس من قطاع غزّة منذ بداية حرب غزّة ولم تتّخذ حتّى أدنى إجراء لدعم الفلسطينيين، تواجه الآن حكومة في "تل أبيب" تتطلع إلى ضم أراضيها إلى الأراضي المحتلة وهي متعطشة للاحتلال ولم تعد إبادتها تقتصر على قطاع غزّة والضفّة الغربية وجنوب لبنان! أي أن عرب المنطقة قد دفعوا ثمن صمتهم ولعبهم غير المباشر مع الصهاينة!".
الكيان الصهيوني في أزمة التناقض
من جهتها كتبت صحيفة "إيران": مهما نجح النظام الصهيوني في قتل الناس، فقد فشل فشلًا ذريعًا في تطوير إستراتيجياته في المنطقة والميدان، وهذا هو الواقع الذي أجبر الصهاينة على تقليص اهتمامهم بالحرب العسكرية وتجريب حظهم في مجال العمليات النفسية والحرب الإعلامية من أجل تحقيق النصر في الميدان.
شهدنا في الأسابيع الأخيرة عملية نفسية يقوم بها التيار الإعلامي المحسوب على الكيان الصهيوني الغاصب، ضدّ محور المقاومة، وخاصة إيران، بعد العمل الإرهابي الذي قام به النظام الصهيوني بتفجير أجهزة الاستدعاء – البيجر - وبعد اغتيال الشهيد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله وعدد من قادة المقاومة الإسلامية في لبنان، حيث سعى التيار الإعلامي المحسوب على "إسرائيل" إلى التحريض على الخيانة والتراجع الإيراني عن المقاومة في المنطقة.كان المجتمع المستهدف من هذا الخط الإعلامي هم مواطني لبنان وفلسطين والأهم من ذلك شعب إيران.
وتم التخطيط لعملية نفسية أخرى وتنفيذها بتوجيه من الصهاينة وبتصرف من وسائل الإعلام الدولية، والتي سعت بوضوح إلى بث الخوف في المجتمع الإيراني بعد استشهاد الأمين العام لحزب الله والشهيد عباس نيلفروشان، حيث وضع النظام الصهيوني مشروع رهاب الحرب على جدول أعماله من أجل تقليص احتمالات الرد الإيراني إلى الصفر. إن تخويف الشعب من عواقب المواجهة الإيرانية مع "إسرائيل"، والتي جرت بهدف خلق حالة من عدم الرضا في المجتمع الإيراني تجاه أي هجوم على الأراضي المحتلة، كان جزءًا من هذا المشروع. وهذا المشروع فشل مع تنفيذ عملية الوعد الصادق 2 والدعم الشعبي القوي للهجوم الصاروخي الناجح للحرس الثوري الإيراني على تل أبيب".
وتابعت: "لقد تم تنفيذ العملية النفسية الأخيرة التي قام بها النظام الصهيوني ضدّ إيران بطريقة خرقاء وتناقضية أكثر من المشاريع السابقة، وفي خضم الحرب "الإسرائيلية" والمقاومة الإقليمية، كان اغتيال إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، على رأس الشائعات في وسائل الإعلام العبرية؛ ثمّ أعيد نشر الخبر في وسائل الإعلام الفارسية والعربية، التي تربطها علاقة كبيرة بالكيان الصهيوني، وبعد فترة، حلت التكهنات حول مصير قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني محل إعادة نشر خبر الاغتيال، وزعمت وسائل الإعلام التي تناقلت بشكل مؤكد اغتيال سردار قاآني، من خلال نشر أخبار متناقضة، أنه كان قيد التحقيق من قبل المؤسسات الأمنية الإيرانية بزعم علاقته بالكيان الصهيوني! [...] لقد أجبرت "إسرائيل" على القيام بعمليات إعلامية، حتّى مع وجود تناقضات واضحة".
الحساب المشترك
صحيفة وطن امروز كتبت: "الديمقراطيون يختلفون مع نتنياهو، ولا يمكن إخفاء هذه الحقيقة. في المقابل، فإن التحليل القائل بأن نتنياهو يعطي ورقة لعب لترامب من خلال تصعيد التوتر، خاصة من خلال جر إيران إلى حرب مباشرة، هو أيضًا مقبول إلى حد ما.
ثالثًا، من المفهوم إلى حد ما أن أحد أسباب عدم قبول نتنياهو بوقف إطلاق النار هو منع الديمقراطيين من تقديم ورقة رابحة للتأثير على المناخ الانتخابي الأميركي، وخاصة جذب أصوات المسلمين.
بناء على هذه الأمور الثلاثة، هل يمكن تبرئة الديمقراطيين من مآسي وجرائم النظام الصهيوني في الحرب في غزّة ولبنان؟ الجواب واضح: لا!
وفي العام الماضي، قدم الأميركيون رسميًا ما يقرب من 10 مليارات دولار على شكل منح ومساعدات للكيان الصهيوني، على الرغم من أن بعض التقارير غير الرسمية قدرت هذا الرقم بـ 30 مليار دولار. وبالإضافة إلى هذه المساعدات النقدية المجانية المدفوعة لمنع انهيار الاقتصاد الصهيوني، زودت واشنطن "تل أبيب" بمليارات الدولارات من الأسلحة العسكرية المتقدمة. وفي هذا المجال تقول تقارير رسمية إن البيت الأبيض قدم أسلحة بقيمة 27 مليار دولار للنظام الصهيوني في العام الماضي. لكن تقارير غير رسمية تشير إلى أن الولايات المتحدة أنفقت 60 مليار دولار لتوفير أسلحة عسكرية يستخدمها النظام الصهيوني للقتل وارتكاب الجرائم في غزّة ولبنان.
وبصرف النظر عن هذه التكاليف المالية والعسكرية الضخمة، فإن القادة وكبار ضباط الجيش والاستخبارات في واشنطن يتواجدون بشكل مستمر في غرفة الحرب المشتركة للكيان الصهيوني ويقدمون المشورة اللازمة لقادة وضباط النظام الصهيوني على سبيل المثال إستراتيجية الدخول البري للجيش الصهيوني إلى غزّة عرضها البنتاغون على الجيش الصهيوني بناءً على تجارب الجنود الأميركيين في احتلال الفلوجة في العراق، وفي المجال الاستخباراتي، فإن استهداف قادة المقاومة هو الأجندة المشتركة بين وكالة المخابرات المركزية والموساد".
وتابعت: "إن الخلافات السياسية بين واشنطن وتل أبيب تخضع فقط لمصالحها الفئوية، إن سبب الخلاف بين بايدن ونتنياهو يرجع فقط إلى أمرين.
1- التعارض بين مصالح التيار اليميني للكيان الصهيوني والحكومة الديمقراطية الأميركية، خاصة في قضايا مثل تطوير المستوطنات الصهيونية أو فكرة الدولتين.
2- تآزر سياسات حكومة نتنياهو مع مواقف ترامب ومكانته كمنافس جدي للحكومة الديمقراطية الأميركية.
لذلك، فمن الواضح أن الخلافات بين بايدن ونتنياهو هي فقط بسبب المصالح الشخصية والفئوية، وهذه الخلافات ليست في الأساس بمستوى من شأنه أن يضر بالسياسة المبدئية للولايات المتحدة وهي حماية النظام الصهيوني".