الخليج والعالم
مجلة أميركية: أميركا دخلت عصر الشعبوية العنيفة
حذّر الكاتب روبير بايب من أنّ الحكومة الأميركية تتّجه نحو أزمة شرعية كبرى تتمثل في إجماع ضعيف أو حتّى مكسور لدى الشعب الأميركي إزاء ما إذا كان ممثلوهم في واشنطن بالفعل هم يستحقون ولاءهم.
وفي مقالة له نُشرت بمجلة فورين أفيرز Foreign Affairs الأميركية، استبعد الكاتب أن تحل الأزمة بالانتخابات الرئاسية، منبهًا من أنّها قد تؤدي إلى المزيد من المشاكسة والعنف في الحياة السياسية خلال الأشهر والأعوام القادمة. كما تحدث عن عصر من الشعبوية العنيفة دخلتها الحياة السياسية الأميركية، وعن وصول العنف السياسي من معسكري اليمين واليسار إلى مستويات تاريخية، مشيرًا إلى أنّ هذا العنف يتنامى منذ أعوام.
كذلك لفت الكاتب إلى أنّ هذا التوجّه يعود بشكل أساس إلى المرحلة الانتقالية التي تمرّ بها البلاد من غالبية بيضاء إلى أقلية من ذوي هذه البشرة. وأردف أنّ الهلع والمظالم (سواء الحقيقية أم الوهمية) التي رافقت هذا التحول الديمغرافي ساهمت في تفسير صعود دونالد ترامب وتركيز كلا الحزبين على موضوع الهجرة.
كما تابع الكاتب أنّ موسم الانتخابات الرئاسية لعام 2024 كان الأكثر عنفًا منذ عام 1968 والذي شهد مظاهرات شاسعة ضدّ العنصرية في الداخل والتدخلات العسكرية في الخارج، وأيضًا اغتيال شخصيات مثل مارتن لوثر كينغ Martin Luther King وروبير كيندي Robert Kennedy الذي كان حينها من أبرز المرشحين للحزب الديمقراطي. ومن ثمّ أشار إلى أنّ هذا العام شهد محاولتي اغتيال للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، بالإضافة إلى تهديدات لمسؤولين عن الانتخابات في أنحاء مختلفة من البلاد.
وتوقع الكاتب أنّ يستمر عصر الشعبوية العنيفة وأن يصبح أسوأ، متحدثًا في هذا السياق عن تنامي الاستقطاب والشلل في صناعة القرار في واشنطن ومخاطر متزايدة من الثورة السياسية. كما قال إنّ ولايات أميركية قد تحاول الامتناع عن تنفيذ سياسات وطنية تتعارض وآراء المكونات. كذلك أردف أنّ الاضطراب السياسي الداخلي قد يقوض قدرة واشنطن على لعب الدور القيادي على المسرح العالمي.
ورأى الكاتب أنّ أي حكومة تكون شرعية عندما يقبل مواطنوها أنّها نالت حق تولي وممارسة السلطة، وعندما تكون المؤسسات الحكومية خالية من الفساد، وعندما يلتزم مسؤولو البلاد بالأعراف الديمقراطية. كما أشار إلى أنّ الولايات المتحدة كانت على حافة أزمة الشرعية قبل الانتخابات، لافتًا إلى استطلاعات لجامعة شيكاغو بيّنت أنّ الثقة بالديمقراطية الأميركية وصلت إلى مستويات تثير القلق في عام 2024 الحالي.
وأضاف أنّه تبين أنّ نصف الشعب تقريبًا (45% من الديمقراطيين و49% من الجمهوريين) يرى أنّ الانتخابات لن تحلّ المشاكل الجوهرية السياسية والاجتماعية. كذلك تابع أنّ نفس العدد تقريبًا (42% من الديمقراطيين و55% من الجمهوريين) رأوا أنّ النخب السياسية من ديمقراطيين وجمهوريين هم الأشخاص الأكثر لا أخلاقية وفسادًا في أميركا.
كما أشار إلى أنّ العديد من الأميركيين لا يتخوفون من السياسات قصيرة الأمد المتصلة بالاقتصاد والهجرة والرعاية الصحية فحسب، بل من متانة الديمقراطية الأميركية نفسها. وأضاف أنّ العديد يتخوفون على سلامة المؤسسات الحكومية ويشكّكون بأنّ نتائج الانتخابات تعكس فعلًا إرادة الشعب.
كذلك أضاف الكاتب أنّ "عدم حصول أعمال عنف مباشرة بعد فوز ترامب بالانتخابات يجب أن لا ينظر إليه على أنّه مؤشر على أنّ الأمور ستسير بسلاسة، لافتًا إلى أنّه وفيما لو استطاع ترامب البدء بتنفيذ برنامجه المطروح بترحيل أعداد كبيرة من أميركا، فإن ذلك سيتطلب استخدام ملموس للقوة من قبل سلطات إنفاذ القانون، والذي قد يؤدي بدوره إلى مقاومة عنيفة. كما نبّه من أن ترامب قد ينفذ تهديده بنشر قوات الجيش الأميركي ضدّ المتظاهرين.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
08/11/2024